عدالة الصحابة کلّهم و نزاهتهم من کلّ سوء هی أحد الأُصول الّتی یتدیّن بها أهل السنّة، قال ابن حجر:
«اتّفق أهل السنّة على أن الجمیع عدول و لم یخالف فی ذلک إلّا شذوذ من المبتدعة». (1)
و قال الإیجی:
یجب تعظیم الصحابة کلّهم، و الکف عن القدح فیهم، لأنّ اللّه
عظّمهم و أثنى علیهم فی غیر موضع من کتابه و الرسول قد أحبّهم و أثنى علیهم فی أحادیث کثیرة. (2)
و قال التفتازانی:
اتّفق أهل الحقّ على وجوب تعظیم الصحابة و الکفّ عن الطعن فیهم، سیّما المهاجرین و الأنصار، لما ورد فی الکتاب و السنّة من الثناء علیهم. (3)
غیر أنّ الشیعة الإمامیة عن بکرة أبیهم على أنّ الصحابة کسائر الرواة فیهم العدول و غیر العدول، و إنّ کون الرجل صحابیّاً لا یکفی فی الحکم بالعدالة، بل یجب تتّبع أحواله حتى یقف على وثاقته، و ذلک لأنّ القول بعدالة جمیع الصحابة و نزاهتهم من کلّ شیء ممّا لا یلائم القرآن و السنّة و یکذبه التاریخ، و إلیک البیان:
1) الإصابة: 1 / 17.
2) شرح المواقف: 8 / 373.
3) شرح المقاصد: 5 / 303.