أنّه سبحانه قد وعد المطیعین بالثواب فی آیات متضافرة، و لا شکّ أنّ إنجاز الوعد حسن و التخلّف عنه قبیح، فالوفاء بالوعد یقتضی وقوع المعاد، قال المحقّق الطوسی: «و وجوب إیفاء الوعد و الحکمة یقتضی وجوب البعث». (1)
و إلى هذا البرهان یشیر قوله سبحانه:
«رَبَّنا إِنَّکَ جامِعُ النَّاسِ لِیَوْمٍ لا رَیْبَ فِیهِ إِنَّ اللَّهَ لا یُخْلِفُ الْمِیعادَ» (2)
تنبیه
إنّ القرآن الکریم أکَّد بوجه بلیغ على قدرة الخالق و علمه فیما أجاب عن شبهات المخالفین، و الوجه فی ذلک واضح، لأنّ جلّ شبهاتهم ناشئة عن الغفلة أو الجهل بالقدرة المطلقة و العلم الوسیع للّه تعالى، فإنّ إحیاء
الموتى لیس من المحالات الذاتیة و إنّما ینکر من ینکر أو یستبعده لجهله بقدرة اللّه المطلقة و علمه الشامل و إلیک فیما یلی نماذج من الآیات فی هذا المجال:
«وَ هُوَ الَّذِی یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَیْهِ» (3)
«وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِیَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ – قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِکُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ» (4)
«وَ قالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لا تَأْتِینَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَ رَبِّی لَتَأْتِیَنَّکُمْ عالِمِ الْغَیْبِ لا یَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِی السَّماواتِ وَ لا فِی الْأَرْضِ وَ لا أَصْغَرُ مِنْ ذلِکَ وَ لا أَکْبَرُ إِلَّا فِی کِتابٍ مُبِینٍ» (5)
«ذلِکَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّهُ یُحْیِ الْمَوْتى وَ أَنَّهُ عَلى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ» (6)
«أَ إِذا مِتْنا وَ کُنَّا تُراباً ذلِکَ رَجْعٌ بَعِیدٌ – قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَ عِنْدَنا کِتابٌ حَفِیظٌ» (7)
1) کشف المراد، المقصد السادس، المسألة الرابعة.
2) آل عمران: 9.
3) الروم: 27.
4) یس: 78- 79.
5) سبأ: 3.
6) الحج: 6.
7) ق: 3- 4.