یجب أن یکون الإمام مصوناً عن الخطأ فی العلم و العمل لکی تحفظ الشریعة به و یکون هادیاً للناس إلى مرضاة اللّه سبحانه، و إلیه أشار العلّامة الحلّی بقوله:
ذهبت الإمامیة إلى أنّ الأئمّة کالأنبیاء فی وجوب عصمتهم عن جمیع القبائح و الفواحش من الصغر إلى الموت عمداً و سهواً، لأنّهم حفظة الشرع و القوّامون به، حالهم فی ذلک کحال النبیّ صلى الله علیه و آله». (1)
و ناقش فیه التفتازانی بقوله: «إنّ نصب الإمام إلى العباد الّذین لا طریق لهم إلى معرفة عصمته بخلاف النبیّ». (2)
و الجواب عنه ظاهر بما تقدّم من بطلان القول بأنّ نصب الإمام مفوَّض إلى العباد، و لنا أن نعکس و نقول: وجوب عصمة الإمام ممّا یحکم به العقل الصریح بالتأمّل فی حقیقة الإمامة و الغرض منها، و حیث إنّ الناس لا طریق لهم إلى معرفة عصمة الإمام کما اعترف به الخصم، فلا یکون نصبه مفوَّضاً إلیهم.
1) دلائل الصدق: 2 / 7.
2) شرح المقاصد: 5 / 248.