إنّ من مواهب اللّه تعالى العظیمة على الأُمة الإسلامیة، تشریع الاجتهاد، و قد کان الاجتهاد مفتوحاً بصورته البسیطة بین الصحابة و التابعین، کما أنّه لم یزل مفتوحاً بین أصحاب الائمّة الطاهرین علیهم السلام.
و قد جنت بعض الحکومات فی المجتمعات الإسلامیة حیث أقفلت باب الاجتهاد فی أواسط القرن السابع و حرمت الأُمة الإسلامیّة من هذه الموهبة العظیمة، یقول المقریزی:
استمرّت ولایة القضاة الأربعة من سنة 665، حتّى لم یبق فی مجموع أمصار الإسلام مذهب یعرف من مذاهب الإسلام، غیر هذه الأربعة و عودی من تمذهب بغیرها و أنکر علیه، و لم یولَّ قاض، و لا قبلت شهادة أحد ما لم یکن مقلِّداً لأحد هذه المذاهب … (1)
و من بوادر الخیر أن وقف غیر واحد من أهل النظر من علماء أهل السنّة وقفة موضوعیة، و أحسُّوا بلزوم فتح هذا الباب بعد غلقه قروناً. (2)
1) الخطط المقریزیة: 2 / 344.
2) لاحظ: تاریخ حصر الاجتهاد، للعلّامة الطهرانی، و دائرة المعارف لفرید وجدی، مادة «جهد» و «ذهب».