قال المحقق الطوسی:
«و یجب فی النبیّ العصمة لیحصل الوثوق، فیحصل الغرض».
تقریره- کما قال العلّامة الحلّی-:
إنّ المبعوث إلیهم لو جوَّزوا الکذب على الأنبیاء و المعصیة، جوّزوا فی أمرهم و نهیهم و أفعالهم الّتی أمروهم باتّباعهم فیها ذلک، و حینئذٍ لا ینقادون إلى امتثال أوامرهم، و ذلک نقض الغرض من البعثة. (1)
و بعبارة أخرى- کما قال العلّامة الطباطبائی-: «التبلیغ یعمّ القول و الفعل، فإنّ فی الفعل تبلیغاً، کما فی القول، فالرسول معصوم عن المعصیة باقتراف المحرّمات و ترک الواجبات الدینیّة، لأنّ فی ذلک تبلیغاً لما یناقض الدین فهو معصوم من فعل المعصیة». (2)
فإن قلت: إنّ هذا الدلیل لا یثبت أزید من عصمة الأنبیاء بعد البعثة.
قلت: لو کانت سیرة النبیّ مخالفة لما هو علیه بعد البعثة لا یحصل الوثوق الکامل به و إن صار إنساناً مثالیّاً، فتحقّق الغرض الکامل من البعثة رهن عصمته فی جمیع فترات عمره، یقول السید المرتضى فی الإجابة عن هذا السؤال:
إنّا نعلم أنّ من نجوّز علیه الکفر و الکبائر فی حال من الأحوال، و إن تاب منهما … لا نسکن إلى قبول قوله کسکوننا إلى من لا نجوّز علیه ذلک فی حال من الأحوال و لا على وجه من الوجوه … فلیس إذاً تجویز الکبائر قبل النبوّة منخفضاً عن تجویزها فی حال النبوّة و ناقصاً عن رتبته فی باب التنفیر. (3)
1) کشف المراد: 274.
2) المیزان: 20 / 57.
3) تنزیه الأنبیاء: 5 بتصرّف قلیل.