زمان مطالعه: < 1 دقیقه
إنّ التکلیف بما هو خارج عن قدرة المکلّف ظلم، و قبح الظلم من البدیهیات الأوّلیة عند العقل العملی، فیستحیل على الحکیم أن یکلّف العبد بما لا قدرة له علیه، من غیر فرق بین کون نفس الفعل المکلّف به ممکناً بالذات، و لکن کان خارجاً عن إطار قدرة المکلّف، کالطیران إلى السّماء بلا وسیلة، أو کان نفس الفعل بما هو هو محالًا، کدخول الجسم الکبیر فی الجسم الصغیر من دون أن یتوسّع الصغیر أو یتصغّر الکبیر، هذا هو قضاء العقل فی المسألة.
و الآیات القرآنیة أیضاً صریحة فی أنّه سبحانه لا یکلّف الإنسان إلّا وسعه، و قدر طاقته و لا یظلمه مطلقاً.
قال سبحانه: «لا یُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها». (1)
و قال تعالى: «وَ ما رَبُّکَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ». (2)
1) البقرة: 286.
2) فصلت: 46.