جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

التحسین و التقبیح العقلیان‏ (2)

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

قد تقدّم أنّ العدل الحکیم هو الّذی لا یفعل القبیح و لا یُخلُّ بالحسن، و التصدیق بثبوت هذه الصفة للباری تعالى مبنیٌّ على القول بالتحسین و التقبیح العقلیین، فإنّ مفاد تلک المسألة: أنّ هناک أفعالًا یدرک العقل کونها حسنة أو قبیحة، و یدرک أنّ الغنیّ بالذّات منزّه عن الاتصاف بالقبیح و فعل ما لا ینبغی، و من هنا یلزمنا البحث عن تلک المسألة على ضوء العقل و الکتاب العزیز فنقول:

ذهبت العدلیة إلى أنّ هناک أفعالًا یدرک العقل من صمیم ذاته و من دون استعانة من الشرع أنّها حسنة و أفعالًا أخرى یدرک أنّها قبیحة کذلک؛ و قالت الأشاعرة: لا حکم للعقل فی حسن الأشیاء و قبحها، فلا حسن إلّا ما حسّنه الشارع و لا قبیح إلّا ما قبّحه؛ و النزاع بین الفریقین دائر بین الإیجاب الجزئی و السلب الکلّی، فالعدلیة یقولون بالأوّل و الأشاعرة بالثانی.