زمان مطالعه: < 1 دقیقه
ملاک الحضور و الشهود العلمی لیس إلّا تجرّد الوجود عن المادّة، فإنّ الموجود المادّی بما أنّه موجود کمّی ذو أبعاض و أجزاء لیس لها وجود جمعى، و یغیب بعض أجزائه عن البعض الآخر، مضافاً إلى أنّه فی تحوّل و تغیّر دائمی، فلا یصحّ للموجود المادّی من حیث إنّه مادّی أن یعلم بذاته، لعدم تحقّق ملاک العلم الّذی هو حضور شیء لدى آخر.
فإذا کان الموجود منزّهاً من المادّة و الجزئیة و التبعّض، کانت ذاته حاضرة لدیها حضورا کاملًا و بذلک نشاهد حضور ذواتنا عند ذواتنا، فلو فرضنا موجوداً على مستوٍ عالٍ من التجرد و البساطة عاریا عن کلّ عوامل الغیبة الّتی هی من خصائص الکائن المادّی، کانت ذاته حاضرة لدیه، و هذا معنى علمه سبحانه بذاته أی حضور ذاته لدى ذاته بأتمّ وجه لتنزّهه عن المادیّة و الترکّب و التفرّق کما تقدّم برهان بساطته عند البحث عن التوحید.