جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

التوحید فی الخالقیة (2)

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

إنّ العقل یدلّ بوضوح على أنّه لیس فی الکون خالق أصیل إلّا اللّه سبحانه، و أنّ الموجودات الإمکانیة مخلوقة للّه تعالى، و ما یتبعها من الأفعال و الآثار، حتى الإنسان و ما یصدر منه، مستندة إلیه سبحانه بلا مجاز و شائبة عنایة، غایة الأمر أنّ ما فی الکون مخلوق له إمّا بالمباشرة أو بالتسبیب.

و ذلک لما عرفت من أنّه سبحانه هو الواجب الغنی، و غیره ممکن بالذات، و لا یعقل أن یکون الممکن غنیاً فی ذاته و فعله عن الواجب، فکما أنّ ذاته قائمة باللّه سبحانه، فهکذا فعله، و هذا ما یعبّر عنه بالتوحید فی الخالقیة. و من عرف الممکن حقّ المعرفة و انّه الفقیر الفاقد لکلّ شی‏ء فی حدّ ذاته، یعد المسألة بدیهیّة.

هذا ما لدى العقل، و أمّا النقل فقد تضافرت النصوص القرآنیة على أنّ اللّه سبحانه هو الخالق، و لا خالق سواه. و إلیک نماذج من الآیات الواردة فی هذا المجال:

«قُلِ اللَّهُ خالِقُ کُلِّ شَیْ‏ءٍ وَ هُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ» (1)

«اللَّهُ خالِقُ کُلِّ شَیْ‏ءٍ وَ هُوَ عَلى‏ کُلِّ شَیْ‏ءٍ وَکِیلٌ» (2)

«ذلِکُمُ اللَّهُ رَبُّکُمْ خالِقُ کُلِّ شَیْ‏ءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» (3)

«أَنَّى یَکُونُ لَهُ وَلَدٌ وَ لَمْ تَکُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَ خَلَقَ کُلَّ شَیْ‏ءٍ» (4)

«یا أَیُّهَا النَّاسُ اذْکُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَیْرُ اللَّهِ» (5)

إلى غیر ذلک من الآیات القرآنیّة الدالّة على ذلک.


1) الرعد: 16.

2) الزمر: 62.

3) المؤمن: 62.

4) الأنعام: 101.

5) فاطر: 3.