جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

تسرب خرافة التثلیث إلى النصرانیة (2)

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

إنّ التاریخ البشری یرینا أنّه طالما عمد بعض أتباع الأنبیاء- بعد وفاة الأنبیاء أو خلال غیابهم- إلى الشرک و الوثنیة، تحت تأثیر المضلّین؛ إنّ عبادة بنی اسرائیل للعجل فی غیاب موسى علیه السلام أظهر نموذج لما ذکرناه و هو ممّا أثبته القرآن و التاریخ، و على هذا فلا عجب إذا رأینا تسرُّب خرافة التثلیث إلى العقیدة النصرانیة بعد ذهاب السید المسیح علیه السلام و غیابه عن أتباعه.

إنّ القرآن الکریم یصرّح بأنّ التثلیث دخل النصرانیة بعد رفع المسیح، من العقائد الخرافیة السابقة علیها، حیث یقول تعالى:

«وَ قالَتِ النَّصارى‏ الْمَسِیحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِکَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ یُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى یُؤْفَکُونَ» (1)

لقد أثبتت الأبحاث التاریخیة انّ هذا التثلیث کان فی الدیانة البرهمانیة و الهندوکیّة قبل میلاد السیّد المسیح بمئات السنین، فقد تجلّى الربّ الأزلی الأبدی لدیهم فی ثلاثة مظاهر و آلهة:

1. براهما (الخالق).

2. فیشنو (الواقی).

3. سیفا (الهادم).

و بذلک یظهر قوّة ما ذکره الفیلسوف الفرنسی «غستاف لوبون» قال:

لقد واصلت المسیحیة تطوّرها فی القرون الخمسة الأولى‏ من حیاتها، مع أخذ ما تیسّر من المفاهیم الفلسفیة و الدینیة الیونانیة و الشرقیة، و هکذا أصبحت خلیطاً من المعتقدات المصریة و الإیرانیة الّتی انتشرت فی المناطق الأُوروبیّة حوالی القرن الأوّل المیلادی فاعتنق الناس تثلیثاً جدیداً مکوّناً من الأب و الابن و روح القدس، مکان التثلیث القدیم المکوّن من «نروبى‏تر» و «وزنون» و «نرو». (2)


1) التوبة: 30.

2) قصة الحضارة، ویل دورانت: 3 / 770.