جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

وجوب البحث عن وجود الله تعالى‏ (2)

زمان مطالعه: 2 دقیقه

إنّ العقل یدعو الإنسان العاقل و یحفزه إلى التفکر و البحث عن وجود اللّه تعالى. و ذلک لأنّ هناک مجموعة کبیرة من رجالات الإصلاح و الأخلاق الدینی فدوا انفسهم فی طریق إصلاح المجتمع و تهذیبه و توالوا على مدى القرون و الأعصار، ودعوا المجتمعات البشریة إلى الاعتقاد باللّه سبحانه و صفاته الکمالیة، و ادّعوا أنّ له تکالیف على عباده و وظائف وضعها علیهم، و أنّ الحیاة لا تنقطع بالموت، و إنّما ینقل الإنسان من دار إلى دار، و أنّ من قام بتکالیفه فله الجزاء الأوفى‏، و من خالف و استکبر فله النکایة الکبرى‏.

هذا ما سمعته آذان أهل الدنیا من رجالات الوحی و الاصلاح، و لم یکن هؤلاء متَّهمین بالکذب و الاختلاق، بل کانت علائم الصدق لائحة من خلال حیاتهم و أفعالهم و أذکارهم، عند ذلک یدفع العقل الإنسان المفکّر إلى البحث عن صحّة مقالتهم دفعاً للضرر المحتمل أو المظنون الّذی یورثه أمثال هؤلاء.

إنّ هاهنا وجهاً آخر لوجوب البحث عن وجود اللّه تعالى. و هو أنّ الإنسان فی حیاته غارق فی النعم، و هذا ممّا لا یمکن لأحد إنکاره، و من جانب آخر أنّ العقل یستقلّ بلزوم شکر المنعم، و لا یتحقّق الشکر إلّا بمعرفته. (1)

و على هذین الأمرین یجب البحث عن المنعم الّذی غمر الإنسان بالنعم و أفاضها علیه، فالتعرّف علیه من خلال البحث إجابة لهتاف العقل و دعوته إلى شکر المنعم المتوقّف على معرفته‏ (2)


1) إن کان شکر المنعم لازماً فتجب معرفته، لکنّ المقدّم حقّ، فالتالی کذلک. أمّا حقّیّة المقدّم فلأنّه من البدیهیات العقلیة. و أمّا الملازمة فلأنّه أداء للشکر، و الإتیان به موقوف على معرفة المنعم و هو واضح.

2) إنّ هاهنا داعیاً آخر یدعو الإنسان إلى البحث عن وجود خالق العالم، و هو أنّ الإنسان بفطرته یبحث عن علل الحوادث، فما من حادثة إلّا و هو یفحص عن علّتها و یشتاق إلى الوقوف علیها، عندئذ ینقدح فی ذهنه السؤال عن علّة العالم و مجموع الحوادث، هل هناک علّة موجدة للعالم الکونی وراء العلل و الأسباب المادیّة أو لا؟ فالبحث عن وجود صانع العالم فطری للإنسان. راجع: أُصول الفلسفة للعلّامة الطباطبائی، المقالة 14.