جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

و منها أنّه تلزم منه الطامّة العظمى و الدّاهیة الکبرى علیهم‏

زمان مطالعه: 5 دقیقه

قال المصنّف رفع اللّه درجته‏

و منها أنّه تلزم منه الطامّة العظمى و الدّاهیة الکبرى علیهم، و هو إبطال النّبوات بأسرها، و عدم الجزم بصدق أحد منهم، بل یحصل الجزم بکذبهم أجمع، لأن النّبوة إنّما تتمّ بمقدّمتین، إحداهما: أنّ اللّه تعالى خلق المعجزة على ید مدّعی النّبوة، لأجل التّصدیق، و الثانیة: أنّ کلّ من صدّقه اللّه تعالى فهو صادق، و مع عدم القول بإحداهما، لا یتمّ دلیل النّبوة فانّه تعالى لو خلق المعجزة لا لغرض التّصدیق لم تدلّ على صدق المدّعی، إذ لا فرق بین النبی و غیره، فانّ خلق المعجزة لو لم یکن لأجل التّصدیق لکان لکلّ أحد أن یدّعی النّبوة، و یقول: إنّ اللّه تعالى صدّقنی لأنه خلق هذه المعجزة، و تکون نسبة النبی و غیره إلى هذه المعجزة على السّواء، و لأنه لو خلقها لا لأجل التّصدیق لزم الإغراء بالجهل، لأنّه دالّ علیه، فانّ فی الشاهد لو ادّعى شخص، أنّه رسول السلطان، و قال للسلطان إن کنت صادقا فی دعوى رسالتک فخالف عادتک، و اخلع خاتمک، ففعل السلطان ذلک، ثمّ تکرر هذا القول ممّن یدّعی رسالة السلطان، و تکرر من السلطان هذا الفعل عقیب الدعوى، فانّ الحاضرین بأجمعهم یجزمون بأنّه رسول ذلک السلطان، کذا هاهنا إذا ادّعى النبی الرّسالة، و قال: إنّ اللّه تعالى یصدقنی بأن یفعل فعلا لا یقدر النّاس علیه مقارنا لدعواه، و تکرر هذا الفعل من اللّه تعالى عقیب تکرر الدعوى فانّ کل عاقل یجزم بصدقه، فلو لم یخلقه لأجل التّصدیق لکان اللّه تعالى مغریا بالجهل، و هو قبیح لا یصدر عنه تعالى، و کان مدّعی النّبوة کاذبا، حیث قال: إنّ اللّه تعالى خلق المعجزة على یدی لأجل تصدیقی، فإذا استحال عندهم أن یفعل لغرض کیف یجوز للنبی هذه الدعوى؟ و المقدمة الثانیة: و هی أنّ کلّ من صدقه اللّه تعالى فهو صادق ممنوعة عندهم أیضا، لأنّه یخلق الإضلال و الشرور، و أنواع الفساد، و الشرک‏

و المعاصی الصّادرة من بنی آدم، فکیف یمتنع علیه تصدیق الکاذب؟ فتبطل المقدمة الثّانیة أیضا، هذا نصّ مذهبهم، و صریح معتقدهم، نعوذ باللّه من عقیدة أدّت إلى إبطال النّبوات و تکذیب الرّسل، و التسویة بینهم و بین مسیلمة، حیث کذب فی ادعاء الرّسالة، فلینظر العاقل المنصف و یخاف ربّه و یخشى من ألیم (خ ل ألم) عقابه و یعرض على عقله هل بلغ کفر الکافر إلى هذه المقالات الردیة و الاعتقادات الفاسدة؟! و هل هؤلاء أعذر فی مقالتهم أم الیهود و النصارى الذین حکموا بنبوّة الأنبیاء المتقدّمین علیهم السّلام و حکم علیهم جمیع النّاس بالکفر حیث أنکروا نبوّة محمّد صلى اللّه علیه و اله؟ و هؤلاء قد لزمهم إنکار جمیع الأنبیاء علیهم السّلام، فهم شرّ من أولئک، و لهذا

قال الصّادق علیه السّلام حیث عدّهم و ذکر الیهود و النصارى: إنهم شرّ الثلاثة (1)

و لا یعذر المقلّد نفسه، فانّ فساد هذا القول معلوم لکل أحد، و هم معترفون بفساده أیضا «انتهى».

قال النّاصب خفضه اللّه‏

أقول: حاصل ما ینقعه (2) فی هذا الاستدلال من هذا الکلام: أن اللّه تعالى لو لم یخلق المعجزة لغرض تصدیق الأنبیاء، لم یثبت النّبوّة، فعلم أنّ بعض أفعاله‏

تعالى معلّلة بالأغراض، و الجواب: أنّه إن أراد بهذا الغرض العلّة الغائیة الباعثة للفاعل المختار على فعله الاختیاری فهو ممنوع، و ان أراد أنّ اللّه تعالى یفیض المعجزة بالقصد و الاختیار، و غایته و فائدته تصدیق النّبی صلى اللّه علیه و اله من غیر أن یکون تصدیق النّبی صلى اللّه علیه و اله باعثا له على إفاضة المعجزة، فهذا مسلم، و یحصل من تصدیق الأنبیاء من غیر إثبات الغرض، و هذا مذهب الأشاعرة کما قدّمنا. ثمّ إنّ هذا الرجل یفتری علیهم المدّعیات المخترعة من عند نفسه من غیر تفهم لکلامهم، و تأمّل فی غرضهم، فانّهم یعنون بنفی الغرض نقص الاحتیاج من اللّه تعالى، و وافقهم فی ذلک جمیع الحکماء الالهیّین، فان کان هذا المدّعى صادقا، فکیف یکفرهم و یرجح علیهم الیهود و النصارى؟ و إن کان باطلا فیکون غلطا منهم فی عقیدة بعثهم على اختیارها تنزیه اللّه تعالى من الأغراض و النّقص و الاحتیاج، فکیف یجوز ترجیح الیهود و النصارى علیهم؟ و مع ذلک افترى (3) على الصّادق علیه السّلام کذبا فی حقّهم، و إن کان قد قال الصّادق هذا الکلام، فیجب حمله على طائفة أخرى غیر الأشاعرة، کیف؟! و الشّیخ الأشعری الذی هو مؤسس هذه المقالة تولد بعد سنین کثیرة من أزمان الصّادق علیه السّلام و الأشاعرة کانوا بعده، فکیف ذکر الصّادق فیهم هذه المقالة؟

فعلم أنّ الرّجل مفتر کودن کذّاب مثل کوادن حلّة و بغداد لا أفلح من رجل سوء «انتهى».

أقول: [القاضى نور اللّه‏]

قد مرّ ردّ ما نهق (4) به النّاصب الحمار المهذار من التّردید بشقیه و بیان کذب ما ادّعاه من موافقة الحکماء مع الأشاعرة فی هذه المسألة، و أما قوله: و إن کان هذا المدعى باطلا، فیکون غلطا منهم فی عقیدة «إلخ» ففیه أنهم أصرّوا على تلک العقیدة الباطلة و لم یتأمّلوا فی حجج أهل الحق عنادا و استکبارا، و لم یلتفتوا إلى نصحهم إیّاهم و إیضاحهم ذلک لهم بأوضح بیان أنّ النّقص و الاحتیاج الذی توهموه، غیر لازم کما مرّ، و هذا دلیل التّعنّت و الجرأة على اللّه تعالى و رسوله صلى اللّه علیه و اله فإذا أصرّوا فیما یؤدّی إلى إنکار جمیع الأنبیاء صحّ صدق أنّهم أشرّ من الیهود و النصارى. ثمّ ما توهمه من منافاة تأخّر الشّیخ الأشعری عن زمان مولانا الصادق علیه السّلام لصدق الحدیث الذی رواه المصنّف عنه علیه السّلام، مدفوع (5) بأنّه لا یلزم من وصف شخص أحدا، أو جماعة بوصف کلّی أن یکون ذلک الواحد المبهم الموصوف به أو جمیع الجماعات الموصوفة به موجودة عند الوصف و ذلک ظاهر، و إلّا لزم أن یکون الموصوفون بالایمان فی قوله تعالى: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا و نحوه الموجودین فی زمان نزول الآیة دون من بعدهم من المؤمنین، و بطلانه ظاهر، و بالجملة مرجع الضمیر البارز فی قول المصنّف: حیث عدّهم الناصبة المجبرة، و هذا الوصف صادق على الأشعری و أتباعه المجبّرة المتسترین بالکسب الذی لا محصل له کما مرّ و سیجی‏ء، و إن وجدوا بعد زمان مولانا الصّادق علیه السّلام، و کذا الحال فی الحدیث (6) المشهور: من أن القدریة مجوس هذه الامة، فانّ المعتزلة یقولون: المراد بالقدریة

الأشاعرة، و الأشاعرة یقولون المراد بها المعتزلة، مع أن مبدأ ظهور کلّ من هاتین الفرقتین متأخر عن زمان النّبی صلى اللّه علیه و اله بأکثر من مائة سنة، و لا یخفى أنّ قصور شعور النّاصب عن إدراک هذا المعنى المعلوم المعهود، من أعدل الشّهود على أنّه أجهل و أبلد من کوادن الیهود.


1) و فی الحدائق (ج 1 ص 462 ط تبریز) ما لفظه: و ما رواه الصدوق فی العلل فی الموثق عن عبد اللّه بن أبى یعفور عن الصادق (ع) فی حدیث قال فیه بعد أن ذکر الیهودی و النصرانی و المجوس قال: و الناصب لنا أهل البیت و هو شرهم ان اللّه تعالى لم یخلق خلقا أنجس من الکلب و ان الناصب لنا أهل البیت علیهم السلام لأنجس منه، و رواه شیخنا العلامة الحر العاملی فی الوسائل (ج 1 ص 31 باب 11) عن کتاب العلل أیضا.

2) النقیع: صوت الغراب.

3) انظر الى تعنت هذا الرجل و لجاجه کیف ینسب مولانا العلامة الى الافتراء؟ مع أنک اطلعت فی التعلیقة السابقة على کون الخبر مرویا و مأثورا عن صادق أهل البیت علیهم السلام، روته الفطاحل من العلماء و حفظة الحدیث، و أزمنتهم متقدمة على زمان العلامة بمئات سنین کما لا یخفى.

4) نهق الحمار کضرب و سمع نهیقا و نهاقا: صوت.

5) و حاصل مراده قدس سره: أن القضیة حقیقیة بحسب الاصطلاح لا خارجیة. فلا تغفل.

6) روى فی کنز العمال (ج 1 ص 121 ط حیدرآباد حدیث 677) بسنده الى الشیرازی فی الألقاب بسنده عن جعفر بن محمد عن أبیه عن جده عن رسول الله (ص) انه قال: ان لکل أمة مجوس و مجوس أمتی هذه القدریة (انتهى).و روى فی الکنز أیضا فی تلک الصفحة (حدیث 649) بسنده المنتهى الى نعیم، بسنده عن أنس عن ابن عمر: القدریة مجوس أمتی.و روى فی تلک الصفحة أیضا: القدرة أوله مجوسی و آخره زندیق.الى غیر ذلک من الآثار المرویة فی کتب القوم، و أما الاخبار المأثورة عن أهل البیت علیهم السلام فکثیرة متواترة معنى، مستفیضة لفظا، مشهورة نقلا، صحیحة طریقا، مذکورة فی الکتاب المعتمدة، و من راجع إلیها بانت له صحة هذه المقالة.و روى من الخاصة ثقة الإسلام الکلینی فی اصول الکافی فی باب الجبر و القدر (ص 155 الجزء الاول ط جدید تهران) بإسناده عن أمیر المؤمنین (ع) فی حدیث طویل الى أن قال: تلک مقالة اخوان عبدة الأوثان و خصماء الرحمن و حزب الشیطان و قدریة هذه الامة و مجوسها «الحدیث»‏.