جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

فى تفرد الامامیة و متابعیهم بان جمیع افعال الله تعالى حکمة و صواب‏

زمان مطالعه: 3 دقیقه

قال المصنّف دفع اللّه درجته‏

و قالت الإمامیّة و متابعوهم من المعتزلة: إنّ جمیع أفعال اللّه تعالى حکمة و صواب لیس فیها ظلم و لا جور و لا کذب و لا عیب (خ ل عبث) و لا فاحشة، و الفواحش و القبائح و الکذب و الجهل من أفعال العباد، و اللّه منزّه عنها و بری‏ء منها، و قالت الأشاعرة: لیس جمیع أفعاله تعالى حکمة و صوابا، لأنّ الفواحش و القبائح کلّها صادرة عنه تعالى، لأنّه لا مؤثّر غیره «انتهى».

قال النّاصب خفضه اللّه‏

أقول: مذهب الأشاعرة أنّ اللّه تعالى لا یفعل القبیح و لا یترک الواجب‏

و ذلک من جهة أنّه لا قبیح منه (1) و لا واجب علیه، فلا یتصوّر منه فعل قبیح و لا ترک واجب، و جمیع أفعاله تعالى حکمة و صواب، و الفواحش و القبائح صادرة من مباشرة العبد للأفعال، و لا یلزم من قولنا: لا موثّر فی الوجود إلّا اللّه أن تکون الفواحش و القبائح صادرة عنه، بل هی صادرة من العبد و من مباشرته و کسبه، و اللّه تعالى خالق للأفعال و لا قبیح بالنّسبة إلیه، بل قبح الفعل من مباشرة العبد کما سیجی‏ء فی مبحث خلق الأعمال، فما نسبه إلیهم هو افتراء محض ناش من تعصّب و غرض فاسد «انتهى».

أقول: [القاضى نور اللّه‏]

لمّا قال النّاصب: بأنّه إنّما حکموا بأنّ اللّه تعالى لا یفعل القبیح لأجل أنّه لا قبیح منه تعالى و لا واجب علیه، فقد اعترف بأنّه یصدر منه تعالى ما یستقبحه العقل کما مرّ و یکفی فی الدّلیل على أنّهم قائلون بصدور الفحشاء حقیقة ما حکاه الشّارح الجدید للتّجرید من أنّه دخل القاضی عبد الجبّار (2) دار الصّاحب ابن عباد (3) فرأى الأستاذ أبا إسحاق الأسفراینی الأشعری فقال: سبحان‏

من تنزّه عن الفحشاء تعریضا للاستاذ بأنّهم ینسبون الفحشاء إلى اللّه تعالى، فقال الأستاذ: سبحان من لا یجری فی ملکه إلّا ما یشاء فافهم (خ ل فافحم)، و أما ما ذکره من أنّ الفواحش و القبائح من مباشرة العبد للأفعال «إلخ» فهو کلام مبنی على القول بالکسب (4) و سیبطله المصنّف قدّس سرّه و نحن نشیّد أرکانه إن شاء اللّه تعالى، و کفاک فیه إجمالا ما اشتهر من أنّه لا معنى لحال البهشمی (5) و کسب الأشعری.


1) و من التوالی الفاسدة المترتبة على قول الناصب کون النزاع لفظیا إذ تنفى العدلیة صدور القبیح منه تعالى و الاشاعرة تقول ما یصدر منه لیس بقبیح، و أنت خبیر بان النزاع معنوی و قام الحرب بین أهل العدل و مخالفیهم ما یقرب من الصدر الاول الى زماننا على ساق واحد و قد الفت و صنفت فی هذا المضمار من الطرفین رسائل و کتب، و من راجع أدلة الطرفین جزم یکون النزاع معنویا، فعلیه یکون ما وجهه الناصب توجیها بما لا یرضى صاحبه.

2) هو المحقق القاضی الشیخ عبد الجبار الهمدانی الأسدآبادی قدوة أهل الاعتزال، توفى سنة 415 و له تآلیف فی الأصول و الفروع و مناظرات مع العلماء، و کان شدید الجانب فی الاعتزال.

3) هو العلامة المحقق الأدیب الرئیس الوزیر اسماعیل الملقب بالصاحب و کافى الکفاة بن عباد الطالقانی الأصل، توفى سنة 386، له تآلیف شریفة، منها بحر المحیط فی اللغة، و کان شدید الوداد لآل الرسول، و له قصائد فی هذا الباب، منها قوله فی قصیدة:لو شق عن قلبی یرى وسطهسطران قد خطا بلا کاتب‏العدل و التوحید فی جانبو حب أهل البیت فی جانب‏.

4) الکسب اصطلاح للاشاعرة و سیجی‏ء شرحه، و ملخصه أن اتصاف الفعل بالحسن باعتبار استناده الى اللّه، و بالقبح باعتبار مباشرة العبد إیاه و کونه آلة لصدوره.

5) البهشمى نسبة جعلیة الى أبى هاشم عبد السلام بن أبى على الجبائی زعیم الفرقة البهشمیة، المتوفى سنة 321 و هو الذی ذهب الى ثبوت حالة للباری تعالى بها یتصف الوجود و القدرة و الإرادة و العلم، و التزم بأنها لیست موجودة و لا معدومة، و ببالی انى سمعت ذات یوم فی مجلس السید ابراهیم الراوی البغدادی أنه نقل عن کتب البهشمیة أنهم شبهوا تلک الحالة فی الواجب بالقابلیة و الاستعداد لقبول الوجود و سائر الطوارئ فی الماهیات الامکانیة. انتهى.