جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

فی العدل

زمان مطالعه: 2 دقیقه

اعلم أن مسائل علم الکلام تذکر فی بابین: أحدهما ما یبحث فیه عن ذات الواجب و صفاته و الثانی البحث عن أفعاله، فلما فرغ المصنف عن بحث الذات و الصفات شرع فی البحث عن الأفعال و عنون الباب بالعدل لان الأصل وضعه لمسألة هی انه تعالى لا یفعل القبیح و لا یخل بالواجب و لما توقفت هذه المسألة على أشیاء کمعرفة الحسن و القبح العقلیین و الأفعال المنسوبة الى المکلفین و ما یحذو حذوهما، قدموا البحث عن تلک المسألة التی ستأتى فی المطلب الثالث و سموا المجموع بمبحث العدل تسمیة الشی‏ء بأشرف أجزائه و تسمیة الشی‏ء بأصله لأنه المقصود الأصلی عند الباحث، و لهذا تریهم یعنونون بحث الذات و الصفات بباب التوحید لان أصل بحثهم فیه عن اثبات الوحدة المطلقة له تعالى. منه «قده».

أقول اختلفوا فی ان العدل من صفات الکمال أو الجلال، و انها صفة ثبوتیة أو سلبیة بمعنى نفى ضدها، و أیاصوفیا ما کانت فیفردها المتکلمون بالبحث، لکثرة مباحثها و أصولها، و بالجملة فالمراد بها، ما أشار إلیها مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام بقوله، التوحید ان لا تتوهمه و العدل ان لا تتهمه، و کذا ورد فی التعبیر عنها بقولهم علیهم السلام: انه تعالى غیر ظالم لعباده، لا یجور فی قضائه، و لا یحیف فی حکمه و ابتلائه، یثیب المطیعین و له ان یعاقب العاصین، و لا یکلف الخلق ما لا یطیقون، و لا یعاقبهم زیادة على ما یستحقون و لا یقابلوا مستحق الأجر و الثواب بألیم العذاب و العقاب‏، الى غیر ذلک من کلماتهم الواردة فی کتب أصحابنا، کالکافی و توحید الصدوق و البحار و الأمالی فلیراجع.

ثم ان فی مسألة العدل مباحثا قد طوینا عنها کشحا اکتفاء بما أوردها علماء الکلام فی کتبهم کالمواقف و شروحه و المقاصد و شروح التجرید و کتاب حق الیقین للعلامة مولانا السید عبد اللّه آل شبر الحسینی و کتب مولانا العلامة المجلسی «قده» و کتب مولانا المفید و کتب مولانا العلامة الحلی و غیرها.