و أقول: لا یخفى أنّ الفقرة (1) الاولى و الثانیة لا مناسبة لهما (2) بما هو مقصوده الأصلی مع ما یظهر من سوق کلامه و حواشیه على بعض الفقرات من شدّة اهتمامه برعایة ذلک، و الثّالثة و الرّابعة (3) إنما یناسب کتب التفسیر و المعانی و نحوهما من العلوم، و ما ذکره فی الفقرة الرّابعة مشیرا إلى أنّ الأجر و الثواب فضل من اللّه تعالى لا أنّه یجب علیه کما ذهب إلیه أهل العدل من الامامیّة و المعتزلة
مدخول بأنّ العدلیّة فی الحقیقة قائلون: بأنّ کلّ ما یصل من اللّه إلى عباده تفضّل منه و إحسان (4) و النّزاع لفظیّ کیف؟ و هم قائلون: بأنّ اصول النّعم من خلق الحیّ و خلق حیاته و خلق شهوته و تمکّنه من المشتهى و إکمال العقل الذی یمیّز به بین الحسن و القبیح کلّها تفضّل منه تعالى سابقة على استحقاق العبد، فالفروع أولى بذلک،
و فی الادعیة المأثورة عن أهل البیت علیهم السلام: یا مبتدئا بالنعم (5) قبل استحقاقها
! لکن تسمیة بعضها استحقاقا و ثوابا إنّما هو لأنه تعالى وعد به على الطاعات، و هو الموجب له على نفسه بصادق وعده، فالوجوب الذی أثبته أهل العدل لیس المراد به الوجوب التکلیفیّ الثّابت بإیجاب الغیر حتّى یستلزم دعوى و یستدعی حاکما، و لا یتصوّر بدونه کما زعمه الخصم (6) بل المراد الوجوب العقلیّ و هو لا یستلزم ذلک، لأنّ مرجعه إلى صدور بعض الأشیاء عنه تعالى باقتضاء حکمته له. و قد استدلوا على الوجوب المذکور بقوله تعالى: کَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (7) و قال السّید معین الدّین الإیجی (8) الشّافعی فی بعض رسائله: أى
أوجب على نفسه بموجب وعده أن یجازی الحسنة بعشرة (9) على أن الاشاعرة قد اشترکوا فی اطلاق الوجوب على اللّه تعالى مع المعتزلة حیث قالوا فی کتبهم الکلامیة:
بوجوب إرسال الأنبیاء على اللّه تعالى، و بوجوب عدم خلق المعجزة على ید الکاذب بطریق جرى العادة، و بسبیّة القتل الذی یخلق اللّه عقیبة الموت بذلک الطریق (10) فإنه لو لم یکن جریان العادة واجبا علیه تعالى لم یکن مفیدا فی إثبات شیء ممّا ادّعوه و بنوه على هذه المقدمة، و تفصیل الکلام فی هذا المرام مذکور فی بعض رسائلنا، و سنذکر جملة منه فیما سیأتی إن شاء اللّه تعالى.
و أما ما ذکره فی الفقرة الخامسة من کون الفرقة النّاجیة المفضّلة على سائر فرق الإسلام هم المتّسمون بأهل السّنة و الجماعة (11) فمقتضاه خروج أهل السّنّة عن جملة فرق الإسلام و إلّا لزم تفضیل الشّیء على نفسه، و لو سلّم الدّخول مع ظهور خروجهم فتفضیل اللّه تعالى لهم ممنوع و استدلالهم على ذلک بحدیث ستفترق (12) مدفوع، إذ بعد تسلیم ما رووا من تعیینه علیه الصّلاة و السّلام الفرقة الواحدة النّاجیة نحو تعیین
بقوله: الذین هم على ما أنا علیه و أصحابی(13) نقول: لا دلالة
له على مطلوبهم، إذ المراد بالأصحاب (14) امّا کلّ الصحابة جمعا أو افرادا أو بعض مبهم أو معیّن، لا سبیل إلى الأول، لأنّ معنى العبارة یکون حینئذ: أنّ کلّ من اتّبع ما یتّفق علیه مجموع أصحابی فهو الناجی، و هذا معنى الإجماع و لا دخل له فی الاستدلال على أنّ الفرقة النّاجیة أهل السّنة أو غیرهم، بل یکون هذا دلیل صحة الإجماع و حجیته، و لا نزاع فی أنّ إجماع الصّحابة بمعنى اتّفاقهم على أمر من الأمور یجب متابعته (15) و أین هذا من ذاک؟! و لو قیل متابعة الإجماع مخصوصة بأهل السّنة دون غیرهم فهو مکابرة، لأنّ الإجماع بعد ثبوته لم یخالفه أحد من أهل الإسلام، و أیضا یلزم على هذا التقدیر أنّ من اتّبع قول بعض الصّحابة و ترک العمل بقول البعض الآخر لم یکن من أهل النجاة، و هو خلاف ما ذهب إلیه بعض أهل السّنة: من أنّ قول الخلفاء الثلاث حجة، و أیضا یلزم أنّ من قال: بإمامة أبی بکر یکون خارجا من أهل النجاة، لأنّ إجماع الصّحابة لم یتحقّق على خلافته، إذ کثیر من خیار الصّحابة تخلّف عن بیعته کعلیّ علیه السّلام و سائر بنی هاشم و أبی ذر و سلمان و عمّار و مقداد و سعد بن عبادة و أولاده و أصحابه و غیره ممن صرّح
بهم رواة الطرفین، و اتّفاق البعض لیس بحجة فالتّابع له یکون خارجا عن ربقة أهل النجاة، و لا سبیل إلى الثانی أیضا و إلّا لاستحال المتابعة و الإطاعه، و لزم أیضا تأخیر البیان عن وقت الحاجة (16) و لا إلى الثّالث: بأن یراد أىّ بعض کان کما یتراءى من روایتهم
عنه صلى اللّه علیه و اله: أصحابی کالنّجوم بأیّهم اقتدیتم اهتدیتم(17) إذ على تقدیر صحّة الرّوایة یلزم منها أنّ کلّ من اتّبع قول بعض الجهّال بل الفسّاق و المنافقین منهم و ترک العمل بقول بعض العلماء الصالحین منهم یکون من أهل النجاة، و هو بدیهىّ البطلان، و ایضا یلزم أن یکون التّابع لقتلة عثمان و الذی تقاعد عن نصرته تابعا للحقّ، و أن یکون أتباع عائشة و طلحة و زبیر و معاویة الذین بغوا و خرجوا على على علیه السّلام و قاتلوه، على الحقّ، و أن یکون المقتول من الطرفین فی الجنّة. و لو أنّ رجلا حارب معاویة مثلا إلى نصف النّهار فی نصرة علیّ علیه السّلام، ثمّ عاد فی نصفه و حاربه علیه السّلام فی نصرة معاویة لکان فی الحالین جمیعا مهتدیا للحقّ، و التوالی بأسرها باطلة ضرورة و اتّفاقا، فتعیّن الرّابع و هو أن یکون المراد بعضا معیّنا، و لا بدّ أن یکون ذلک المعیّن متّصفا بمزایا العلم و الکمال لیکون متابعته وسیلة إلى النّجاة و ذریعة إلى الفوز بالدرجات، إذ على تقدیر التّساوی یلزم الترجیح بلا مرجّح، و المخصوص بهذه الأوصاف من بین الصّحابة هو علیّ و أولاده المعصومون علیهم السّلام، کما سیتضح فی بحث الإمامة، و لا نزاع فی أنّ من کان تابعا لهم
کان من أهل النّجاة، فالفرقة النّاجیة من تابعهم فی العقائد الإسلامیّة و هم الشّیعة الإمامیّة، فظهر أنّ هذا الحدیث دلیل علیهم لا لهم کما موّه (18) به العلّامة الدّوابی (19) فی شرحه على العقائد العضدیّة، على أنه لا دلالة للحدیث المذکور على أنّ أهل السنّة هم اللّذون على ما علیه رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله و أصحابه، إذ ما من فرقة إلّا و یزعم أنّها النّاجیة التی على ما علیه رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله و أصحابه، و الباقیة هالکون، و کُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَیْهِمْ فَرِحُونَ (20) فکل من ادّعى أنّ الفرقة النّاجیة أهل السّنة لا بدّ له أوّلا من دلیل یدلّ على أنّ طریقهم و اعتقادهم یکون موافقا لما علیه رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله و أصحابه، حتّى یلزم أنّهم الفرقة النّاجیة دون غیرهم. و أنت خبیر بأنّ مجرّد الحدیث لا یدل على هذا المطلوب بإحدى الدلالات، و لو استند فی ذلک بمجرد قول علماء أهل السّنة یکون مصادرة على المطلوب و هو ظاهر، و لنا هنا زیادة بحث و تحقیق ذکرناها فی کتابنا المسمّى بمصائب النّواصب (21) فلیرجع إلیه من أراد، و اللّه الموفق للسّداد. ثمّ ما
روى الشارح النّاصب من قوله: لا یزال طائفة من امّتی منصورین لا یضرّهم من خذلهم حتى تقوم السّاعة
، فلا یخفى أنّه
أشدّ انطباقا بحال الشّیعة الإمامیّة، فإنّ المتبادر من شأن المقام (22) و تنکیر لفظ طائفة، الطائفة القلیلة و قلة فرقة الشّیعة و کثرة جماعة أهل السّنة ظاهرتان.
و أیضا احتمال الخذلان إنّما یناسب الطائفة القلیلة التی استمرّت علیها الخوف و التقیّة دون الکثیرین الذین کانوا متکئین دائما على أرائک الأمن (23) و عزّ الدّنیا الدنیّة، فحاصل الحدیث لا یزال طائفة قلیلة من امّتی منصورین بالحجّة و البرهان، لا یضرّهم خذلانهم فی مواقف استعمال السّیف و السّنان و هذا المفهوم المحصل لا مصداق له سوى الامامیّة. و أیضا لو لم یکن المراد بالنّصر الموعود به الأنبیاء و الأولیاء و سائر المؤمنین فی القرآن و الحدیث النّصر بالحجج و البراهین کما ذکرناه، و قد ذکره المفسّرون؛ للزم کذب القرآن المجید، لأنّ کثیرا من أنبیاء بنی إسرائیل لم ینصروا فی الدّنیا کما
روی (24) من أنّ بنی إسرائیل کانوا یقتلون ما بین طلوع الشّمس إلى غروبها سبعین نبیّا، ثم یجلسون یتحاکون فی الأسواق کأنّهم لم یصنعوا شیئا،
و کذلک فعل بحبیب النّجار مؤمن آل یاسین فإنهم وطؤه (25) حتّى
خرجت أمعاؤه، و یحیى بن زکرّیا اهدى رأسه إلى بغیّ من بغایا بنی إسرائیل، و أبوه زکریا نشر، (26) و الحسین بن علی علیه السّلام أحد سیّدى شباب أهل الجنة قتل و طیف برأسه البلاد (27) و أیضا قد قتل إمام النّاصب و أصحابه یوم الدّار، فکانوا غیر منصورین، و الذین قاتلوا إمامه و هازموا أصحابه کانوا منصورین، فلم یکن إمامه و أصحابه مؤمنین بموجب ما زعمه فی معنى الحدیث و ایضا سیقول فی خطبته هذا: إنّ فی زمانه قد استولى فئة من أصحاب البدعة على البلاد و أشاعوا الرّفض و الابتداع و قتلوا و شرّدوا و طردوا أصحابه من أهل السّنّة، و هذا النّاصب الشّقیّ کان من جملة من هرب منهم إلى بلاد ما وراء النّهر (28) فیجب على قوله أیضا أن لا یکون هو و أصحابه بمؤمنین، بل إنّما المؤمنون الذین قتلوا أصحابه و طردوهم و من کاس الحمام (29) جرّعوهم فرحمة اللّه علیهم، أولئک حزب الله ألا إن حزب الله هم الغالبون (30) هذا و قد أجرى اللّه الحقّ على لسانه حیث قال عند توجیه الصلاة على النبی علیه الصلاة و السّلام: إنّه جعل شیعة الحقّ و أئمّة الهدى أتباعه (31)، إذ یفهم منه المیل إلى أئمّة أهل البیت علیهم السّلام، لتبادرهم من هذا الوصف فی لسان أهل الإسلام و شیوع استعماله فی شأنهم علیهم السّلام. و کذا یفهم منه الاعتراف بحقیّة الشّیعة، فإن الشیعة اسم قدیم لهذه الفرقة و لیس لأغیارهم لو ارتقوا إلى السّماء سوى اسم أهل السّنة و الجماعة بمعنى أهل
سنّة معاویة و جماعته الغاویة الذین سنّوا سب علی علیه السّلام، و اجتمعوا علیه فلما قطع دابر دولة الشّجرة الملعونة الأمویّة و آل الملک إلى العباسیّة المبغضین للأمویّة أوّلوا ذلک خوفا منهم و من شناعته بسنّة النبیّ و جماعته. ثم الفقرة المذکورة بقوله: و هدى إلى انتقاد نهج الحقّ و کشف الصّدق أتباعه إنما یناسب فی شأن طائفة الشیعة التی صنّف عالمهم العلّامة لهدایتهم الکتاب الموسوم بکشف الحقّ و نهج الصدق، و هذا ممّا لا یخفى على من له صدق تأمّل فی فنون المقال و وجوه براعة الاستهلال. ثمّ نعم ما فعل من تخصیص کرام الصّحب بالذّکر فإن توصیف مطلق الصحب بالجود و الشّجاعة یشکل [خ ل مشکل] بحال من تخلف، لغایة بخله عن تقدیم شیء بین یدی رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله عند النّجوى (32) و بحال من فرّ فی خیبر (33) و غیرها من المواقف التی عمّ بها البلوى، کما نطق بها ما سیجیء من النّصوص و الأحادیث المأثورة، و صرّح بمضمونها ابن أبی الحدید المعتزلی (34) فی بعض قصائده المشهورة حیث قال:
شعر
و أعجب إنسانا (35) من القوم کثرة
فلم تغن شیئا ثمّ هرول مدبرا
و ضاقت علیه الأرض من بعد رحبها
و للنصّ حکم لا یدافع بالمراء
و لیس بنکر فی حنین فراره
ففی احد قد فرّ خوفا و خیبرا
و أما قوله بعد أما بعد: یعبدون الأصنام و یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً إلخ، فهو مشیر إلى عنوان حال أئمّته و خلفائه فی عبادة الأصنام الملاعین فإنّهم ما أسلموا إلّا بعد أن مضى من عمرهم أکثر من أربعین و قد روی عمّن سبّح فی کفّه الحصاة: من بلغ أربعین و لم یحمل العصا فقد عصى (36) و فسّر العصا بالإسلام کما اشتهر من مناظرة جرت فی ذلک بین عبد الرّحمن الجامی (37) و بعض
الأعلام (38)
ثمّ قوله: فندب صلى اللّه علیه و سلم لنصرة الدّین و إعانة الحقّ عصبة من صحبه الصّادقین إلى قوله ثمّ هاجروا، غیر مصدّق لمقصوده ضرورة أنّ مصداق الصادقین المهاجرین، هم اللّذون لم یکن مهاجرتهم إلیه صلى اللّه علیه و اله مشوبة بالأغراض الدّنیة و الأعراض (39) الزّائلة الدّنیویة، کما
روی فی صحاح الجمهور (40) من قوله علیه الصّلاة و السلام من کانت هجرته إلى اللّه و رسوله فهجرته إلى اللّه و رسوله و من کانت هجرته لدنیا یصیبها أو امرأة ینکحها فهجرته إلى ما هاجر إلیه.
و قد ذکر شرّاح الحدیث أنّ سبب وروده ما
نقل عن ابن مسعود رضى اللّه عنه من أنّه لما هاجر النبیّ صلى اللّه علیه و سلم هاجر بعض أصحابه للّه و لرسوله و هاجر بعض آخر للدنیا و هاجر رجل لامرأة یقال لها ام قیس حتّى یتزوجها فقال النبیّ صلى اللّه علیه و سلم:
هذا الحدیث تذکیرا لأهل الاعتبار و توبیخا لمن لیس له الادکار انتهى.
و قد اتّضح بما ذکرناه و نقلناه أنّ کون من وقع فیهم النزاع من الصحابة مصداقا للهجرة الحقیقیّة و الصّدق و الاصابة محلّ بحث لا بدّ له من دلیل، بل سیقوم الدّلیل القویم على نفیه فی مسألة الامامة إن شاء اللّه تعالى، و أما الوصف: بالکرس
و العیبة فإنما روی (41) عن النبیّ صلى اللّه علیه و سلم فی شان الأنصار الذین فتنوا بحیلة الأغیار أولا و رجعوا إلى علیّ علیه السّلام آخرا، فلا نصیب للمتنازع فیهم من قریش فی ذلک، و کذا الکلام فی قوله: فأثنى اللّه تعالى علیهم فی مجید کتابه و رضی عنهم و تاب علیهم، إذ لیس فی القرآن ما یدلّ على ثناء الصّحابة المبحوث عنهم، و لا على عفوه تعالى و رضائه عنهم، و أیضا الرّضاء الذی وقع فی حقّ أهل بیعة الرّضوان کان مشروطا بعدم النّکث، کما قال تعالى بعد ما أخبر بالرضا عنهم: فَمَنْ نَکَثَ فَإِنَّما یَنْکُثُ عَلى نَفْسِهِ (42) و الحاصل أنّ رضوان اللّه تعالى عن العباد إنّما یکون بحسب أفعالهم و أعمالهم، فإذا فعلوا عبادة رضی اللّه تعالى عنهم. و إن فعلوا معصیة سخط اللّه علیهم، و لا یلزم من الرّضاء فی وقت باعتبار أمر دوام الرّضاء له کما قال سبحانه:
إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا کُفْراً (43) فانّ اللّه تعالى یرضى بایمانهم، و یسخط بکفرهم، ثم قوله و جعل امور الدّین مرجوعة إلیهم، مدفوع بأنّ اللّه تعالى لم یجعل امور الدّین مرجوعة إلى الخلفاء الثّلاثة الذین قصدهم النّاصب بهذه العبارة، لتصریح الجمهور على ما ذکر فی المواقف(44) و غیره:
أنّ إمامة أبی بکر إنّما ثبتت باختیار طائفة من الصّحابة، بل ببیعة عمر وحده، و إمامة عمر ثبتت بتفویض أبی بکر إلیه، و خلافة عثمان بالشورى، اللّهم إلّا أن یبنى ذلک على قاعدة الجبر، و یقال: إنّ اختیار تلک الطائفة و بیعة عمر کسائر القبائح کان من فعل اللّه سبحانه، و تعالى عن ذلک علوا کبیرا.
ثم قوله: ثم وثب فرقة بعد القرون المتطاولة و الدّول المتداولة یلعنونهم و یشتمونهم و یسبونهم إلى آخره، إن أراد به أنّ تلک الفرقة التی عنى بهم الشّیعة یلعنون جمیع الصّحابة فهو افتراء ظاهر، و إن أراد به أنّهم یلعنون بعض الصّحابة ممّن اعتقدوا أنّه أظهر بعد وفاة النبیّ صلى اللّه علیه و اله آثار الجلافة، و غصب الخلافة، و ظلم أهل البیت بکلّ بلیّة و آفة، ففی هذا اسوة حسنة (45) باللّه تعالى و رسوله و وصیّه، إذ قد لعن اللّه تعالى فی محکم کتابه على الجاحدین و الظالمین و المنافقین، و أشار إلى وجوب متابعة ذلک او استحبابه بقوله: أُولئِکَ یَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ یَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (46) و
بقوله: أُولئِکَ عَلَیْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِکَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ (47) و اللعن فی الآیة و إن وقع بصورة الإخبار، لکنّ المراد منه الإنشاء و الأمر، کما فی قوله تعالى:
وَ الْمُطَلَّقاتُ یَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ (48) فانّ المراد منه و من نظائره الأمر دون الاخبار على ما صرح به المفسرون. إذ لو کان خبرا لم یکن مطابقا للواقع، و عدم المطابقة فی خبره تعالى محال.
و قد روی (49) عن النبیّ صلى اللّه علیه و سلم: أنّه لعن
أبا سفیان. و عن علىّ (50) علیه السّلام أنّه کان یلعن فی الصفین معاویة و عمرو بن العاص و أمثالهم من أهل البغی و العصیان، و لا ریب فی أنّ المکلّف إذا عمل بمقتضى أمر اللّه تعالى أو تأسّى بفعل نبیه و وصیّه علیهما السّلام، و کان عمله مقارنا للإخلاص یصیر مستحقا للثواب.
ثم ان أراد بالشتم و السّب ما یرادف اللّعن فی المعنى، فلا نزاع معه فی المعنى، و لا محذور فیه کما مرّ، و ان أراد بهما القذف الذی مآله القدح من جهة العرض و التّعییب من جهة الآباء و الأمهات و نحوهم، فلا یجوز عند الشّیعة الإمامیة شیء من ذلک بالنسبة إلى کافر مشرک مجاهر بالشّرک فضلّا عن مسلم أو متظاهر بالإسلام، نعم لما قصد المتّسمون بأهل السّنة و الجماعة تنفیر العوام عن إتّباع مذهب الشیعة، اصطلحوا على إطلاق السّب على الأعمّ من القذف و الشتم و اللعن، حتّى یتأتّی لهم أن یقولوا: إنّ الشّیعة الإمامیّة یتکلّمون بالفحش، کما هو دأب العوام السّوقیة، و الحاصل أنّا معشر الإمامیّة لا نسبّ أصلا و لا نلعن کل الصحابة، و لا جلّهم بل نلعن من کان منهم أعداء لأهل البیت علیهم السّلام، و نتقرّب بذلک إلى اللّه تعالى و رسوله و ذوی القربى الذین أمرنا اللّه تعالى بمودّتهم أجرا (51) لتبلیغ الرّسالة، لاستحالة أن یجتمع الضدّان أو یحلّ قلبا واحدا نقیضان، کما قال الشّاعر:
تودّ عدوّى ثمّ تزعم أنّنى
صدیقک إنّ الرأى عنک لعاذب (52)
ثم قوله: فویل لهذه الفئة الباغیة التی یسخطون العصبة الرّضیّة یمرقون من الدّین إلخ، لا یناسب ما قصده من جعل ذلک کنایة عن الشّیعة، لأن الفئة الباغیة سمة قد اختصّ بها أصحاب معاویة الباغی (53) إمام هذا الشّارح النّاصب الطاغی، و المروق (54) لقب من خرج على علیّ علیه السّلام، و قدح فی عصمته و إمامته، فهو أنسب بأن یکون لقب الشّارح النّاصب و علامته.
ثم فی قوله: من الغرائب مالورآه محتلم فی رؤیاه لطار من وکر الجفن نومه إلخ، تطویل و رکاکة لا یخفى، و لو قال من الغرائب ما أطار نشأة البنج (55) عن أو کار رؤس أهل السنّة لکان أولى و أخصر (56) فإنّهم یبیحون (57) تناول البنج المسمّى بالحشیش، بل یوجبون مقدار کفّ منه على ما نقلوا من لطائف صدر الشریعة البخاری (58) أنّه لمّا سئل عن حکم ذلک، أجاب: بأنّ الکفّ منه واجب، و لا ریب فی أنّ إطارة هذه النشأة عن رؤسهم أشدّ بلیّة علیهم من إطارة نومهم.
ثم قوله: و ممّا شاع فیه أنّ فئة من أصحاب البدعة استولوا على البلاد و أشاعوا الرّفض و الابتداع بین العباد، کلام فیه اشتباه و التباس، إذ لا یخفى أنّ
بمرور الزّمان و تعاقب تحریفات أهل العدوان تصیر السّنة بدعة (59) و البدعة سنّة، کما تصیر بذلک الحجة شبهة و الشّبهة حجة، و المتّسمون بأهل السّنّة و الجماعة لمّا استمرّوا على متابعة ما ابتدعه خلفائهم الثّلاثة فی دین اللّه تعالى زعموا أنّ ما أظهره الشّیعة علیهم بعد مرور زمان التقیّة من أصل ما کان علیه النبیّ صلى اللّه علیه و اله و أهل بیته الزّکیة، إنّما هو بدعة ناشئة من الجهل و العصبیّة، فإنّ من جملة ما زعموه من بدع الشّیعة تقریرهم حىّ على خیر العمل فی الأذان و إنکارهم صلاة التراویح (60) فی شهر رمضان، و انعکاس القضیّة بإنکار الأوّل و تقریر الثّانی (61) من بدع عمر کما سیجیء بیانه إن شاء اللّه تعالى.
و من البدائع أنّ الشیّعة یتّبعون ما هو سنّة النبیّ صلى اللّه علیه و اله اتّفاقا، کالتّختم بالیمین و تسطیح قبور المؤمنین، و المتّسمین بأهل السنّة و الجماعة، یعدلون عنهما إلى التّیاسر و التّسنیم (62) و مع ذلک یسمّون أنفسهم بأهل السّنّة، و الشّیعة بأهل البدعة، و هذا من أعدل الشّهود على أنّهم أشدّ تحریفا من ملاعین الیهود.
و اما قوله: و لم یسمعنی فیه الزّمان صیت هؤلاء اللّئام، فلا یخفى ما فیه، إذ من البیّن أن اللّئیم هو من یرضى فی دینه بمتابعة تیمیّ (63) لکع (64) رذل
کرابیسى (65) معلّم للصّبیان لا یعرف أبّا (66) و لا کلالة (67) من القرآن
أو عدویّ (68) فظّ غلیظ (69) جاهل اعترف بأنّه أقلّ فهما فقها من النّسوان (70) و أمّا الشّیعة
فقد اتّبعوا. فی دینهم و تحصیل یقینهم من أجمع على طهارته (71) و کرامته (72) و شرفه (73) و علمه (74) و إمامته (75) أهل الإسلام، و هم الأئمّة الهداة و سفن النّجاة الذین
ورد فیهم: إنّ المتمسّک بهم لن یضلّ أبدا (76)
و إنّ مثلهم کمثل سفینة نوح من رکبها نجى و من تخلّف عنها غرق (77) فلینظر النّاصب الغریق المتشبّث بکلّ حشیش، أىّ الفریقین أحقّ بالأمن، ثم ما
روى من قول النبیّ صلى اللّه علیه و اله: من تمسّک بسنّتی عند فساد امّتی فله أجر مائة شهید(78) إنّما ینطبق على حال الشّیعة حیث
تمسّکوا عند فساد الامّة و ظهور الغمّة (79) فی زمان بنی أمیّة و بنی العبّاس و غیرهم، ممّن ملک رقاب النّاس بسنّة النبیّ صلى اللّه علیه و اله المنتهیة إلیهم بتوسّط أولاده المعصومین المنزهین عن الکذب و سایر الأرجاس، و أمّا السنّة التی فی أیدی المتّسمین بأهل السنّة فأکثرها موضوعات مأخوذة من غیر مآخذها (80) متلقّاة من منافقی الصّحابة و الجاهلین منهم بأکثر شرائط الرّوایة بل فاقدها، کما أشار إلیه مولانا أمیر المؤمنین علیه السّلام فی جواب سلیم بن قیس الهلالی.
قال سلیم: (81) قلت لأمیر المؤمنین علیه السّلام: إنّی سمعت من سلمان و المقداد و أبی ذر شیئا من تفسیر القرآن و أحادیث عن نبیّ اللّه صلى اللّه علیه و اله غیر ما فی أیدی النّاس (82) ثمّ سمعت منک تصدیقک ما سمعت
منهم و رأیت فی أیدی النّاس أشیاء کثیرة من تفسیر القرآن و من الأحادیث عن نبیّ اللّه صلى اللّه علیه و اله أنتم تخالفونهم و تزعمون أنّ ذلک کلّه باطل أفترى النّاس یکذبون على رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله متعمّدین، و یفسّرون القرآن بآرائهم؟ قال فأقبل علىّ فقال:
قد سألت، فافهم الجواب، إنّ فی أیدی النّاس حقّا و باطلا و صدقا و کذبا و ناسخا و منسوخا و عامّا و خاصّا و محکما و متشابها و حفظا و و هما، و قد کذب على رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله على عهده حتّى قام خطیبا فقال: أیّها النّاس قد کثرت علىّ الکذّابة فمن کذب علىّ متعمّدا فلیتبوّأ مقعده من النّار (83) ثمّ کذب علیه من بعده، و إنّما أتاکم الحدیث من أربعة لیس لهم خامس، رجل منافق مظهر للإیمان متصنع بالإسلام لا یتأثّم و لا یتحرّج أن یکذب على رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله متعمدا، فلو علم النّاس أنّه منافق کذّاب لم یقبلوا منه و لم یصدّقوه، و لکنّهم قالوا: هذا قد صحب رسول اللّه و رآه و سمع منه و أخذ عنه و لاهم یعرفون حاله، و قد أخبره اللّه تعالى عن المنافقین بما أخبره و وصفهم بما وصفهم، و قال عزّ و جلّ:
وَ إِذا رَأَیْتَهُمْ تُعْجِبُکَ أَجْسامُهُمْ وَ إِنْ یَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ (84) ثمّ بقوا بعده فتقرّبوا إلى أئمة الضّلالة و الدّعاة إلى النّار بالزّور (85) و الکذب و البهتان فولوهم الأعمال و حملوهم على رقاب النّاس و أکلوا بهم الدّنیا، و إنّما النّاس مع الملوک
و الدّنیا (86) إلّا من عصمه اللّه، فهذا أحد الأربعة، و رجل سمع من رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله شیئا لم یحفظه على وجهه و وهم فیه، و لم یتعمّد کذبا فهو فی یده یقول به و یعمل به و یرویه فیقول: أنا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله فلو علم المسلمون أنّه و هم فیه لم یقبلوه، و لو علم هو أنّه و هم لرفضه، و رجل ثالث سمع من رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله شیئا أمر به ثمّ نهى عنه و هو لا یعلم أو سمعه ینهى عن شیء ثمّ أمر به و هو لا یعلم فحفظ منسوخه و لم یحفظ النّاسخ، فلو علم أنّه منسوخ لرفضه، و لو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنّه منسوخ لرفضوه، و آخر رابع لم یکذب على اللّه تعالى و لا على رسوله صلى اللّه علیه و اله مبغض للکذب خوفا من اللّه تعالى، و تعظیما لرسول اللّه صلى اللّه علیه و اله لم ینسه بل حفظ ما سمع على وجهه، فجاء به کما سمع لم یزد فیه، و لم ینقص منه، و علم النّاسخ من المنسوخ فعمل بالنّاسخ و رفض المنسوخ، فإنّ أمر النبیّ صلى اللّه علیه و اله مثل القرآن (87) ناسخ و منسوخ و عامّ و خاصّ و محکم و متشابه، و قد کان یکون (88) من رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله الکلام له و جهان، فکلام عامّ و کلام خاصّ مثل
القرآن و قال اللّه عز و جل: ما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، وَ ما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (89) فیسمعه من لا یعرف ما عنى اللّه به، و لا ما عنى به رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله، فیحمله السّامع و یوجهه على غیر معرفة بمعناه، و ما قصد به و ما خرج لأجله [من أجله خ ل]، فیشتبه على من لم یعرف و لم یدر ما عنى اللّه به و رسوله صلى اللّه علیه و اله، و لیس کلّ أصحاب رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله کان یسأله عن الشّیء فیفهم، و کان منهم من یسأله و لا یستفهمه، حتّى أن کانوا لیحبّون أن یجیء الأعرابی (90) و الطاری فیسأل رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله، و أنا کلّ یوم دخلت علیه و کلّ لیلة دخلت علیه فیخلّینی فیها أدور (91) معه حیث دار، و قد علم أصحاب رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله أنّه لم یصنع ذلک بأحد من النّاس غیری، فربّما کان فی بیتی و کنت إذا دخلت علیه بعض منازله أخلى بی، و أقام عنّی نساءه فلا یبقى عنده غیری، و إذا أتانی للخلوة معی فی منزلی لم یقم عنی فاطمة و لا أحد من بنیّ، و کنت
إذا سألته أجابنی، و إذا سکتّ و فنیت مسائلی ابتدأنی، فما نزلت على رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله آیة من القرآن إلّا أقرأنیها و أملأها علىّ فکتبتها بخطی و علّمنی تأویلها و تفسیرها و ناسخها و منسوخها و محکمها و متشابهها و خاصّها و عامّها، و دعا اللّه أن یملأ قلبی علما و فهما و حکما و نورا، فقلت یا نبیّ اللّه: بأبی أنت و امّی، منذ دعوت اللّه لی بما دعوت لم أنس شیئا و لم یفتنی شیء لم أکتبه، أ فتتخوّف علىّ النّسیان فیما بعد فقال: لا لست أتخوّف النّسیان و الجهل. انتهى کلامه علیه الصّلاة و السّلام، و اما قوله: و الناس على دین ملوکهم إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ قَلِیلٌ ما هُمْ (92) فالمستثنى منه فیه إنّما ینطبق على الشّیعة الذین وصفهم النّاصب فی مواضع من جرحه هذا بالقلّة و الشذوذ دون أصحابه الذین افتخر بکثرتهم و عمومهم، و إنّهم السّواد الأعظم فالتعریض الذی قصده فی هذه الفقرة قد رجع إلیه کما لا یخفى، و اما قوله: و قد ذکر فی مفتتح ذلک الکتاب أنّه حاول بتألیفه إظهار الحقّ و بیان خطاء الفرقة النّاجیة من أهل السّنة (إلخ): ففیه إیهام أنّ المصنّف قدّس سرّه حاول بیان خطاء أهل السنّة مع وصفه إیّاهم بأنّهم الفرقة النّاجیة، و هذا کذب بحت (93) لأنّ خطاء الفرقة النّاجیة غیر معقول، و بالجملة الوصف بالنّجاة ممّا أضافه النّاصب فی أثناء تقریر کلام المصنّف النّحریر على طریقه، قصد تقریر سعر المتاع فی خلال المشاحّة و النّزاع (94) ثم فی قوله: و قد ألفه فی أیّام دولة السلطان غیاث الدین اولجایتو محمد خدا بنده غفلة عظیمة، حیث لقّب مروّج مذهب الإمامیّة الذین هم مبتدعة عنده بغیاث الدّین، اللّهم إلّا أن یقال: إنّه لقّبه بذلک على طریقة تسمیة الشّیء باسم ما کان أو یکون، لما افتراه فی حاشیة
شرحه على السّلطان الفاضل المستبصر بالدّلیل، من رجوعه آخرا عن ذلک السّبیل، و اما ما أشار إلیه من أنّ شیوع مذهب الشّیعة فی ذلک الزّمان إنّما کان بمجرّد اتّباع میل السّلطان، من غیر دلالة حجّة و برهان مردود، بما أشرنا إلیه سابقا من فضیلة هذا السّلطان، و أنّه کان من أهل البصیرة و الفحص عن حقائق المذاهب و الأدیان، و أنّ نقل للمذهب و تغییر الخطبة و السّکة إنّما وقع بعد ما ناظر المصنف العلّامة الهمام، علماء سائر المذاهب و أوقعهم فی مضیق الإلزام و الإفحام، و أثبت علیهم حقّیّة مذهب أهل البیت الکرام، فمن اختار مذهب الإمامیّة فی تلک الأیّام کان المجتهد دلیله (95) و ظهور الحقّ بین أظهر النّاس سبیله، فکانوا آخذین عن المجتهد و سلوکه، لا عمّن روّج المذهب من ملوکه، فلا یتوجّه هاهنا ما کان یتوجّه فی بعض الملوک و سلوکهم، أنّ عامّة النّاس یأخذون المذاهب من السّلاطین و سلوکهم، و النّاس على دین ملوکهم، و الحاصل أنّ السّلطان المغفور المذکور لم یکن مدّعیا لخلافة النبیّ صلى اللّه علیه و اله، و لا کان له حاجة فی حفظ سلطنته إلى ما ارتکبه ملوک تیم و عدی و بنى أمیّة و بنی العبّاس، من هضم إقدار أهل بیت النبیّ صلى اللّه علیه و اله و تغییر دیته اصولا (96) و فروعا (97) ترویجا لدعوى خلافتهم، و لیسلک النّاس مسلکهم من
مخافتهم، بخلاف هؤلاء الذین تقمّصوا (98) الملک و الخلافة، و ابتلوا الدّین بکلّ بلیّة و آفة، فحرّفوا کتاب اللّه و غیّروا سنّة رسول اللّه، متعمّدین بخلافه، ناقضین لعهده، مبالغین فی محو آثار أهل بیته، مهتمّین فی غصب حقّهم و أخذ مستحقّهم (99) لیوقعوا بذلک فی أوهام النّاس أنّهم من أصحاب الرأی و الاجتهاد، المطلعین على أسرار شریعة النبیّ صلى اللّه علیه و اله و أحکامها [خ ل المسطلعین] المتطلعین لطلع (100) الخلافة من أکمامها (101) و لیتدرّجوا إلى إذ لال أهل البیت و خفض معالیهم، و تشتّت شملهم (102) و تفرّق موالیهم، فیتمّ الأمر لهم بلا منازع، کما أشار إلیه مولانا أمیر المؤمنین علیه السّلام فی أثناء بعض خطبه (103) مقبلا بوجهه إلى من کان حوله من أهل بیته و خاصّته و شیعته،
فقال: قد عملت الولاة قبلی أعمالا، خالفوا فیها رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله
متعمّدین بخلافه، ناقضین لعهده، مغیّرین لسنّته، و لو حملت النّاس على ترکها، و حوّلتها إلى مواضعها، و إلى ما کانت فی عهد رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله لتفرّق عنی جندی حتى أبقى وحدی، أو مع قلیل من شیعتی الذین عرفوا فضلی و فرض إمامتی من کتاب اللّه و سنّة رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله
، ثم فی قوله: فإنّ جلّ کتابه مشتمل على مطاعن الخلفاء الرّاشدین (إلخ) إهمال و إخلال، و حقّ العبارة أن یقال: بعض الخلفاء (104) لظهور أنّ المصنّف قدّس سرّه من خلّص (105) شیعة علیّ علیه السّلام فلا یطعن فیه، و حینئذ ینبغی ترک الوصف بالرّاشدین، إذ الخصم لا یسلّم رشد من عدا علیّ علیه السّلام فی الدّین، و کذا الکلام فی وصف أئمّته بالمرضیّین، و علمائه بالمجتهدین (106) و أما ما نقله عن بعض الظرفاء (107) فی تمثیل قدح المصنّف على خلفاء أهل السّنة و أئمّتهم و مجتهدیهم، بمقال جرى بین الجمّال و بعض الجمال، فلا یخفى على الظرفاء الأذکیاء عدم مناسبته بالمصنّف المکنّى بابن المطهر، و کونه من أناس یتطهرون، و إنّما یناسب ذلک حال الأنجاس، من الناصبة الذین لا یبالون بالبول قائما کالجمال، و فی إزالة البول و الغائط لا یوجبون الاغتسال بل یمسّون أنفسهم کالحمار على الجدار، و یمسحون أخفافهم (108) فی وضوئهم و لو وطئت الأقذار و أشد مناسبة من بین هؤلاء
الأنجاس هذا النّاصب الرّجس الفضول الذی سمّی بالفضل، و مسمّاه فضلة فضول آخر، و قد خرج عن مزبلة فمه بعرة الجمل مرّة و خرء الکلب أخرى (109) اما ما أنشده و ذکره من مدحه للأئمة المهدّیین الاثنى عشر علیهم السّلام، فإنما ذلک حیلة و تلبیس منه، لدفع (110) تهمة النّصب الذی قد انخفض (111) به فی نظر أهل زمانه، و لا اختصاص لهذا النّاصب بذلک اللّوم، فإن قلوب أکثر نحلته فی الأمس و الیوم، خالیة عن حبّ أهل البیت (112) و مشکاة صدورهم (113) فاقدة لهذا الزّیت، و لقد أظهر القاضی ابن خلّکان (114) هذا الداء الدفین الذی ورثه من بغاة صفّین، حیث
قال فی کتابه المشهور و الموسوم بوفیات الأعیان عند ذکر ترجمة علىّ بن جهم القرشی (115) و کونه منحرفا عن علیّ علیه السّلام: إنّ محبّة علیّ لا تجتمع مع التّسنن، هذا کلامه بعبارته الملعونة التی قصد بها الاعتذار عن انحراف ابن جهم المذکور، و الفکر فیهم طویل، و أما ما زعمه النّاصب من وقوع ثناء أئمّة أهل البیت علیهم السّلام على الصّحابة و الخلفاء الثلاثة، فلیس على ظاهره و إطلاقه، و لعلّه غفل عن مغزى (116) کلامهم و مساقه على ما سیجری علیه القلم إنشاء اللّه تعالى مشمّرا عن ساقه، و أما ما ذکر: من أنّ ما ذکر صاحب کتاب کشف الغمة فیه إنّما ذکره نقلا عن کتب الشیعة لا عن کتب السنّة، فهو أوّل أکاذیبه الصّریحة، و مفتریاته الفضیحة، التی حاول بها ترویج مذهبه الفاسد و تصحیح مطلبه الکاسد، فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ کَذِباً لِیُضِلَّ النَّاسَ بِغَیْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ (117) و لا یستبعد ذلک من النّاصب الشقیّ، فقد أباح بعض أعاظم أصحابه وضع الحدیث لنصرة المذهب
کما ذکره الحافظ عبد العظیم المنذری الشّافعی (118) فی آخر کتابه المسمّى بالتّرغیب و التّرهیب و غیره فی غیره. و إنّما قلنا بکذب ما ذکره فی شأن صاحب کتاب کشف الغمّة: لأنّه صرّح بخلاف ذلک فی خطبة کتابه، و قال: اعتمدت فی الغالب النّقل من کتب الجمهور لیکون أدعى إلى تلقّیه بالقبول، و أوفق برأى الجمیع متى رجعوا إلى الأصول، و لأنّ الحجّة متى قام الخصم بتشییدها، و الفضیلة متى نهض المخالف بإثباتها و تقییدها، کانت أقوى یدا و أحسن مردّا (119) و أصفى موردا، و أورى (120)
زنادا (121) و أثبت قواعد، و أرکانا و أحکم أساسا و بنیانا؛ و أقلّ شانئا، و أعلى شأنا، و التزم بتصدیقها و إن أرمضته (122) و حکم بتحقیقها و إن أمرضته، و أعطى القیاد و إن کان حرونا (123) و جرى فی سبیل الوفاق و إن کان حزونا (124) و وافق و یودّ لو قدر على الخلاف، و أعطى النّصف من نفسه و هو بمعزل عن الإنصاف و لأنّ نشر الفضیلة حسن لا سیّما إذا نبّه علیه الحسود، و قیام الحجّة بشهادة الخصم أو کد، و إن تعددت الشهود. شعر:
و ملیحة شهدت لها ضرّاتها
و الفضل ما شهدت به الأعداء
و نقلت من کتب أصحابنا ما لم یتعرّض له الجمهور انتهى ما قصدنا نقله من کتاب کشف الغمّة، و هو صریح فی کذب الشّارح النّاصب و انحرافه و تحریفه کما قلناه، و کذا الحال فیما نقله عن رأس التّعصب و الحیف من حدیث حلیة السّیف، إذ لیس فی ذلک الکتاب عنه خبر و لا عین و لا أثر (125) و أیضا لا مناسبة لذکر ذلک فی هذا
الکتاب المقصور على ذکر النبیّ صلى اللّه علیه و اله و الأئمة الاثنی عشر علیهم السّلام، و ذکر اسمائهم و کناهم و اسماء آبائهم و امّهاتهم و موالیدهم و وفیاتهم و مناقبهم و معجزاتهم کما لا یخفى على من طالع ذلک الکتاب، و لو أغمضنا عن ذلک کلّه نقول: لقائل أن یحمل ذلک الکلام منه علیه السّلام على التّقیّة عن بعض المخالفین الحاضرین فی مجلسه الشّریف، و مع ذلک لا یکون مقصوده علیه السّلام الإحتجاج بفعل أبی بکر، بل بکونه مقرّرا بتقریر النبیّ صلى اللّه علیه و اله بأن یکون معنى
قوله علیه السّلام: قد حلّى أبو بکر سیفه بالفضة،
أنّه فعل ذلک فی زمان النبیّ صلى اللّه علیه و اله و قرّره علیه، فالحجّة حقیقة فی تقریر النبیّ صلى اللّه علیه و اله لا فی فعل أبی بکر.
و أما ما نقله النّاصب بعد ذلک من حدیث تولد مولانا أبی عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق علیهما السّلام فلیس فی المنقول عنه وصف أبی بکر بالصدیق (126) و إنّما المذکور فیه فی باب أحواله و مناقبه مجرّد
قوله: و لقد ولدنی أبو بکر مرتین،
و لا إشعار لسوقه هناک أیضا بما یفید الثّناء و التّعظیم بل الظاهر أنّه ذکر ذلک عند تفصیل حال الآباء و الأمهات من غیر إرادة الافتخار و المباهاة.
و أما استناده بالحدیث الذی رواه عن الحاکم أبی عبد اللّه النیشابوری فمن قبیل استشهاد الثّعلب بذنبه، فإنّه أیضا عندنا من جمهور ذوی الأذناب، و أمّا ما نقل من میله إلى التشیّع إنّما کان بمجرّد قدحه فی عثمان فقط دون أبی بکر، و عمر،
کما صرّح به الذّهبی (127) الشّافعی ذهب اللّه بنوره (128) فی بعض تصانیفه، و غیره فی غیره، و هذا القدر لا یوجب التّشیّع المانع عن وضع الحدیث فی مناقب أبی بکر على أنّ سوق الحدیث المذکور صریح فی صدوره على وجه التّقیة، إذ الظاهر کون ما روى عنه علیه السّلام جوابا عن سؤال من اتّهمه بسبّ أبی بکر، و دفع تلک التّهمة لم یمکن بأدنى من ذلک کما لا یخفى، مع أنّ کلامه علیه السّلام قد وقع على أسلوب جوامع الکلم حیث
قال: الصّدیق جدّی
یعنی من جانب الامّ، ثمّ أظهر إنکار سبّ الآباء یعنی لا من ذلک الجانب، فإن إطلاق الأب على الجدّ من قبل الامّ إطلاق مجازیّ (129) على ما یدلّ علیه کلام النّاصب فی ما سیأتی من مبحث المیراث، و أیضا إنّما نفى علیه السّلام السّب، و قد سمعت منّا أن السّبّ بمعنى الشّتم لا یجوز عند آحاد الإمامیّة أیضا بالنّسبة إلى أحد، و إنّما المجوّز اللّعن، و لمّا اتّهمه السائل المخالف بالسّب الذی استعملوه فی الأعمّ من الشّتم و اللّعن، غالطه علیه السّلام بنفی السّب مستعملا له فی معناه الأصلی الذی هو الشّتم فقط کما مرّ، فلا یلزم من کلامه علیه السّلام نفیه للّعن، على أنّه لا مانع شرعا و لا عقلا من لعن المؤمن، بل المسلم بل الکافر آباءه إذا کانوا ظالمین، أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِینَ (130)
و اما الدعاء بجملة لا قدّمنی اللّه إن لم اقدّمه. فمع ظهور مخائل الوضع علیه، لعدم ظهور ارتباطه بما قبله، یمکن أن یحمل على نحو من التقدیم کتقدیمه فی الزّمان، أو تقدیمه على عمر و عثمان مثلا فی إظهار الایمان، فلا دلالة له على تقدیمه على علیّ علیه السّلام کما توهّمه النّاصبة، و لا یستبعدنّ عنهم علیهم السّلام صدور أمثال هذه الکلمات الایهامیّة الجامعة فی مقام التّقیة و مغالطة أهل الخلاف و العصبیّة، فقد صدر عنهم أکثر من ذلک و أظهر: منها ما روى (131) أنّه سأل رجل من المخالفین
عن الإمام الصّادق علیه السّلام و قال: یا ابن رسول اللّه ما تقول فی أبی بکر و عمر: فقال علیه السّلام: هما إمامان عادلان قاسطان کانا على الحقّ، و ماتا علیه، فعلیهما رحمة اللّه یوم القیامة، فلما انصرف النّاس قال له، رجل من خاصته: یا ابن رسول اللّه لقد تعجبّت ممّا قلت فی حقّ أبی بکر و عمر! فقال: نعم، هما إماما أهل النّار کما قال اللّه سبحانه: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَى النَّارِ (132) و أما القاسطان فقد قال اللّه تعالى: وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَکانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (133) و أما العادلان فلعدولهم عن الحقّ کقوله تعالى ثُمَّ الَّذِینَ کَفَرُوا بِرَبِّهِمْ یَعْدِلُونَ (134) و المراد من الحقّ الذی کانا مستولیین علیه هو أمیر المؤمنین علیه السّلام حیث أذیاه و غصبا حقّه عنه، و المراد من موتهما على الحقّ أنّهما ماتا على عداوته من غیر ندامة عن ذلک، و المراد من رحمة اللّه، رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله، فإنّه کان رحمة للعالمین (135) و سیکون خصما لهما ساخطا علیهما منتقما منهما یوم الدّین.
و بما قررناه اندفع أیضا العجب الذی فرّعه النّاصب على تلک الأحادیث الموضوعة تعصّبا و حیفا و ظهر أنّ سؤاله للعصمة عن التّعصّب و ذمّه إیّاه: بأنّه ساء الطریق و بئس الرّفیق، من قبیل المثل المشهور: الشّعیر یؤکل و یذّم (136) و أما ما ذکره فی وجه إعراض علماء السنّة عن ردّ کلام المصنّف من الوجهین،
فقد مرّ منّا فی الخطبة ما یرشدک إلى عدم اتّجاهه (137) فتذکر، و من العجب طعنه فی ضمن الوجهین على کمال کلام المصنّف الذی جمع بین السّلیقة (138) و الکسب فی العربیة بنسبته إلى الرکاکة و الرّطانة! مع اشتمال شرحه بل جرحه هذا على العبارات الملحونة الخالیة عن المتانة الملفقة من کلام غیره بألف حیلة و خیانة، و تضمّنه للمعانی التی لا یلیق قصدها بأهل الفهم و الفطانة، و کأنّه قیل فی طعن أمثاله على کلام أهل الکمال:
طعنه بر هر کامل از گفتار ناموزون زند
خر چو سرگینش کند بو، خنده بر گردون زند
ثم ما ذکر: من أنّه ردّ على وجه التّحقیق و الإنصاف لا عن جهة التّعصّب و الاعتساف، مردود بمناقضة ذلک لما أتى به من تناول المصنّف العلّامة بضروب
الشّتم و الملامة، و حینئذ یتوجّه علیه مثل ما تمثّل به سابقا فی شأن المصنّف أعلى اللّه شأنه و صانه عمّا شانه، من سؤال الجمّال عن الجمل، فإنّا نقول: على طبق ما ذکره ثمة، نعم ظاهر على النّاصب المجبول على عداوة أهل العصمة و التعفّف على وجه لا یعتریه النّدامة و التأسّف، أنّه منزّه عن درن (139) التعصّب و التعسّف، مع خوضه فی مزابل الشّتم، و جعل فمه بالوعة الفضلات على الحتم.
ثم ما ذکره من أنّ الفرقة المبتدعة لا یأتمنون علماء السنّة فی روایاتهم و نقولهم، کلام صحیح و حقّ صریح، و لقد ظهر صدق ذلک من کذبه الصّریح على کتاب کشف الغمّة، و وضع الحدیث على لسان الأئمّة، و تبیّن أنّ من عبّر عنهم بالمبتدعة معذورون فی عدم ایتمانهم بعلماء السنّة، و اتّضح أنّ الکذب سنّة (140) هذا الرّجل و جماعة أصحابه، لا من تنّزه عن تصوّر ذلک و ارتکابه، و سیتّضح لک فی بحث الإجماع من مسائل اصول الفقه اختراعه (141) للایة و جرأته على اللّه تعالى
فوق الغایة، و هذا دیدن (142) الأشاعرة القاصرة، و الحشویّة الفاجرة، یشتهون المکابرة فی جمیع المسائل و یتشبثون فی ذلک بسائر (143) الوسائل، یخلقون الأکاذیب المموّهة، و یبتدعون الأعاجیب المشوّهة، یُوحِی بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً (144) لَیَقُولُونَ مُنْکَراً مِنَ الْقَوْلِ وَ زُوراً (145)
و أما ما ذکره: من أنّ آثار التّعصّب و الغرض فی تطویلات عبارة المصنّف ظاهرة، ففیه أنّه لو سلم وجود تطویل فی کلام المصنّف الجلیل لا یحتاج إلیه من یفهم الکثیر من القلیل، فقد راعى فی ذلک سهولة وصوله إلى آذان المخالفین القاصرین فی معقولهم و منقولهم، و تقریبه إلى أذهان فروعهم و أصولهم على طبق کلّم النّاس على قدر عقولهم (146) فإنه لو أجمل فی الکلام ربما لم یتفطنوا بمراده و نسبوه إلى التّعمیة و الإلغاز، و إیراد ما لا قرینة علیه من المجاز، فتقصر عن إدراکه الآذان و الأسماع، و تنقبض عنه الأذهان و الطباع، کما قیل: نظم.
صد پایه پست کردهام آهنگ قول خویش
تا بو که این سخن بمذاق تو در شود
و قد أشار المصنّف قدّس سرّه فی آخر المبحث السّابع إلى ما ذکرناه حیث قال: و لو جاز ترک إرشاد المقلّدین و منعهم من ارتکاب الخطأ الذی ارتکبه مشایخهم إن أنصفوا لم نطوّل الکلام بنقل مثل هذه الطامّات إلى آخر الکلام.
و أما سؤال النّاصب عن اللّه تعالى أن یجعل سعیه مشکورا، فها أنا ابشّره متهکّما مأجورا، أنّه قد شکر اللّه تعالى سعیه، و جعل فی مرعى الزّقوم رعیه (147) و أمر زبانیة الجحیم بإذاقته من الحمیم و خطابه: یذق إنک أنت العزیز الحکیم (الکریم خ ل) (148) و أما تسمیته بجرخه المهمل، بالإهمال فمهمل، و أما بالإبطال فمنشأه إهماله و و إخلاله فی تحقیق الحقّ و قصر غرضه فی ترویج الباطل، و لنعم ما قال أفلاطون الإلهی (149): إنّ من کان غرضه الباطل لم ینل الحقّ و إن کان بین یدیه، و سنکشف بعون اللّه تعالى هذا المعمى و نبیّن أن ذلک الاسم اسم بلا مسمّى.
1) الفقرة بفتح الفاء و سکون القاف و یجمع على فقر بفتح الفاء و سکون القاف. و الفقرة بکسر الفاء و سکون القاف یجمع على فقر بکسر الفاء و فتح القاف، و فقرات بکسر الفاء و سکون القاف و فتحها.
2) المراد بالفقرة الاولى و الثانیة قوله: الحمد للّه المتعزز الى قوله: و أجمل بداعة، و عدم المناسبة من حیث ان الفضل على ما صرح، بصدد الرد على کلمات مولانا العلامة «قده» و دفع مقالات الشیعة، فالحرى للبلیغ الذی ینسب الرطانة الى کلام غیره أن یراعى الاستهلال و سایر المناسبات فی مفتتح کتابه.
3) و المراد بالفقرة الثالثة و الرابعة قوله: المتکلم بکلام أیکم الى قوله: و ان بذلوا الوسع و الاستطاعة.
4) انظر الى کلمات المحققین من أصحابنا سیما بعض المتأخرین منهم تنادى بإنکار استحقاق الثواب و الأجر على امتثال التکالیف، و أن ما ورد فی الأدلة السمعیة فی ترتب الثواب محمول على التفضل و نحوه من المحامل، و قد حققنا ذلک أیضا فی محله.
5) هذه العبارة من فقرات الدعاء المروی عن أبی عبد اللّه علیه السّلام بعد صلاة جعفر، أولها: یا من أظهر الجمیل و ستر القبیحثم ان هذا الدعاء الشریف مما اشتمل على جوامع الکلم و مضامین لم تمسسه أیدی الأفکار کیف لا و هى صادرة من منابع الحکمة و العلم و المشاکى النبویة الموقدة من عالم القدس.
6) و قد عرفت أن من أظهر المحامل التفضل، و منهم من جعل الثواب فی مقابل الانقیاد.
7) الانعام الآیة 12.
8) هو السید معین الدین محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه الحسنى الحسینی، صاحب کتاب جامع البیان فی تفسیر القرآن المتوفى سنة 905 و الإیجی نسبة الى ایج و هی من کورة دارابجرد من بلاد فارس. و اهل فارس یسمونها ایک کما فی المراصد ثم ان هذا السید بیته بیت الفضل و الأدب.
9) إشارة الى قوله تعالى فی سورة الانعام الآیة 160. مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها.
10) و ممن عبر بالوجوب هو الناصب ابن روزبهان فی مسائل الإدراک و التزم بوجوب وجود المعالیل عند وجود عللها حسب العادة و أسندها الى کتیبته الاشعریة کما سیأتی.
11) على أن الظاهر من الحدیث الذی رواه المولى على المتقى فی الکنز کون الشیعة التابعین لعلى و العترة النبویة أهل السنة و الجماعة.
12) و قد سبق سند هذا الحدیث و مدرکه و مأخذه.
13) کما فی مجمع الزوائد (ج 7 ص 259 ط مصر) رواه عن أبی الدرداء و أبى أمامة واصلة بن أصقع و أنس بن مالک.
14) إذ القضیة خارجیة لا حقیقیة، ثم قوله: جمعا أى مجموعا، و الحاصل أنه بعد فرض القضیة الخارجیة فاما أن یراد من هیئة الجمع الکل أو البعض المبهم أو المعین، و على الاول العموم اما مجموعی أو أفرادى، و على کونه أفرادیا فأفراده الجماعات أو الآحاد، و على التقادیر العموم اما وضعی أو حکمى عقلی، و على أى تقدیر لا یثبت مدعى الناصب.و أنت أیها القاری الکریم إذا أحطت الخبر بما تلونا علیک عرفت أن مولانا القاضی الشهید المرعشی لم یستوف جمیع الأقسام فی العبارة، بل اکتفى بأمهات الأقسام روما للاختصار.
15) أما عند أصحابنا فلکون الاتفاق کاشفا عن قول المعصوم، و أما عند الجمهور الذین جعلوا الاتفاق أصلا أصیلا فلأجل کونه حجة فی نفسه.
16) على أن بیعة المبهم مما لا تصدر عن ذى مسکة و من له أدنى مراتب الإدراک کما لا یخفى.
17) هذه الروایة ضعفها بعض علماء القوم بوجود الوضاعین فی طریقه و فی إحدى أسانیده المغیرة بن شعبة و أبو هریرة و ابن أشته و أضرابهم من الصحابة و التابعین و غیرهم المرمیین بالضعف و الوضع و التدلیس و نحوها من العیوب، و من راجع فی المظان صدق ما قلناه.
18) موه الشیء طلاه بفضة و ذهب و تحته نحاس أو حدید. ق.
19) هو العلامة جلال الدین محمد بن أسعد الدوانی صاحب التآلیف الشهیرة و التصانیف الکثیرة توفى فی حدود سنة 907 أو 908 و غیرهما من المحتملات. و الدوانی نسبة الى دوان من توابع بلدة شیراز.
20) اقتباس من قوله تعالى فی سورة المؤمنون الآیة 53: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَیْنَهُمْ زُبُراً کُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَیْهِمْ فَرِحُونَ.
21) و قد ترجمه جماعة من الاعلام، منهم العلامة شیخنا الأستاذ آیة اللّه المیرزا محمد على الرشتی الچهاردهى النجفی «قده» و طبعت تلک الترجمة منذ أعوام ببلدة تهران بمساعى حفیده الفاضل الآقا مرتضى المدرس أدام اللّه توفیقه.
22) اى المقام الذی وردت فیه الروایة المذکورة. منه «قده».
23) مأخوذ من قوله تعالى فی سورة الدهر الآیة 14: مُتَّکِئِینَ فِیها عَلَى.
24) فی تفسیر ابن کثیر (الجزء 1 ص 355 ط مصر) فی ذیل قوله تعالى: إِنَّ الَّذِینَ یَکْفُرُونَ بِآیاتِ اللَّهِ وَ یَقْتُلُونَ النَّبِیِّینَ بِغَیْرِ حَقٍّ الآیة. قال رسول اللّه (صلعم) مخاطبا لأبی عبیدة: یا أبا عبیدة، قتلت بنو إسرائیل ثلثة و أربعین نبیا من أول النهار فی ساعة واحدة الحدیث. و هکذا رواه ابن جریر. و عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قتلت بنو إسرائیل ثلاثمائة نبى من أول النهار و أقاموا سوق بقلهم.و فی تفسیر الدر المنثور للسیوطی فی ذیل الآیة 61 البقرة: أخرج أبو داود و الطیالسی و ابن أبى حاتم عن ابن مسعود، قال: کانت بنو إسرائیل فی الیوم تقتل ثلاثمائة مائة نبى.
25) بالأرجل و داسوه.
26) بالمنشار.
27) و هو أول راس حمل على الرمح فی الإسلام؛ کما ذکره السیوطی و غیره و هو المشهور بین المؤرخین.
28) و نزل بلدة قاسان من بلاد ما وراء النهر کما مر.
29) الحمام: بکسر الحاء المهملة الموت، و بالفتح الطیر.
30) اقتباس من قوله تعالى فی سورة المجادلة الآیة 22.
31) فی بعض النسخ أشیاعه بدل أتباعه.
32) إشارة الى قوله تعالى فی سورة المجادلة الآیة 12: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا ناجَیْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواکُمْ صَدَقَةً.
33) المراد بالفار فی خیبر هو الاول.
34) هو العلامة الشیخ عز الدین عبد الحمید بن محمّد بن محمد بن الحسین ابن أبى الحدید المدائنی شارح نهج البلاغة ولد سنة 586 توفى ببغداد سنة 655 و له قصائد شهیرة فی مدح مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام تعرف بالعلویات منها قوله فی قصیدة:و رأیت دین الاعتزال و اننىأهوى لأجلک کل من یتشیع.
35) الإنسان یرید به الاول فانه قال فی ذلک الیوم: لن نغلب الیوم من قلة فأصابهم بعینه حتى انکسروا. و قال: فی ذلک بعض الفصحاء: أبو بکر عانهم و على أعانهم،و یرید بالنص قول اللّه تعالى: وَ یَوْمَ حُنَیْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْکُمْ کَثْرَتُکُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْکُمْ شَیْئاً وَ ضاقَتْ عَلَیْکُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّیْتُمْ مُدْبِرِینَ. و المراء ممدودا: المجادلة و قصره ضرورة، و لیس بنکر الى قوله و خیبرا یقول: فی ذم الاول و فراره من الجهاد و غرضه الرد على من یقول: انه أفضل من على علیه السلام لعن اللّه من یقول به. و یوم حنین فر جمیع الناس و لم یثبت مع النبی الا تسعة من بنى هاشم و أیمن بن عبید بن ام أیمن مولاة رسول اللّه فقتل رحمه اللّه و بقی التسعة حول رسول اللّه و هم أمیر المؤمنین و العباس و الفضل بن عباس و أبو سفیان و نوفل و ربیعة و ابن الزبیر و عتبة و معتب، و أما یوم احد و هو جبل کانت الوقعة عنده ففر الناس بأسرهم الا أمیر المؤمنین و أبا دجانة، و لم یزل أمیر المؤمنین یذب عن الرسول و یحمى عنه کاللیث الباسل حتى انکسر سیفه و أعطاه رسول اللّه سیفه ذا الفقار فقاتل حتى عجبت الملائکة من صبره و شجاعته، و ان قیل: کیف خص أبا بکر بالفرار یوم حنین و یوم احد و عیره بذلک و قد فر الناس جمیعهم الا من استثنى یقال: انما خصه بذلک ردا على من یقول: انه افضل من أمیر المؤمنین فذکر المناقب المشهورة لعلى و المثالب الظاهرة لأبی بکر و أما یوم خیبر فهزیمة أبى بکر و رجوعه بالرأیة مشهورة لا یخفى (انتهى ما أخذ من شرح العلویات لصاحب المدارک و غیره من الکتب).
36) و سیأتی مستنده فی باب المطاعن إن شاء اللّه تعالى.
37) هو المولى عبد الرحمن بن احمد الدشتى الجامى العارف النحوی الشهیر المتوفى سنة 898 و له تصانیف شهیرة کالفوائد الضیائیة فی النحو المعروف بشرح الجامى و الرشحات و شرح اللمعات و تاریخ هراة و غیرها.
38) و المراد ببعض الاعلام المولى النحریر علم العلامة الشیخ حسن النقوى الهروی و قد ذکرنا المناظرة المشار إلیها مفصلا عند ذکر أحواله فی کتابنا الموسوم بمجالس المؤمنین. و التقوى منسوب الى الامام على النقی ابن محمد التقى علیهما السلام.
39) الاعراض: جمع العرض بفتح الاول و الثانی: المتاع و حطام الدنیا.
40) رواه فی البخاری (ج 5 ص 56 ط مصر) عن مسدد بالسند المتصل الى علقمة بن وقاص قال: سمعت عمر قال: سمعت النبی صلى اللّه علیه و اله. الحدیث.
41) قد تصفحنا مظان الحدیث فی الصحاح الستة و غیرها من کتب العامة فلم نجد روایة فی توصیف غیر الأنصار بالکرش و العیبة بل هما من خصائص الأنصار و قد ورد فی توصیفهم بهما روایات (منها) مارواه البخاری فی صحیحه (ج 5 ص 35 ط امیریة) بالسند المنتهى الى هشام بن زید قال سمعت أنس بن مالک یقول مر ابو بکر و العباس رضى اللّه عنهما بمجلس من مجالس الأنصار و هم یبکون فقال: ما یبکیکم قالوا: ذکرنا مجلس النبی (صلعم) منا فدخل على النبی (صلعم) فأخبره بذلک قال فخرج النبی (صلعم) قد عصب على رأسه حاشیة برد قال فصعد المنبر و لم یصعده بعد ذلک الیوم فحمد اللّه و اثنى علیه ثم قال: أوصیکم بالأنصار فإنهم کرشى و عیبتی و قد قضوا الذی علیهم و بقی الذی لهم فاقبلوا من محسنهم و تجاوزوا عن مسیئهم (انتهى) و رواه عن عکرمة عن ابن عباس ایضا ملخصا عن قتادة عن أنس و عن عکرمة عن ابن عباس. و وردت فی صحیح مسلم (الجزء السابع صفحة 174 ط مصر) و فی مجمع الزوائد (الجزء العاشر ص 30 و 36 و 37 ط مصر) أحادیث بهذا المضمون.
42) الفتح. الآیة 10.
43) النساء. الآیة 137.
44) صاحب المواقف هو القاضی عضد الدین عبد الرحمن بن رکن الدین أحمد بن عبد الغفار الإیجی الشیرازی المتوفى محبوسا سنة 756 او 760، و له تصانیف کثیرة، منها المواقف فی الکلام و قد شرحه المحقق التفتازانی و الشریف الجرجانی و غیرهما، و ما ذکره القاضی الشهید «قده» فی المتن موجود فی الشرح الشریف من ص 72 الى 76.
45) اقتباس من قوله تعالى فی سورة الأحزاب الآیة 21: لَقَدْ کانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ.
46) البقرة: الآیة 159.
47) البقرة: الآیة 161.
48) البقرة: الآیة 228.
49) کما فی شرح ابن ابى الحدید فی نهج البلاغة (جزء 2 ص 102 ط مصر) فیما خطبه الحسن بن على علیه السلام و خاطب فیها معاویة الى أن توجه الى المسلمین و قال (ع) ایها الرهط نشدتکم اللّه الا تعلمون أن رسول اللّه (ص) لعن ابا سفیان فی سبعة مواطن لا تستطیعون ردّها أولها یوم لقى رسول اللّه خارجا من مکة الى طائف یدعو ثقیفا الى الدین فوقع به و سبه و سفهه و شتمه و کذبه و هم ان یبطش به فلعنه اللّه و رسوله و صرف عنه الثانیة یوم العیر إذ عرض على رسول اللّه و هی جائیة من الشام فطردها ابو سفیان و ساحل بها فلم یظفر المسلمون بها و لعنه رسول اللّه (ص) و دعى علیه فکانت وقعة بدر لأجلها و الثالثة یوم احد حیث وقع تحت الجبل و رسول اللّه (ص) فی أعلاه و هو ینادى (أعل هبل) مرارا فلعنه رسول اللّه عشر مرات و لعنه المسلمون و الرابعة یوم جاء بالأحزاب و غطفان و الیهود فلعنه رسول اللّه (ص) فابتهل و الخامسة یوم جاء ابو سفیان فی قریش فصدوا رسول اللّه «ص» عن المسجد الحرام و الهدى معکوفا ان یبلغ محله ذلک یوم الحدیبیة فلعن رسول اللّه «ص» ابا سفیان و لعن القادة و الاتباع و قال ملعونون کلهم و لیس فیهم من یؤمن فقیل یا رسول اللّه أ فما یرجى الإسلام لاحد منهم فکیف باللعنة فقال لا تصیب اللعنة أحدا من الاتباع اما القادة فلا یفلح منهم احد و السادسة یوم الجمل الأحمر و السابعة یوم وقفوا رسول اللّه فی العقبة لیستنفروا ناقته و کانوا اثنى عشر رجلا منهم ابو سفیان فهذا لک یا معاویة الى آخر ما قال علیه السلام.أقول و کفى فی ذلک نقل ابن ابى الحدید و هو من أعاظم المعتزلة و لو تفحصت کتب السیر و الغزوات لوقفت على مواطن قد لعن فیها الرسول (ص) ابا سفیان و علیک بالبحث و التنقیب.
50) فی شرح نهج البلاغة لابن أبى الحدید (جلد 3 ص 288 ط مصر) کان على علیه السلام یقول: أللهم العن معاویة أولا و عمروا ثانیا، و أبا الأعور السلمى ثالثا، و أبا موسى الأشعری رابعا.
51) إشارة الى قوله تعالى فی سورة الشورى، الآیة 23: قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى.
52) قوله: لعاذب: من العذب، و هو المنع و الامتناع.
53) عبر به تبعالکلام النبی صلى اللّه علیه و اله خطابا لعمار بن یاسر الصحابی، تقتلک الفئة الباغیة.
54) المروق: الخروج من الدین ببدعة او ضلالة.
55) البنج: معرب بنگ و هو المعروف بالحشیش یتخذ من شاهدانج و یستعملها أهل النشوة بالآلات الخاصة التی یعبر عنها عند العوام فی المقاهى «بغلیان بالا».
56) و فی بعض النسخ (أجدر).
57) یبیحون: من أباح، یبیح، إباحة.
58) هو عبید اللّه بن مسعود بن محمود الحنفی البخاری المتوفى سنة 745 او 747 او 750 صاحب کتاب شرح الوقایة فی الفقه الحنفی، و وجه اللطف فی کلامه أن قوله:الکف منه واجب؛ کلام ذو وجهین، و له إیهام الى إرادة المنع من لفظ الکف أو الید.
59) قد استعمل الشارح فی المقام قاعدة رد العجز الى الصدر و هی من المحسنات البدیعیة.
60) یأتى فی باب مطاعن الثانی.
61) یأتى فی باب مطاعن الثانی ایضا من بدعه.
62) التسنیم: ضد التسطیح و جعل القبر کسنام البعیر، کما تفعله العامة فی قبورهم و علیه دیدنهم.
63) لان أبا بکر ینتهى نسبه الى تیم هکذا: أبو بکر عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو بن کعب بن سعد بن تیم بن مرة.
64) لکع. کصرد: العبد، و الشاهد على کونه لکعا ما ذکره ابن ابى الحدید فی شرح النهج (ج 1 ص 52) أن أبا بکر کان یقال له الطلیق، و أما کونه ابن لکع فلما ذکره هو أیضا هناک من أن أبا قحافة کان ممن أسلم یوم الفتح، أتى به أبو بکر الى رسول اللّه صلى اللّه علیه و آله فأسلم، فیکون من طلقائه صلى اللّه علیه و آله یوم الفتح، فتحقق مصداق مارواه فی مجمع الزوائد (ج 7 ص 320) و غیره عن ابن نیار، قال سمعت رسول اللّه (صلعم) یقول: لا تذهب الدنیا حتى تکون عند لکع بن لکع، و أیضا ما رواه عن بعض أصحاب النبی (صلعم) قال النبی (صلعم): یوشک أن یغلب على الدنیا لکع بن لکع.
65) کنز العمال جلد 4 کتاب البیوع، الحدیث 167، عن النبی (ص): لو کان فی الجنة تجارة لأمرت بتجارة البز، ان أبا بکر الصدیق کان بزازا، رواه الدیلمی عن أنس.
66) روى ابن کثیر فی تفسیره (ج 4 ص 473 ط مصر) عن أبى عبید القاسم بن سلام، حدثنا محمد بن یزید، حدثنا العوام بن حوشب عن ابراهیم التیمی، قال سئل أبو بکر الصدیق رضى اللّه عنه عن قوله تعالى: وَ فاکِهَةً وَ أَبًّا، فقال: أى سماء تظلنی، و أى أرض تقلنی بان قلت: فی کتاب اللّه ما لم أعلم. و قد روى الطبری فی تفسیره (ج 30 ص 33 ط مصر) عدة روایات فی جهل عمر أیضا بذلک، منها ما رواه عن ابن المثنى عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن موسى بن أنس، عن أنس قال: قرء عمر وَ فاکِهَةً وَ أَبًّا و معه عصاء فی یده، فقال:ما الأب، ثم قال: بحسبنا ما قد علمنا و ألقى العصاء من یده.
67) حیث قال فی الکلالة لما سئل عنها: أقول فیها برأیى فان کان صوابا فمن اللّه و ان کان خطاء فمنى،کما فی شرح النهج لابن أبى الحدید فی الطعن السادس (ج 5 ص 183) و غیر الکلالة مما نقل القوم جهله بها من معانی آیات القرآن، و من قلة فهمه بأحکام اللّه جهله بمیراث الجدة حیث سألته امرأة کانت جدة لمیت عن إرثها فقال فی جوابها: لا أجد لک شیئا فی کتاب اللّه و سنة نبیه، فأخبره المغیرة و محمد بن سلمة بان الرسول «ص» أعطاه السدس و قالوا: أطعموا الجدات السدس.و هذا الأثر مروى فی مسند احمد (جزء 4 ص 225 ط الاول بمصر) و کذا فی الصواعق (ص 21 مصر) و مما یحکى من جهله بالاحکام أنه قطع یسار السارق کما فی الصواعق (ص 21 مصر) و منها أنه لم یعرف میراث العمة و الخالة کما فی السیاسة و الامامة لابن قتیبة (جزء اول ص 31 مصر) الى غیر ذلک مما یجده الباحث فی خلال تلک الدیار و الواقف على الآثار فی کتب الفریقین.
68) منسوب الى عدى. و العامة انهت نسبة الى عدى.
69) قد ذکر ابن أبى الحدید فی الشرح (ج 1 ص 62) قضایا کثیرة فی غلظة عمر منها ما ذکره بقوله: و عمر هو الذی اغلظ على جبلة بن الأیهم حتى اضطره الى مفارقة دار الهجرة، بل مفارقة بلاد الإسلام کلها، و عاد مرتدا داخلا دین النصرانیة لأجل لطمة لطمها، و ابن عباس أخفى حکم العول ما دام عمر حیا خوفا منه، و استدعى عمر امرأة لیسألها عن أمر و کانت حاملا، فلشدة هیبته ألقت ما فی بطنها، و دفع عمر فی صدر المقداد، و وطأ فی السقیفة سعد بن عبادة، و حطم أنف الحباب بن المنذر، و توعد من لجأ الى دار فاطمة علیها السلام من الهاشمیین و أخرجهم منها، و روى أیضا أن اخت عمرو بعلها أسلما سرا من عمر فوشى بهما واش الى عمر فجاء دار أخته، فقال ختنه: أ رأیت ان کان هو الحق؟ فوثب علیه عمر فوطأه وطئا عظیما، فجاءت أخته فدفعته عنه، فنقحها بیده فدمى وجهها، و فی الصحیح ان نسوة کن عند رسول اللّه قد کثر لغطهن، فجاء عمر فهر بن منه، فقال لهن: یا عدیات أنفسهن أ تهبننی و لا تهبن رسول اللّه «ص»؟ قلن نعم أنت غلظ فظ و رواه فی البخاری (ج 8 ص 23).
70) قال ابن أبى الحدید (ج 1 ص 61 ط مصر) و کان عمر یفتی کثیرا بالحکم ثم ینقضه و یفتی بضده و خلافه. قضى فی الجد مع الاخوة قضایا کثیرة مختلفة ثم خاف من الحکم فی هذه المسألة فقال: من أراد أن یقتحم جراثیم جهنم فلیقل فی الجد برأیه و قال مرة: لا یبلغنی أن امرأة تجاوز صداقها صداق نساء النبی الا ارتجعت ذلک منها، فقالت له امرأة: ما جعل اللّه لک ذلک انه تعالى قال وَ آتَیْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَیْئاً أَ تَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِیناً. فقال: کل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال و مر یوما بشاب من فتیان الأنصار و هو ظمآن فاستسقاه فجدح له ماء بعسل فلم یشربه و قال: ان اللّه تعالى یقول أَذْهَبْتُمْ طَیِّباتِکُمْ فِی حَیاتِکُمُ الدُّنْیا. فقال له الفتى: یا أمیر المؤمنین انها لیست لک و لا لاحد من أهل القبلة، اقرأ ما قبلها و یوم یعرض الذین کفروا على النار أذهبتم طیباتکم فی حیاتکم الدنیا. فقال عمر: کل الناس افقه من عمر. و قیل: ان عمر کان یعس باللیل فسمع صوت رجل و امرأة فی بیت فتسور الحائط فوجد امرأة و رجلا و عندهما زق خمر فقال: یا عدو اللّه أ کنت ترى أن اللّه یسترک و أنت على معصیته. قال: یا أمیر المؤمنین ان کنت قد أخطأت فی واحدة فقد اخطأت فی ثلاث قال اللّه تعالى وَ لا تَجَسَّسُوا و قد تجسست، و قال وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها و قد تسورت، و قال فَإِذا دَخَلْتُمْ بُیُوتاً فَسَلِّمُوا و ما سلمت.
71) فی المولد و نزاهته من رذائل الأخلاق و مذام الصفات و وسمة الکفر.
72) فی النفس و قوة الروح و شدة الایمان.
73) بالنسب و السبب و الحجى و الأدب.
74) بالاحکام و الاقضیة و غیرهما.
75) بتقدمه على غیره و افتقارهم الیه و استغنائه عنهم.
76) إشارة الى حدیث الثقلین، و له أسانید متضافرة. و سیجیء الکلام فیه. و قد طبعت رسالة جامعة للاسانید من کتب القوم ألفها بعض الفضلاء الأتقیاء. حرسه اللّه بعینه التی لا تنام، و قامت بطبعها جامعة دار التقریب بین المذاهب الإسلامیة بمصر المحمیة.
77) أخرجه ابن حجر فی مجمع الزوائد فی باب فضیلة أهل البیت (ج 9 ص 166 ط مصر) بأسانید متعددة و متون مختلفة، منها ما رواه أبو سعید الخدری قال: سمعت النبی (صلعم) یقول: انما مثل أهل بیتی فیکم کمثل سفینة نوح، من رکبها نجى، و من تخلف عنها غرق، و انما مثل أهل بیتی مثل باب حطة فی بنى إسرائیل من دخله غفر له.
78) و یقرب منه مارواه فی کنز العمال (الجزء الاول ص 194 ط حیدرآباد) بسنده المنتهى الى أبى هریرة، قال: قال رسول اللّه صلعم: المتمسک بسنتی عند فساد أمتى له أجر شهید و مثله فی هذا الجزء ص 192.
79) الغمة جمع الغمم الحزن و الکرب.
80) و فی نسخة مخطوطة: من غیر ناقدها.
81) و کتابه معروف طبع بمرات، و هو من أقدم الکتب عند الشیعة و أصحها، بل حکم بعض العامة بصحته ایضا و ممن نقل عنه و اعتمد علیه شیخنا أبو عبد اللّه النعمانی «ره» فی کتاب الغیبة، و شیخنا الصدوق «ره» فی الفقیه و الخصال، و الکلینی «ره» فی الکافی، و من العامة السبکى فی کتابه «محاسن الوسائل فی معرفة الأوائل» و قال فیه: ان أول کتاب صنف للشیعة هو کتاب سلیم بن قیس «انتهى» و سلیم هو سلیم بن قیس الهلالی أبو صادق العامری الکوفی التابعی، أدرک مولانا الأمیر و الحسنین و السجاد و الباقر علیهم السلام أجمعین و توفى حدود سنة 90 و یروى عنه أبان بغیر مناولة، و فیروز بالمناولة.و نقل عن الصادق علیه السلام فی حق هذا الکتاب أنه قال: من لم یکن عنده من شیعتنا و محبینا کتاب سلیم بن قیس الهلالی فلیس عنده من أمرنا شیء، و لا یعلم من أسبابنا شیئا و هو أبجد الشیعة و هو سر من اسرار آل محمد علیهم السلام.و قد حکى حجة الإسلام صدوق الطائفة هذا الخبر الشریف فی کتاب الخصال عن کتاب سلیم هذا و اعتمد علیه.
82) و فی نسخة سلیم المطبوعة بالنجف ص 83. بدل قوله: (و أحادیث عن نبى اللّه الى قوله: فی أیدی الناس) قوله: (من الروایة عن النبی علیه السلام).
83) رواه فی کنز العمال (ج 3 ص 355 حدیث 3105) عن صحیح أبى یعلى، عن سعید بن زید، و عن صحیحى البخاری و المسلم. فی حدیث قال: رسول اللّه (صلعم): من کذب على متعمّدا فلیتبوأ مقعده من النار.و هذه الروایة الشریفة مما وردت بأسانید عدیدة فی کتب الفریقین: بل قد ادعى بعض المحدثین تواترها اللفظی فان لم یکن کذلک فالتواتر المعنوی مسلم فراجع.
84) سورة المنافقین. الآیة 4.
85) الزور یقال: زور الکذب اى زینه. و الکذب مخالفة الواقع فی الخبر کان بالتزیین او لم یکن. و البهتان، الافتراء.
86) و نعم ما قیل:فان الناس قد ذهبوا الى من عنده ذهبفمن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوافان الناس قد مالوا الى من عنده مالفمن لا عنده مال فعنه الناس قد مالوافان الناس منفضة الى من عنده فضةفمن لا عنده فضة فعنه الناس منفضةالناس عبید الدینار و الدراهم.
87) أى فی بعض الجهات لا فی کلها، فان النسخ فی القرآن و النسخ فی الحدیث یتفارقان فی بعض الأمور، کما حقق فی محله.
88) هذا بیان أن الرجل الرابع یوجه الحدیث على معرفته بمعناه و ما قصد به و ما خرج لأجله، و قد یکون یوجهه على غیر معرفته بمعناه و ما قصد به لأجله، مثلاقوله:صلى اللّه علیه و اله من کنت مولاه فعلى مولاهإلخ، نقله الموافق و المخالف: و هو کلام صدر عنه و لم یهم فیه الناقل، و لیس مما یقبل النسخ الا أن الموافق حمله على ما هو معناه و ما قصد به، و ما خرج لأجله، و المخالف حمله على غیر ذلک، و قد ظهر بما ذکرنا أنه لیس رجل خامس فی نقل الحدیث کما لا یخفى.
89) الحشر الآیة 7.
90) الأعرابی منسوب الى الاعراب، یقال: رجل أعرابى إذا کان بدویا و ان لم یکن من العرب، و العربی منسوب الى العرب، و یقال: رجل عربی إذا کان من العرب، و ان لم یکن بدویا، کما یقال: رجل أعجم و عجمی إذا کانت فی لسانه عجمة و ان کان من العرب، و یقال أیضا: رجل عجمی أى منسوب الى العجم و ان کانت فصیحا. کذا یستفاد من کلمات السجستانی فی الغریب و من القاموس و النهایة و الصحاح و غیرها.
91) و من ثم قیل: على مع الحق و الحق مع على، یدور معه حیثما دار. و فی کتب القوم عدة روایات تدل علیها، منها ما نقله القندوزى البلخی فی ینابیع المودة (ص 91 ط اسلامبول) عن کتاب الحموینى عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه (صلعم) الحق مع على حیث دار انتهى، و فی کتاب التذکرة لسبط بن الجوزی البغدادی ص 38 قال النبی (صلعم): اللهم أدر الحق مع على حیث ما دار و کیف ما دار.
92) اقتباس من قوله تعالى فی سورة ص الآیة 24.
93) البحت، الخالص الذی لا یشوبه شیء.
94) و هذا یساوق ما یقال فی الفارسیة: در اثناء نزاع تعیین نرخ میکند.
95) اى کان المجتهد الذی رجع الیه هو دلیله.
96) کالقول بقدم القرآن و الکلام النفسی، و الجبر فی الأفعال، و قدم صفات الفعل. و التجسم و جواز الرؤیة، و عدم اشتراط العصمة فی الأنبیاء، و تجویز القبیح العقلی فی حقه تعالى و نحوها.
97) کابتداع صلاتی الضحى و التراویح: و القول بالعول؟ و التعصیب، و تحریم طواف النساء و متعتهن: و المسح على الخفین، و ترک الحیعلة العملیة فی الأذان، و طهارة جلد الکلب بالدباغ، و إلحاق الولد بالزوج مع عدم الدخول، و نحوها مما تضحک منها ربات الخدور و تستهزى بها أوائل العقول، بل البهائم العجم.
98) إشارة الى کلام على علیه السلام فی خطبته الغراء المشتهرة بالشقشقیة التی ألقاها بمعشر من المهاجرین و الأنصار من اصحاب رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله: و هی مما تنفس فیه الصعداء و تنفث تنفث المصدور و بث الشکوى من کبد حراء و أراق الدموع من العیون، و أعلى الزفرات، فیا لها من خطبة کادت أن تنصدع منها الجبال الشوامخ و تتفطر منها الرواسخ!!.
99) و للّه در شاعر أهل البیت دعبل الخزاعی حیث یقول:أرى فیئهم فنى غیرهم متقسماو أیدیهم من فیئهم؟ صفرات.
100) الطلع. شیء یخرج من النخل کأنه نعلان مطبقان.
101) الکم بالکسر الغلاف الذی یحیط بالطلع فیستره، و لا یخفى لطف الاستعارة و حسن التشبیه فی هذه العبائر.
102) قال دعبل المذکور و یشیر الى تفرقهم و خلو منازلهم الشریفة منهم.مدارس آیات خلت من تلاوةو منزل وحى مقفر العرصات.
103) هذه الخطبة الشریفة مذکورة فی کتاب سلیم بن قیس الکوفی الهلالی (ص 130 ط نجف) بأدنى تفاوت، و قد مر اعتبار ذلک الکتاب و ترجمة سلیم فلیراجع، و تقرب منه خطبة أخرى له علیه السلام مذکورة فی ذلک الکتاب ص 121.
104) و ذلک لان الجمع المعرف باللام یفید العموم.
105) الخلص. جمع الخالص و هو المحض الصافی.
106) فوا عجبا! کیف یصف الرجل علماء القوم بالمجتهدین، بعد انسداد باب الاجتهاد عندهم، و لزوم تقلید أحد أئمتهم الأربعة على کل مسلم و ان بلغ ما بلع من العلم؟! اللهم الا أن یرید بالاجتهاد معناه اللغوی.
107) من قوله: ان الجمال سأل جملا إلخ.
108) المسح على الخفین قد اشتهر من مذهبهم، و قد نطقت کلمة أهل البیت علیهم السلام ببطلانه، و عدم جواز المسح إلا على البشرة، و کذا أفتى فقهاء الشیعة تبعا لهم علیهم السلام.
109) و نعم ما قال بعض علماء الأخلاق: ان السباب و الفحش التی تخرج من فم الإنسان ما أشبهها بخرء الکلاب ان کانت شدیدة، و ببعرة المواشی ان کانت خفیفة!.
110) لا یخفى على من له أدنى دریة بأسالیب الکلام أن الرفع أنسب من الدفع فی هذا المقام و کأنه من تصحیفات أولى الأقلام. منه «قده».
111) لا یخفى لطف تقابل النصب و الخفض.
112) و انى لقیت عدة من علماء المذاهب الأربعة «کالسید ابراهیم الراوی ببغداد» «و السید محمد رشید رضا المصری صاحب المنار زمن تسفیره الى العراق» «و السید یاسین الحنفی مفتى کربلاء» «و السید على خطیب النجف» «و السید محمود شکرى الآلوسى» «و جمال الدین العانی» «و الشیخ عبد السلام الکردی السنندجى» «و الشیخ نور الدین الشافعی المشتهر بالنوری» «و الشیخ داود الحلی الأصل» و غیرهم، فما رأیت منهم أحدا اشتبه علیه الأمر و اطلخم و أظلم، بل ألفیته متیقنا لحقیة اهل البیت علیهم السلام و لکنه غیر مظهر لذلک عند أشیاعه، بغضا و عنادا أو حبا للجاه و ملاذ الدنیا و زبرجها و زخرفها و مشتهیاتها او تقیة من صنادید قومه و وجدت أکثرهم صفر القلوب من حب آل الرسول (ص) للنصب الدفین و الداء العیاء کما ذکره القاضی الشهید «قده».
113) مضمونه متخذ من آیة النور فی سورة النور الآیة 35.
114) هو ابو العباس أحمد بن محمد بن ابراهیم الإربلی القاضی المشتهر بابن خلکان الشافعی المتوفى 26 رجب سنة 681 بدمشق و دفن بسفح جبل قاسیون، و له تألیفات کثیرة أشهرها وفیات الأعیان.
115) هو على بن جهم بن بدر الشاعر المتوفى سنة 249 و کان من ندماء المتوکل العباسی منحرفا عن على علیه السلام و کافة أهل البیت، معروفا ببغضهم و المیل عنهم. و ذکر الخطیب و ابن خلکان و غیرهما مطاعن فی حقه فلیراجع. ثم انک أیها القاری الکریم المنصف، لو نظرت الى کتب القوم فی الرجال و التراجم و السیر لرأیت امرا مهولا عجیبا فلا حظ حال ابن حجر فی الدرر و الذهبی فی التهذیب و المیزان و تذکرة الحفاظ، و الخزرجی فی الخلاصة، و ابو حاتم فی الجرح و التعدیل و الفتنى فی المغنی و ابن عساکر فی تاریخ دمشق، و غیرهم فی غیرها، حیث انهم یصفون رجلا بالزهد و الورع و التقى و یقدحون فیه بقولهم: انه کان شیعیا أو یتشیع. و هذا هو البخاری ینقل عن أشد الخوارج الخارجین عن حوزة المسلمین و یعتمد علیه و لا یعتنى بالشیعة، و ما ذلک الا للداء الدفین. الذی أشار الیه سیدنا و مولانا القاضی الشهید «قده».
116) غزاه غزوا. أراده و طلبه و قصده و مغزى الکلام مقصده. ق.
117) الأنعام. الآیة 144.
118) قال عبد العظیم. ان نعیم بن حماد الخزاعی المروزی الامام المشهور قال: الأزدی کان یضع الحدیث فی تقویة السنة انتهى منه «قده» أقول: و قال الشریف الجرجانی فی حاشیة الکشاف، انه سئل رجل کان یروى فضائل سور القرآن: من أین تروى هذا و تنسبه الى النبی صلى اللّه علیه و اله؟ أو ما سمعت قوله (ص): من کذب على فلیتبوأ مقعده من النار؟! قال: ما کذبت علیه بل کذبت له، حیث رأیت الناس معرضین عن کتاب اللّه فأردت أن أحثهم الیه ، و ما أکثر من الوضاعین فی طرق روایات القوم، فلله در العلامة السید محمد بن عقیل العلوی الحضرمی من مشایخنا فی الإجازة المتوفى سنة 1350 حیث أفاد و أجاد و أتى فوق المراد فی کتابه العتب الجمیل على أهل الجرح و التعدیل و کذلک سیدنا الشریف الغطریف السید عبد الحسین شرف الدین فی کتاب أبى هریرة و غیره، و المنذرى فی طبقات المدلسین، و القاوقچى فی اللؤلؤ المصنوع، و السیوطی فی الموضوعات، و الدمشقی فی مزیل الخفا: و ابن الدیبع فی الموضوعات الى غیر ذلک من أعلام الفریقین. ثم ان عبد العظیم کان شیخ الإسلام ببلاد مصر و توفى سنة 656، و کتابه الترغیب و الترهیب قد طبع بمصر. مرات.
119) قال اللّه تعالى فی سورة مریم: وَ الْباقِیاتُ الصَّالِحاتُ خَیْرٌ عِنْدَ رَبِّکَ ثَواباً وَ خَیْرٌ مَرَدًّا، قال الطبرسی: اى خیر مرجعا و عاقبة، و خیر منفعة من قولهم: لیس لهذا الأمرد، و هو أرد علیک اى انفع انتهى: منه «ره» أقول الآیة 76 من تلک السورة.
120) من ورت النار اتقدت.
121) جمع زند و هی العود الاعلى الذی یقتدح به النار.
122) ارمضه: أوجعه و أحرقه. ق. قال الجوهری: ارتمضت من کذا اشتد على و أقلقنی و ارتمضت کبده: فسدت، و ارتمضت لفلان: حزنت له.
123) حرون: الفرس الواقف الذی لا یتحرک من مکان.
124) حزون: المکان الغلیظ، و الأرض المختلفة السطوح.
125) الحدیث قد وجدناه فی النسخة المخطوطة الموجودة عندنا، و لعله کان ساقطا عن نسخة المصنف على أنه «قده» کان حین الاشتغال بتألیف هذا الکتاب فی حصار التقیة و ضغط المخالفین کما أشار الیه فی آخر هذا الکتاب، و لم تکن الکتب تحت یده: بل على ما سمعناه انه ألف أکثره عن ظهر القلب، و علیه فالانسب فی رد الفضل ما ذکره القاضی ثانیا من حمله على التقیة، بل الحدیث صریح فیها و یزید فی ضعفه أنه نقل على نحو الإرسال و ما یوجد فی بعض النسخ من ذکره مسندا لا یسمن و لا یغنى، إذ بعض المذکورین فی السند من المجاهیل و بعضهم من الوضاعین و المدلسین حسب اعتراف القوم.
126) التعبیر بالصدیق وقع فی کلام الحافظ عبد العزیز بن الأخضر الجنابذی من علماء الجمهور لا فی کلام الصادق علیه السلام، و کأنه خلط الأمر على الفضل و اشتبه حیث أسند التوصیف بالصدیق الى الامام علیه السلام مع أن کلام الامام هکذا على مانقله فی کشف الغمة عن الجنابذی: و لقد ولدنی أبو بکر مرتین و یحتمل قویا أن یکون الفضل دلس فی متن الخبر لیروج متاعه کما هو دیدن أبناء السنة فی اکثر کتبهم، و الأمر واضح لمن کان من فرسان مضمار التتبع و الإحاطة بکلماتهم و لمن عاشر علمائهم و حضر نوادیهم.
127) هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قایماز الدمشقی الترکمانى الشافعی المتعصب المتوفى سنة 848، و له کتاب میزان الاعتدال و سیر النبلاء و التهذیب و تاریخ الإسلام و غیرها و الرجل معروف بالانحراف عن أهل البیت علیهم السلام و التحامل على الشیعة فلا قیمة لما یتفرد فی نقله.
128) متخذ من قوله تعالى فی سورة البقرة. الآیة 17.
129) لا یخفى أن الموجود فی کلام الحاکم هکذا: و من اولاد البنات جعفر بن محمد الصادق (ع) و کان یقول: ابو بکر جدی، أ فیسب الرجل جده لا قدمنى اللّه ان لم أقدمه. و أنت ترى أن هذه العبارة لم تشتمل على اطلاق لفظة أب و لکن مخائل التقیة علیها لائحة کالنار على المنار.
130) کما فی قوله تعالى فی سورة هود الآیة 18.
131) و یقرب منه ما رواه فی مستدرک الوسائل (ج 2 ص 376 ط تهران): جاء رجل الى على بن محمد علیه السلام فقال: یا ابن رسول اللّه بلیت الیوم بقوم من عوام البلده فأخذونى و قالوا: أنت لا تقول بامامة ابى بکر بن ابى قحافة؟، فخفتهم یا ابن رسول اللّه و أردت أن أقول: بلى: أقولها للتقیة، فقال لی بعضهم، و وضع یده على فمی و قال: أنت لا تتکلم الا بمخوفة أجب عما لقنک قلت: قل فقال لی: أتقول ان ابا بکر بن ابى قحافة هو الامام بعد رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله امام حق عدل و لم یکن لعلى علیه السلام حق البتة، قلت: نعم و انا أرید نعما من الانعام الإبل و البقر و الغنم، فقال: لا اقنع بهذا حتى تحلف، قل، و اللّه الذی لا اله الا هو الطالب الغالب العدل المدرک العالم من السر ما یعلم من العلانیة فقلت: نعم و أرید نعما من الانعام، فقال: لا أقنع منک الا ان تقول ابو بکر بن أبى قحافة هو الامام، و اللّه الذی لا اله الا هو، و ساق الیمین فقلت: ابو بکر بن ابى قحافة امام اى هو امام من ائتم به و اتخذه اماما و اللّه الذی لا اله الا هو و مضیت فی صفات اللّه، فقنعوا بهذا منى و جزونی خیرا، و نجوت منهم فکیف حالى عند اللّه؟ قال: خیر حال قد أوجب اللّه لک مرافقتنا فی علیین لحسن تقیتک «انتهى». و تقرب منه عدة روایات نقلها شیخ مشایخنا ثقة الإسلام النوری «قده» فی تلک الصفحة من هذا الجزء من کتابه مستدرک الوسائل و کذا شیخنا العلامة الحاج الشیخ محمد باقر البیرجندى «قده» فی تعالیقه على کتاب الوسائل، و کذا شیخنا و استأذنا العلامة الشریف ابو محمد الحسن صدر الدین الکاظمی فی شرحه للوسائل و غیرهم فی غیرها.
132) القصص: الآیة 41.
133) الجن الآیة 15.
134) الانعام. الآیة 1.
135) إشارة الى قوله تعالى فی سورة الأنبیاء. الآیة 107.
136) مثل معروف یضرب فی ما فعل الرجل فعلا ثم ذمه، او کان متصفا و واجدا صفة ثم یذمها، و قد ذکر المثل فی فرائد الأدب ص 1070 و فی غیره من کتب الأمثال.
137) أما عدم اتجاه الوجه الاول فلان الحاصل من الوجه الاول: أنه لا اعتناء بکلامه و کلام أمثاله و هو مردود لان هذا التصنیف وقع فی زمان اولجایتو محمد خدا بنده، و کان باعثا لاستقامته فی هذا المذهب و کان جم غفیر من علماء الجمهور معاندا له: و المناظرون المعاصرون للمصنف العلامة خلق کثیر من علماء الجمهور کقطب الدین الشیرازی و الکاتب القزوینی و أحمد بن محمد الکیشی و هم لا یزال تمنوا أن تسلطوا علیه بابطال مقدمة من المقدمات حتى ینحرف السلطان عنه: فکیف یتصور الاعراض عنه؟ لعدم الاعتناء بکلامه. أما عدم اتجاه الوجه الثانی فلان حاصله یرجع الى أنه لما لم تکن فی ذلک الزمان آفة البدعة، فلم تکن داعیة دینیة تدعو الى ذلک الرد، و قد عرفت فی الخطبة أن ذلک الزمان زمان ظهور هذا المذهب و شیوعه حتى أن السلطان و الأمراء و العساکر و جما غفیرا من العلماء و الأکابر عدلوا الى التزام المذهب الحق و زینوا الخطبة و السکة بأصحاب الأئمة المعصومین (ع) الذین هم بالخلافة أولى و أحق فکیف لا تتحقق الداعیة الدینیة حتى یتصور الاعراض.
138) إشارة الى قسمی البلاغة و الفصاحة الفطریة کما فی العرب العرباء و الاکتسابى کما فی غیرهم.
139) درن الثوب بفتح الدال و الراء المهملتین: علاه الوسخ.
140) و لا یخفى لطف هذا التعبیر.
141) الآیة التی اخترعها الناصب خفضه اللّه تعالى مماثلا لما استدل به المصنف رفع اللّه درجته من آیة التطهر هی هذه. یرید اللّه لیطهرکم و یذهب عنکم رجس الشیطان، و مقصوده أن نفى الرجس لا یستلزم نفى الکذب، لان هذه الآیة وردت فی القرآن على زعمه الباطل لسایر المسلمین، و لا یراد به العصمة من الکذب فی حقهم بالإجماع، فهنا ایضا کذلک، فلا یلزم حجیة إجماعهم، و الآیة فی سورة الأنفال وقعت هکذا: وَ یُنَزِّلُ عَلَیْکُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِیُطَهِّرَکُمْ بِهِ وَ یُذْهِبَ عَنْکُمْ رِجْزَ الشَّیْطانِ الآیة، فانه قاتله اللّه بدل متعلق الجار و هو قوله تعالى: وَ یُنَزِّلُ عَلَیْکُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً بقوله یُرِیدُ اللَّهُ، ثم بدل الرجز بالرجس لیشیر له دعوى المماثلة بین الآیتین، و لهذا أیضا حذف لفظة به فی قوله تعالى: لِیُطَهِّرَکُمْ بِهِ، و أنت تعلم أنه دلیل واضح على إلحاده و کفره، نعم مماثلته مع الیهود تقتضی هذا التحریف، فانظر الى هذا الناصب المماثل للیهود کیف یتحرف الکلم عن مواضعه و یعمل على شاکلته؟ حشره اللّه تعالى مع أمثاله و زمرته من المحرفین الکلم عن مواضعه.
142) الدیدن: العادة و الطریقة.
143) کلمة السائر بمعنى الجمیع مأخوذة من سور البلد، و بمعنى الباقی مأخوذة من سؤر الحیوان، و المراد به هنا الاول.
144) اقتباس من قوله تعالى فی سورة: الانعام. الآیة 112.
145) اقتباس من قوله تعالى فی سورة: المجادلة. الآیة 2.
146) مضمونه متخذ من الأحادیث و کلمات العقلاء. قال الشاعر الفارسی.چونکه با کودک سر و کارت فتادپس زبان کودکى باید گشاد.و من الروایات الدالة على هذا المعنى مانقله الحافظ السیوطی فی الجامع الصغیر (الجزء الثانی ص 418 حدیث 7838) ما أنت محدث قوما حدیثا لا تبلغه عقولهم الا کان على بعضهم فتنة. رواه عن ابن عباس.
147) لا یخفى ما فی التعبیر بالرعى من اللطف و إلحاق الفضل الناصب بالمواشی و الدواب الراعیة الراتعة.
148) اقتباس من قوله تعالى فی سورة الدخان الآیة 49.
149) هو الحکیم الفیلسوف المتأله أفلاطون بن أرسطن الیونانی، الذی الیه انتهت ریاسة الفنون العقلیة، و تلمذ لدى سقراط الحکیم، و عنه أخذ أرسطو و تشعبت تلامیذ أفلاطون على فرقتین، المشائیین و الإشراقیین، قال الاشکورى فی محبوب القلوب: انه ولد فی زمان أردشیر بن دارا بعد ما مضت ستة عشر عاما من ملکه، فکان أبوه أشرف الیونانیین من ولد اسقلبیوس و أمه من نسل اسولون صاحب الشرائع الى آخر ما أفاد، و بالجملة کان أفلاطون من نوابغ عصره فی الحکمة و سائر العلوم العقلیة، و له تصانیف کثیرة ترجمت أکثرها زمن المأمون العباسی، و أکثر تلک التراجم من آثار أحمد بن متویه، فمن تصانیف أفلاطون کتاب طیماوس الروحانی فی علم النفس و العقل و الربوبیة و کتاب طیماوس الطبیعی فی ترتیب عالم الطبیعة، و کتاب فی المثل الافلاطونیة، و کتاب قاذن فی النفس، و کتاب فی الروح و غیرها، عاش 81 سنة و توفى فی السنة التی ولد فیها إسکندر الرومی، و یقال: ان قبره فی بلدة مقدونیة (ماکدونیة) محفوظ الى الآن سنة 1376 و اللّه أعلم، و مجسمته کثیرة فی بلاد یونان و أروبا، و توصیفه بالالهى لیمتاز عن سمیه أفلاطون الطبیعی.