جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

خطبة الفضل بن روزبهان

زمان مطالعه: 13 دقیقه

(أما بعد) فانّ اللّه تعالى بعث نبیّه محمّد صلى اللّه علیه و سلم (1) حین تراکم الأهواء الباطلة، و تصادم الآراء العاطلة، و النّاس هائمون فی معتکر حندس (2) لیل الضّلال یعبدون الأوثان و یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً (3) عندها بالغدوّ و الآصال، لا یعرفون ملّة و لا یهتدون إلى نحلة، و لا سیر لهم إلى مراتع الحقّ و لا رحلة، فأقام اللّه تعالى برسوله الملّة العوجاء (4)، و هداهم بإیضاح الحقّ إلى السّنن المتناء [خ ل الغرّاء]، فأوضح للملّة منارها و أعلم آثارها و أسّس قواعد الدّین، على رغم من الکفرة الماردین، هم الذین أبوا إلّا الإقامة على الکفر و البوار و إن هداهم إلى سبیل النجاح، فما أذعنوا للحقّ إلا بعد ضرب القواضب (5) و طعن الرّماح، فندب صلى اللّه علیه و سلم لنصرة الدّین، و إعانة الحقّ، عصبة من صحبه الصادقین، فانتدبوا و نصروا و نصحوا و أوذوا فی سبیل اللّه ثمّ هاجروا (6) و اغتربوا، هم کانوا

لرسول اللّه صلى اللّه علیه و سلم الکرش (7) و العیبة، حین کذّبه عتبة و شیبة (8)، فأثنى اللّه تعالى علیهم فی مجید کتابه (9) و رضى عنهم و تاب علیهم، و جعل مناط امور الدّین مرجوعة إلیهم (10)، ثم وثب فرقة بعد القرون المتطاولة، و الدّول المتداولة، یلعنونهم و یشتمونهم و یسبّونهم، و لکلّ قبیح ینسبونهم، فویل لهذه الفئة الباغیة التی یسخطون العصبة الرضیّة، یمرقون (11) (12) من الدّین کما یمرق السّهم من الرّمیة، شاهت الوجوه (13)، و نالت کلّ مکروه، ثمّ إنّ زماننا قد أبدى من الغرائب ما لو

رآه محتلم فی رؤیاه لطار من وکر (14) الجفن نومه، و لو شاهده یقظان فی یومه لاعتکر من ظلام الهموم بومه (15)، و ممّا شاع فیه أنّ فئة من أصحاب البدعة استولوا على البلاد، و أشاعوا الرّفض و الابتداع بین العباد، فاضطرنی حوادث الزّمان، إلى المهاجرة عن الأوطان، و إیثار الاغتراب و تودیع الأحبّة و الخلّان، و أزمعت الشّخوص (16) من وطنی أصفهان، حتّى حططت (17) الرّحل بقاسان (18) عازما على أن لا یأخذ جفنی الغرار (19)، و لا یضاجعنی الأرض بقرار، حتّى أستوکر مربعا (20) من مرابع الإسلام، لم یسمعنی فیه الزّمان صیت هؤلاء اللّئام و أستوطن مدینة أتّخذها دار هجرتی (21) و مستّقر رحلتی تکون فیها السنّة و الجماعة فاشیة،

و لم یکن فیها شی‏ء من البدعة و الإلحاد ناشیة، و أتمسّک بسنّة النبی صلى اللّه علیه و اله الرصین (22) و أعبد ربّی حتّى یأتینی الیقین (23) فانّ التمسّک بالسّنة عند فساد الامّة طریق رشید، و أمر سدید،

و قد قال رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله، من (24) تمسّک بسنّتی عند فساد أمتی فله أجر مائة شهید

، فلما استقرّ رکابی بمدینة قاسان اتّفق لی مطالعة کتاب من مؤلفات المولى الفاضل جمال الدین (25) بن المطهر الحلی غفر اللّه ذنوبه قد سمّاه بکتاب نهج الحق و کشف الصدق قد ألفه فی أیّام دولة السلطان غیاث الدین اولجایتو (26) محمد خدا بنده و ذکر أنّه صنّفه بإشارته و قد کان ذاک الزّمان أوان فشو البدعة و نبغ نابغة الفرقة الموسومة بالامامیّة من فرق الشیعة، فان عامة الناس یأخذون المذاهب من السلاطین و سلوکهم،

و الناس على دین ملوکهم‏

إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ و قلیل ما هم، و قد ذکر فی مفتتح ذلک الکتاب:

أنّه حاول بتألیفه إظهار الحق و بیان خطاء الفرقة الناجیة (27) من أهل السنّة و الجماعة لئلّا یقلّدهم المسلمون (28) و لئلّا یقتدوا بهم فان الاقتداء بهم ضلالة، و ذکر: أنه أراد بهذا إقامة مراسم الدین و حوز [حرز خ ل‏] أجور الآخرة و اقتناء ثواب الذین یبیّنون الحقّ و لا یکتمونه، و مع ذلک فان جلّ کتابه مشتمل على مطاعن‏

الخلفاء (29) الراشدین، و الأئمة المرضیین، و ذکر مثالب العلماء المجتهدین، فهو فی هذا کما ذکر بعض الظرفاء على ما یضعونه على ألسنة البهائم: أن الجمّال سأل جملا من أین تخرج قال الجمل: من الحمّام قال: صدقت ظاهر من رجلک النظیف، و خفّک اللّطیف (30) فنقول: نعم ظاهر على ابن المطهر انّه من دنس الباطل و درن التعصّب مطهر، و هو خائض فی مزابل المطاعن (31) و غریق فی حشوش الضغائن (32) فنعوذ باللّه من تلبیس إبلیس، و تدلیس ذلک الخسیس، کیف سوّل له و أملى له، و کثر فی إفشاء الباطل على رغم الحق إملائه؟ و من الغرائب أنّ ذلک الرّجل و أمثاله ینسبون مذهبهم إلى الأئمة الاثنی عشر رضوان اللّه علیهم أجمعین، و هم صدور إیوان الاصطفاء، و بدور سماء الاجتباء، و مفاتیح أبواب الکرم، و مجادیح (33) هو اطل النعم، و لیوث غیاض (34) البسالة، و غیوث ریاض الإیالة، و سبّاق مضامیر السماحة،

و خزّان نقود الرجاحة و الأعلام الشوامخ فی الإرشاد و الهدایة، و الجبال الرواسخ فی الفهم و الدرایة، و هم کما قلت فیهم شعر:

شمّ (35) المعاطس من اولاد فاطمة

علوا رواسى طود (36) العزّ و الشّرف‏

فاقوا العرانین (37) فی نشر الندى کرما

بسمح کف خلا من هجنة السرف‏

تلقاهم فی غداة الروح إذ رجفت

أکتاف اکفائهم من رهبة التلف‏

مثل اللیوث إلى الأهوال سارعة

حماسة النّفس لا میلا إلى الصّلف‏

بنو علیّ وصیّ المصطفى حقا

أخلاف صدق نموا من أشرف السّلف‏

(38) و هؤلاء (39) الأئمة العظام قد کانوا یثنون على الصّحابة الکرام الخلفاء الرّاشدین رضى اللّه عنهم بما هم أهله من ذکر المناقب و المزایا، و قد ذکر الشّیخ‏

علیّ بن عیسى الإربلى (40) رحمه اللّه تعالى فی کتاب کشف الغمّة فی معرفة الأئمّة و اتفق جمیع الإمامیة على أنّ علیّ بن عیسى من عظمائهم و الأوحدى النّحریر من جملة علمائهم، لا یشقّ غباره (41) و لا یبتدر آثاره، و هو المعتمد المأمون فی النّقل، و ما ذکره هو فی الکتاب المذکور نقل عن کتب الشیعة لا عن کتب علماء السّنة (42)

إنّ الإمام أبا جعفر محمّدا الباقر صلوات اللّه و سلامه علیه سئل عن حلیة السیف هل یجوز؟ فقال: نعم یجوز قد حلّى أبو بکر الصّدیق سیفه بالفضّة، قال الرّاوی: فقال السائل: أتقول هکذا، فوثب الإمام من مکانه و قال نعم الصّدیق فمن لم یقل له الصّدیق فلا صدّقه (43) اللّه فی الدّنیا و الآخرة؛ هذه عبارة کشف الغمّة و هو کتاب مشهور معتمد عند الإمامیّة

و ذکر أیضا فی الکتاب المذکور: أنّ الإمام أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق قال ولدنی أبو بکر الصّدیق مرّتین‏

و ذلک لأنّ امّ الإمام جعفر کانت امّ فروة (44) بنت القاسم بن محمّد بن أبی بکر الصّدّیق و کذا (45) کانت إحدى‏

جدّاته الأخرى من أولاد أبی بکر،

و ذکر الإمام الحاکم أبو عبد اللّه النیسابوری (46) المحدّث الکبیر و الحافظ المتقن الفاضل النحریر فی کتاب معرفة علوم الحدیث بإسناده عن الإمام أبی عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق علیه و على آبائه السّلام أنه قال: أبو بکر الصّدیق جدّی و هل یسبّ أحد آبائه لا قدّ منى اللّه إن لا اقدّمه‏

«انتهى» و قد اشتهر بین المحدّثین و العلماء أنّ الحاکم أبا عبد اللّه المذکور کان مائلا إلى التشیع فمن عجبی (47) کیف یجوز لهم ذکر المطاعن لذلک الإمام الحکیم الرّشید، و قد ذکر الأئمة الذین یدعون الاقتداء بهم فی مناقبهم: أمثال هذه المناقب و مع هذا یزعمون أنّهم لهم (48) مقتدون و بآثارهم مهتدون، نسأل اللّه العصمة عن التعصّب فإنّه ساء الطریق و بئس الرفیق.

ثمّ إنی لمّا نظرت فی ذلک الکتاب الموسوم بنهج الحق و کشف الصدق رأیت أنّ صاحبه عدل عن نهج الحقّ و بالغ فی الإنکار على أهل السّنة حتّى ذکر:

أنّهم کالسّوفسطائیّة ینکرون المحسوسات و الأوّلیات فلا یجوز الاقتداء بهم، و وضع فی هذا مسائل ذکرها من علم اصول الدین و من علم اصول الفقه و من‏

المسائل الفقهیة، و طعن على الأئمة (49) الأربعة بمخالفتهم نصّ الکتاب و بالغ فی هذا أقصى المبالغة، و لم یبلغنی أنّ أحدا من علماء السّنة ردّ علیه کلامه و مطاعنه فی کتاب وضعه لذلک، و ذلک الاعراض یحتمل أن یکون لوجهین، أحدهما: عدم الاعتناء بکلامه و کلام أمثاله لأن أکثره ظاهر علیه أثر المکابرة و التّعصّب، و قد ذکر ما ذکر فی کلام بالغ فی الرّکاکة على شاکلة کلام المتعرّبة (50) من عوام حلة و بغداد و شین الرطانة (51) و هجنة (52) العوراء تلوح من مخایله کرطانات جهلة أهل السواد کما ستراه واضحا غیر خفیّ على أهل الفطانات.

و الوجه الثانی: أن تتبّع ذلک الکلام و تکراره و إشاعته مما ینجرّ إلى اتّساع الخرق و تشهیر ما حقّه الإعراض عنه، و لم تکن داعیة دینیّة تدعو إلى ذلک الرّد لسلامة الزّمان (53) عن آفة البدعة، و من عادة أجلّة علماء الدّین رضى اللّه عنهم أنّهم لا یخوضون فی التّصانیف إلا لضرورة الدین (54) لا یصبغون بالمداد ثیاب‏

الأقلام، إلّا لقصارة الدّنس الواقع على جیوب حلل الإسلام، و لمّا اطلعت على مضامین ذلک الکتاب و تأمّلت فیما سنح فی الزّمان من ظهور بدعة الفرقة الإمامیّة و علوّهم فی البلاد حتّى قصدوا محو آثار کتب السّنّة و غسلها و تخریقها بل تمزیقها و تحریقها حدثتنی نفسی بأنّ فساد الزّمان ربّما ینجرّ إلى أنّ أئمّة الضّلال یبالغون بعد هذا فی تشهیر هذا الکتاب، و ربّما یجعلونه مستندا لمذهبهم الفاسد (55) و یحصّلون من قدح أهل السنّة بذلک الکتاب جلّ المقاصد، و یظهرون على النّاس ما ضمّن ذلک الرّجل ذلک الکتاب من ضعف آراء الأئمّة الأشاعرة من أهل السّنة و الجماعة، و یصحّحون على العوام و الجهلة أنّهم کالسّوفسطائیة فلا یصحّ الاقتداء بهم و ربّما یصیر هذا سببا لوهن قواعد السّنّة فهنا لک تحتّم علىّ و رأیت المفروض علىّ أن أنتقد کلام ذلک الرّجل فی ذلک الکتاب و أقابل فی کلّ مسألة من العلوم الثلاث المذکورة فیه ما یکون تحقیقا (56) لحقیقة تلک المسألة و ابیّن فیه حقیّة مذهب أهل السّنّة و الجماعة فی تلک المسألة أو أردّ علیه ما یکون باطلا، و عن‏

حلیة الحقّ الصریح عاطلا على وجه التحقیق و الإنصاف (57) لا عن جهة التعصّب و الاعتساف، و قد أردت أوّلا أن أذکر حاصل کلامه فی کل مسألة بعبارة موجزة خالیة عن التطویل المملّ الفارغ عن الجدوى و لیسهل على المطالع أخذه و فهمه، و لا یذهب إلى أباطیله ذهنه و وهمه، ثمّ بدا لی أن أذکر کلامه بعینه و بعباراته الرّکیکة لوجهین أحدهما: أنّ الفرقة المبتدعة لا یأتمنون علماء السّنة و ربما یتمسّک (58) بعض أصحاب التعصّب بأنّ المذکور لیس من کلام ابن المطهر لیدفع بهذا الإلزام عنه.

و الثانی: أنّ آثار التّعصّب و الغرض فی تطویلات عباراته ظاهرة، فأردت نقل کلامه بعینه لیظهر على أرباب الفطنة أنه کان من المتعصّبین لا من (59) قاصدی تحقیق مسائل الدّین، و هذان الوجهان حدانی إلى ذکر کلامه فی ذلک الکتاب بعینه، و اللّه تعالى أسأل أن یجعل سعیی مشکورا و عملی لوجهه خالصا مبرورا، و أن یزید بهذا تحقیقا فی دینی و رجحانا فی یقینی، و یثقل به یوم القیامة عند الحساب‏

موازینی، و أن یوفقنی للتّجنّب (60) عن التّعصّب و التّأدّب فی إظهار الحق أحسن التّأدب إنّه ولیّ التّوفیق و بیده أزمّة التحقیق، وها أنا أشرع فی المقصود متوکلا على اللّه الودود، و أرید أن أسمّیه بعد الإتمام إن شاء اللّه تعالى بکتاب إبطال نهج الباطل، و إهمال کشف العاطل (انتهت الخطبة).


1) تعسالقوم رووا عن النبی صلى اللّه علیه و اله، انه نهى عن الصلاة البتراء علیه‏و قیدوا أنفسهم بعدم إلحاق الال بعد اسم النبی، مع انهم فسروا البتراء بعدم ذکر الال بعده. و البتراء فعلاء من البتر، بمعنى قطع الآخر و الذیل.

2) المعتکر: محل الاعتکار و هو الظلام. الحندس: الظلمة، و المراد ان اللّه تعالى بعث نبیه صلى اللّه علیه و اله فی وقت الظلام لیل الضلال و شدة ظلمته. من الفضل على ما فی بعض النسخ المخطوطة.

3) اقتباس من قوله تعالى فی سورة الاسراء الآیة 107.

4) المراد باقامة الملة إرجاعها بعد الاعوجاج الى الاستقامة. و المراد بالملة ملة ابراهیم حیث غیرها العرب فأقامها رسول اللّه صلى اللّه علیه و سلم. من الفضل.

5) القواضب: جمع القاضب اى القاطع.

6) إشارة الى هجرة أصحابه صلى اللّه علیه و اله الى حبشة، و فی رأسهم جعفر بن ابى طالب الطیار الهاشمی، أخو مولانا امیر المؤمنین على علیه السلام.

7) الکرش ما یضعه البعیر فی جوفه لیمضغه مرة أخرى. و العیبة مخزن الثیاب. و المراد بهما محل الذخیرة و موطن السر، و الغرض أنهم کانوا مختصین برسول اللّه (ص) و کانوا محل ذخائره و نصیحته. من الفضل. و ستأتی عدة روایات بهذا المضمون و کلها وردت فی حق الأنصار دون المهاجرین، فالناصب من قلة تتبعه نسبها الى المهاجرین.

8) قد مر حال عتبة، و شیبة هو شبیة بن عثمان بن طلحة جد بنى شیبة.

9) من إضافة الصفة الى موصوفها.

10) إیماء الى‏الحدیث الموضوع المفترى على النبی صلى اللّه علیه و اله بشهادة بعض أعاظمهم: أصحابی النجوم بأیهم اقتدیتم اهتدیتم‏ ، فراجع الى کتاب الموضوعات للسبکى و غیره.

11) مرق من الدین: خرج منه بضلالة او بدعة.

12) إشارة الى عدة أحادیث قد عبر النبی فیها عن هذه الطائفة بالمروق و هی کثیرة متضافرة بأسانید عدیدة منها مارواه ابو عبد اللّه الحاکم فی المستدرک الجزء الثانی ص 146 بسنده المنتهى الى مسلم بن ابى بکرة عن أبیه رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه (ص) ان أقواما من أمتی رشدة ذلقة ألسنتهم بالقران لا یجاوز تراقیهم یمرقون من الدین کما یمرق السهم من الرمیة الى آخر الحدیث. و نقل الذهبی فی ذیله فی تلخیص المستدرک فی تلک الصفحة بسنده المنتهى الى ابى بکرة عن أبیه مرفوعا.و روى الذهبی فی تلخیص المستدرک عین هذا الخبر و أیده.

13) شاهت الوجوه: قبحت و العبارة مأخوذة من‏قوله (ص) فی الغزوة شاهت الوجوه‏للحی القیوم.

14) الوکر: عش الطائر.

15) بوم: الطائر المعروف بالنحوسة.

16) الشخوص: الذهاب و الارتفاع.

17) حططت الرحل: وضعته.

18) قاسان معرب کاسان مدینة بما وراء النهر منه احمد بن سلیمان القاسانی من علماء الأصول و عدة من رجال الحدیث، و ایضا قاسان قریة بنواحی أصفهان منها على بن محمد القاسانی الاصفهانى المرمى بالضعف فی کتب الرجال. و قاسان ایضا معرب کاشان بلدة معروفة بین قم و أصفهان و قد خرج منه ثلة من أرباب الفقه و الحدیث و النجوم و الأدب منهم المولى فتح اللّه الکاشانی المفسر و المولى محمد محسن صاحب الوافی و السید العلامة ابو الرضا فضل اللّه الراوندی و غیرهم و قد یعبر عن کاسان بقاشان کما فی رجال شیخ الطائفة فی ترجمة على بن شبرة القاشانی من اصحاب الهادی (ع) و المراد بقاسان المذکورة فی المتن هو المحل الاول فلا تغفل.

19) الغرار: الخدعة.

20) المربع: محل الاقامة.

21) انظر الى قلة أدب هذا الرجل فی استعماله کلمتی الهجرة و المدینة فی سفره و مقصده بقوله: أستوطن مدینة أتخذها دار هجرتی.

22) الرصین: المحکم الثابت، و توصیف السنة به بدون التاء غیر رصین.

23) قف أیها الناطر على تأنف هذا الرجل کیف یعبر عن نفسه بکلمات وردت فی القرآن الشریف خطابا للنبی الأکرم: وَ اعْبُدْ رَبَّکَ حَتَّى یَأْتِیَکَ الْیَقِینُ؟!.

24) الخبر مرمى بالوضع فراجع الکتب المعدة لهذا الشان ککتاب الموضوعات للسبکى‏.

25) قد مرت ترجمته الشریفة فی المقدمة على نحو الاختصار.

26) قد مرت ترجمته مختصرة.

27) و هل هذا الا مصادرة و تحکم؟!.

28) قف على دناءة هذا الرجل الناصب فی تعبیره و تعریضه لشیعة آل الرسول صلى اللّه علیه و اله‏.

29) غیر خفى لدى المنصف ان مولانا العلامة لم یذکر من المطاعن ما لم یورده علماء الجمهور فی الکتب کما سنحققه و نشیر الى المدارک و المستندات لتلک المطاعن فی محلها إن شاء اللّه تعالى.

30) آن یکى پرسید اشتر را که هی!از کجا میآئى اى فرخنده پى؟گفت از حمام گرم کوى توگفت این پیدا است از زانوى تو.

31) و لعمری من خرج عن زیه و فتح فی المقالات العلمیة باب السب و الشتم و تفوه بکلمات تستمجها الغریزة الانسانیة و سلک مسالک المکارین و الجمالین و الحمالین و الحجامین، جدیر بأن یسلط اللّه علیه صقرا من صقور الشیعة و سیفا شاهرا و قاضبا هندیا من آل الرسول صلى اللّه علیه و اله کالشریف السعید الشهید القاضی السید نور اللّه المرعشی «قده» بأن یعقبه و یرد علیه ترهاته و خزعبلاته.

32) الحشوش: جمع الحش و هو المزبل و الضغائن جمع الضغینة و هی بالفارسیة کینه، من الفضل.

33) المجادیح: جمع المجداح و هو السحاب الماطر منه.

34) الغیاض: جمع الفیضة، و البسالة الشجاعة منه.

35) الشم بضم الشین مأخوذ من الشمم بفتح الشین الارتفاع فی قصبة الأنف و حسنها و استواء أعلاها، و ان کان فیها احدیداب فهو القنا، ثم الشمم فی الأنف علامة علو الهمة و سعة الصدر و قوة القلب کما ذکره علماء علم القیافة و الفراسة، و المعاطس جمع معطس کمجلس و مقعد الأنف و من المجاز العاطس الصبح، ثم شم المعاطس کنایة عن جلالة قدر الأئمة المیامین و الهداة المرضیین.

36) الطود الجبل العظیم المتطاول فی السماء.

37) عرانین الناس وجوههم و سادتهم و اشرافهم قال العجاج یصف حبیشا تهدى قداماه عرانین مضر فلله در هذه الأبیات الواقعة فی محلها قد انطق اللّه لسان الناصب و اجرى قلمه فی بیان فضائل آل الرسول (ص).

38) الحمد للّه الذی أظهر الحجة و بین المحجة، فان أخذ الفرقة الاثنی عشریة عن هؤلاء الأئمة الأخیار معلوم و ظاهر لکل خبیر ظهور الشمس فی رایعة النهار. و اعتراف الناصب على حقیتهم دلیل واضح، و أخذ الشیعة عنهم بین و لائح. انتهى. و یظن کون هذه التعلیقة من العلامة الشیخ مفید الدین الشیرازی الأدیب الأریب المتخلص بداور.

39) و هؤلاء (و هذه) فی بعض النسخ المخطوطة.

40) هو الشیخ الجلیل العلامة بهاء الدین ابو الحسن على الوزیر بن عیسى بن فخر الدین الإربلی المتوفى سنة 692 صاحب کتاب کشف الغمة فی معرفة الأئمة، و الإربلی نسبة الى بلدة اربل بکسر الهمزة و سکون الراء المهملة و کسر الباء الموحدة ثم اللام قال یاقوت فی المراصد: هی مدینة تقرب من الموصل.

41) إشارة الى مثل مشهور.

42) نعم و ان کان الإربلی من أجلة أصحابنا و لکنه نقل الکلام المذکور فی المتن عن کتاب صفة الصفوة لابن الجوزی، و الرجل معروف بالتسنن و التحامل فی حق الشیعة، و ببالی ان عدة من علماء القوم ضعفوه بالوضع و التدلیس فی متون الأحادیث و أسانیدها.

43) فی نسخة مخطوطة مصححة (فلا صدق اللّه له قولا فی الدنیا و لا فی الآخرة).

44) ام فروة هی بنت القاسم الفقیه المدنی ابن محمد بن ابى بکر، و أمها اسماء بنت عبد الرحمن بن ابى بکر، و کانت ام فروة من رواة الحدیث جلیلة الشأن.

45) هی بنت عبد الرحمن بن ابى بکر کما مر.

46) هو محمد بن عبد اللّه بن محمد بن حمدویه النیسابوری، المعروف بالحاکم و ابن البیع من أجلاء الشافعیة فقها و أدبا و حدیثا، له تصانیف شهیرة. منها المستدرک على الصحیحین و تاریخ نیسابور و غیرهما، توفى سنة 403 او 405 و کتاب المستدرک من احسن کتب القوم. و أبعدها عن الکذب، و هو مشتمل على أحادیث فی فضل آل الرسول (ص) کحدیث الغدیر و غیره، و من ثم نسب المؤلف الى التشیع و لیس کذلک فان الرجل من العامة کما یفصح عنه بعض کلماته فی المستدرک و معرفة علوم الحدیث و ان صح، فکفى به فخرا عند من یرى نفسه مسلما تابعا للنبی الأکرم صلى اللّه علیه و اله.

47) لو عبر بلفظة فمن العجب او فمما یعجبنی و أمثالهما بدل ما فی المتن لکان أولى.

48) اقتباس من قوله تعالى فی سورة الزخرف الآیة 23 و تبا لهذا الرجل السیئ الأدب و عادمه حیث عبر هکذا فی بیان تبعیة الشیعة لأهل البیت المقتبس علمهم من علم النبی صلى اللّه علیه و اله.

49) و من نظر و سبر فی کلام المخالفین رأى ما أودع فیها من المطاعن فی حق أسلافهم فترى الشافعیة تطعن فی أبى حنیفة و بالعکس، و کذا أتباع مالک و أحمد و اللیث و الأوزاعی و الظاهریة أتباع داود بن على الاصفهانى و غیرهم، کلما دخلت أمة لعنت أختها. و انظر ما ذکره الخطیب البغدادی فی ترجمة أبى حنیفة ترى ما یقضى منه العجب من کثرة المطاعن بحیث دعى بعض الحنفیة الى تألیف کتاب فی دفع تلک المطاعن و سماه بالسهم المصیب فی کبد الخطیب فراجع، و هکذا ابن حزم فی أصوله و ابن رشد و ابن القیم و غیرهم.

50) انظر الى هذا الرجل کیف أساء الأدب بالنسبة الى مولانا العلامة «قد» مع أنه ممن اتفق علماء الفریقین فی عصره على جلالة شأنه و کونه من أئمة کلام العرب و من فرسان مضامیر البلاغة و الفصاحة، و یکفى فی ذلک ما کتبه البیضاوی صاحب التفسیر فی کتابه الیه فی مسألة من تیقن بالطهارة و الحدث و شک فی المتقدم منهما و المتأخر و کذا ما ذکره ابن حجر فی الدرر و غیرهما من أعلامهم حیث أطنبوا و أطروا فی الثناء علیه بما لا مزید علیه، و من رام الوقوف علیها فلیراجع کتب التراجم سیما المذکورة فیها رجال القرن الثامن.

51) امالة کلام العرب الى طریقة العجم. من الفضل.

52) هجنة: بضم الهاء، ما یعیب الکلام.

53) لا یقال: ذکرت أن ذلک الکتاب صنف بحکم السلطان اولجایتو و هو کان شیعیا فکیف تقول: ان ترک الجواب بسلامة الزمان عن البدعة؟! لأنا نقول: لم یمتد زمان ثبات السلطان على التشیع و رجع بعد زمان یسیر من تشیعه، فسلم الزمان من البدعة، و لم یتوجه الى رده احد من العلماء. من الفضل بن روزبهان فی الهامش.أقول: فیا للعجب من هذا الناصب کیف یأتى بأکاذیب و مفتریات!؟ و کیف یتعامى عن ما فی کتب التواریخ من أن السلطان مات شیعیا، و مضى الى رحمة اللّه. و وصیته بجعل تربة الحسین و اسماء الأئمة علیهم السلام فی قبره مشهورة مأثورة.

54) فکأن الرجل غافل أو یتغافل عن عدة کتب من آثار مشاهیر علمائهم کالسیوطى و القشیری و الشعرانی، فإنهم قد ألفوا کتبا تضحک منها الثکلى و یبکى العریس لعدم جدواها ککتاب تنویر العلک فی تعیین تکالیف الجن و الملک و آکام المرجان فی أحکام الجان و ازاحة الشبهات عن أحکام الجنیات و الرسائل المؤلفة فی تعیین أن فرس النبی صلى اللّه علیه و آله کان إناثا او ذکورا و الرسائل المؤلفة فی شکل نعل النبی صلى اللّه علیه و آله و الرسائل المؤلفة فی أن الابدال و رجال الغیب ما أکلهم و شربهم و الرسائل المؤلفة فی تعیین من زوج أمنا حواء من أبینا آدم؟ و من کان رابطة و واسطة فی اصلاح هذا الأمر و نحوها من الترهات و الخزعبلات التی یقف الناظر البصیر النقاد فی کلماتهم و کتبهم و قد رأیت فی آثارهم ألوفا من أشباه ما ذکرنا عصمنا اللّه من اللغو و اللهو فی القول و العمل و البنان و البیان ثم للسائل أن یسئل عن هذا الرجل متى کان قصد الشیعة کذلک؟ و من الذی ذکر هذا من علماء الفریقین الذین یعتمد علیهم؟ و هل هو الا الافتراء و الکذب، بل الأمر بالعکس حیث ذکر أرباب التراجم أنه أحرقت کتب الشیعة زمن العباسیة فی محلة الکرخ و خزانة کتب شیخ الطائفة رئیس الشیعة «قده» و کتب المحقق الطوسی «قده» و کتب ابن فتال الشهید النیسابوری مؤلف روضة الواعظین. و کتب بنى زهرة فی حلب و کتب بعض علماء الشیعة فی دولة أبى سعید المغولى و هکذا کان دیدنهم حتى تبع خلفهم لسلفهم فأحرقت الافاغنة خزائن الکتب کمکتبة مولانا المجلسی فی أصفهان و خانوا العلم و الفضل کافیهم اللّه بصنیعهم.

55) قف على تعبیر هذا الرجل و إساءة أدبه، مع أنه یبرئ نفسه من مساوی الأخلاق و مذام الصفات.

56) و لعمری الرجل الناصب قد أورد بدل التحقیقات العلمیة و الأفکار الدقیقة فی أکثر الموارد السب و الشتم و اللوم، و قل نظیره بین مؤلفیهم فی بذاءة اللسان، مع مارووا بأسانیدهم الصحیحة لدیهم من أنه صلى اللّه علیه و آله قال: ان اللّه یبغض بذی اللسان.

57) أیها الرجل الناصب، فی قلبه عداوة أهل بیت النبوة و شیعتهم و موالیهم، العاملین بقوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً. الآیة، التابعین لهم فی الأصول و الفروع، کیف تنسب الإنصاف الى نفسک مع أنک تعاند الحق الصریح، و تنکر الأدلة الواضحة، و تغمض العین، و تغض الطرف عن الحقیقة الراهنة؟!.

58) ترى هذا الرجل الغریق فی ماء اللجاج و الحریق بنار العناد، یتشبث بکل حشیش، و یسرع الى کل سراب بقیعة یحسبه ماء حتى الافتراء و الکذب و البهت و السب و الشتم، أخذه اللّه بنکاله و عامله بما یستحقه بنیته و باله.

59) أیها القارئ الکریم باللّه علیک، انظر کلمات ابن روزبهان نظر منصف عدل، حتى یتحقق لدیک أنه من أشد المتعصبین، و أن غرضه اللجاج و التعمیة و اثارة الشحناء و البغضاء فی مضمار العلم و مجال التفکر و التعمق.

60) و العجب کل العجب من هذا الرجل، انه یرى نفسه متجنبة عن التعصب، مع أنه فتح فی مضمار العلم و البحث عن الحق الحقیق بالقبول، باب السب و الشتم و إساءة القول، و التفوه بکلمات هی أقذر من کل قذارة عند أهل المعرفة و ذوى الحجى، و نعم ما قال بعض السادة الشرفاء لو امر بغسل الفم بعد التلفظ بالرکیک لما کان بعیدا لدى العقلاء و أرباب الإدراک و الحجى.