بسم اللّه الرّحمن الرّحیم الحمد للّه الذی جعل مقام شیعة الحقّ (1) علیّا (2)، و صیّرهم مع نبیّه إبراهیم فی ذلک الاسم سمیّا، و رقاهم إلى طور الطاعة بخفض جناح الإطاعة، و رفض سنن أهل السّنة و المجاعة (3) المتّسمین (4) بأهل السنّة و الجماعة،
فأشرق نورهم سنیّا، و وفقهم لکشف الحقّ و التزام نهج الصّدق (5) ، فلم یزل کانوا للحقّ شیعة (6) ، و للصّدق ولیّا، نحمده حمدا کثیرا طیّبا زکیّا (7) ، و نشکره شکرا لا یزال غصنه بالزّیادة جنیّا (8) ، و نشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شریک له شهادة نکرّرها بکرة و عشیّا (9) و نسلک بها صراطا سویّا (10) و نشهد أنّ سیّدنا محمّدا عبده و رسوله الذی ارتضاه صفیّا (11) و قرّبه نجیّا (12) و اختار له ابن عمّه و کاشف غمّه (13) وصیّا و ولیّا، فأمّره یوم الغدیر بالنّصّ فی شانه نصّا جلیّا،
قائلا: من کنت مولاه فمولاه هذا علیّا
(14) صلى اللّه علیه و اله صلاة ینال بها
المؤمنون یوم العطش ریّا (15) ، و یحوزون (16) بها فی جنّة المأوى حلیّا (17) و عیشا رضیّا (18) ، أما بعد فإن اللّه تعالى بعث رسوله محمّدا على فترة (19) من الرّسل و حین شتات (20) من السّبل، و النّاس کانوا حیارى فی فلوات حبّ الشّهوات، سکارى من نشوات (21) الجهل و الهفوات، یعبدون الأوثان و الأصنام (22) و یعکفون على
الخمر و المیسر و الأنصاب (23) و الأزلام (24) یخرّون فی سجود اللّات و العزّى، و یصرّون فی کفران من نعمه لا تجزى، یرفلون (25) فی ثیاب الإعجاب (26) و یستکبرون عن استماع الخطاب و اتّباع طریق الصّدق و الصّواب (27) فکشف اللّه تعالى برسوله طریق الحقّ و أوضح لهم نهج الصّدق (28) فأسلم القلیل شوقا إلى نور الأنوار، أو خوفا من دخول النار، و استسلم (29) الکثیر رغبة فی جاه الرّسول المختار لما سمعوا فی ذلک عن راهبیهم من الأخبار (30) أو رهبة عن اعتضاده بصاحب ذی الفقار، و الذین معه أشدّاء على الکفّار (31) فداموا مجبولین على توشّح (32) النّفاق
و ترّشح الشقّاق، یتبّسم (33) فی کلّ وقت ثغورهم، و اللّه یعلم ما تکنّ صدورهم (34) و إذ قد تمّ الدلیل (35) و اتّضح السّبیل، و أداروا علیهم کؤوس (خ ل کأس) السلسبیل (36) فما شرب منهم إلّا قلیل، عزم صاحب المجلس على الرّحیل (37) و أزمع على التّحویل، (38) فأحال الجلّاس فیما بقی من ذلک الکأس على السّاقی الذی لا یقاس بالنّاس، و أوفاه فی غدیر خمّ من کأس
من کنت مولاه فعلیّ مولاه
فبخبخ (39)
علیه عمر، و هنّاه، و بایعه جلّ من حضر و حیّاه، فلمّا رحل صاحب الکأس و انتفى أثر تلک الأنفاس، خرج الأغیار من الکمین، و ضیّعوا وصیّة الرّسول الأمین، فنسوا الکأس الذی علیهم ادیر، و نقضوا و نکثوا عهد الغدیر، و بیعة الأمیر، إذ سقاهم حبّ الجاه و عقد اللواء کأس الهوى فأعرضوا عن السّاقی الباقی ملیّا، و ترکوه نسیا منسیّا، فصار جدید عهدهم (40) رثّا، و شمل بیعتهم هباء منبثّا و انجرّ دائهم الدفین، و انتهى بهم إلى أن عادوا إلى الخلاف الأوّل، و ارتّدوا على أعقابهم کما یدلّ علیه حدیث الحوض الذی رواه (41) مسلم و البخاری و الحمیدی و
أضرابهم، فهدموا أرکان الشّرع و أکنافه، و کسروا أضلاع الدین و قطعوا أکتافه (42) و هضموا حقّ أهل البیت، و لم یلحقهم فیه مخافة، و منعوا إرث فاطمة من غیر أن تأخذهم فیها رأفة و لا رحمة، انتصبوا من غایة الجهل و الجلافة للخلاف على الخلافة، و غصبها بکلّ حیلة و جزافة، فنصبوا الخالی عن العلم و الشرافة، المملوّ من الجهل و الکثافة (43) ، فلم یزل کانوا بآیات اللّه یمترون، فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ، وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا فَبِئْسَ ما یَشْتَرُونَ (44)، و کأنّه إلى ما ذکرناه من القضیّة أشار عباس بن عتبة بن أبی لهب (45) الهاشمیّ عند وقوع الرّزیة بقوله شعرا:
من مبلغ عنّا النبیّ محمّدا
إنّ الورى عادوا إلى العدوان
إنّ الذین أمرتهم أن یعدلوا
لم یعدلوا إلّا عن الایمان
غصبوا أمیر المؤمنین مکانه،
و استأثروا بالملک و السّلطان
بطشوا بفاطمة البتول و أحرزوا (خ ل أحوزوا) میراثها طعنا على القرآن (46) و تلک النّکث و النقض و الإبرام و الغصب و النصب و الاهتضام، غیر مستبعد عن أقوام، صرفوا أکثر أعمارهم فی عبادة الأصنام، و لیس أوّل قارورة کسرت فی الإسلام، (47) فقد صدر من أصحاب موسى علیه السّلام عند توجّهه إلى الطّور، أعظم من هذا الفتور و الفطور، إذ قد ارتدّ جمهور أصحابه من بنی إسرائیل، فضلّوا و أضلّوا السّبیل حتىّ وافقوا السّامریّ فی عبادة العجل، و عمدوا قتل هارون الوصیّ و دفعوه بالید و الرّجل،
و قد روی (48) عن نبیّنا صلى اللّه علیه و اله أنّه قال: یقع فی امّتی ما وقع فی امّة خلت من قبل حذو القذّة بالقذّة، و النّعل بالنّعل.
ثم لما قصروا على أنفسهم المسافة، مدّة امتداد مسّ الآفة، (49) و غصب الخلافة بإناطة صحّتها فیها على مجرّد اختیار الامّة، و نفوا اشتراط النصّ و العصمة فی الأئمة، لیتّسع لکلّ جلف جافّ بیّن الکثافة، (50) تصدّى الخلافة بلا توجّه ملامة، و توقّع مخافة، عن الکافّة، و جعلوا ذلک من الأصول المطاعة، و أهمّ مقالات المتّسمین بأهل السنّة و الجماعة، لا جرم کلّ من جاء بعدهم متقمّصا للسّلطنة (51) و الإیالة مع خلّوه عن العصمة و العدالة، بادر إلى تعظیم علماء المتّسمین بأهل السنّة و استمالتهم، و مال إلى تکریم شأنهم و ترویج مقالتهم، و أبغض علماء الشیعة الحاکمین بجلافتهم القائلین: بعدم صّحة خلافتهم، فقد کان لهذه الفرقة النّاجیة (52) ، خصماء عظماء جهلاء سفهاء، و أعداء أشدّاء و أغویاء و
أقویاء، أولو السّیف و السّنان، و البغض و الشنآن، و الزّور و البهتان، و البغی و العدوان، و الکفر و الطغیان، لما فی قلوبهم من نتائج الأحقاد الجاهلیّة، و الأضغان (53) البدریّة، التی یتوارثونها بالعهود عداوة لمولانا أمیر المؤمنین و وصىّ رسول رب العالمین، إمام البررة و قاتل الکفرة و الفجرة، و لأولاده السّادة المعصومین و الأئمة القادة المظلومین، و لهذا کانوا فی أکثر الأعصار مختفین فی زاویة التقیة، متوقّعین عن ملوک عصرهم نزول البلیّة، إلى أن وفّق اللّه تعالى السلطان الفاضل الفاضل؟ (54) السعید غیاث الدین اولجایتو محمد خدا بنده أنار اللّه برهانه لخلع قلادة التقلید، و کشف الحق و نهج الصّدق (55) بالتأمّل الصّادق و النظر السّدید فنقل (56) أوّلا عن مذهب الحنفی الذی نشأ فیه من الصغر إلى مذهب الشافعی
الذی کان أقلّ شناعة من المذاهب الأخر، (57) ثم لما ظهر له من مناظرة ولد صدر جهان البخاری الحنفی (58) مع المولى نظام الدّین عبد الملک المراغی الشافعی (59) بطلان کلا المذهبین، و اطّلع على مجمل من حقیقة مذهب الشیعة فی البین،
حکم بإحضار علماء الإمامیّة من الأمصار، و اختار من بینهم لمناظرة الأغیار، الشّیخ الأجلّ المصنّف العلّامة تاج أرباب العمامة، حجّة الخاصّة على العامّة:
لسان المتکلمین، سلطان الحکماء المتأخّرین، جامع المعقول و المنقول، المجتهد فی الفروع و الأصول، الذی نطق الحقّ على لسانه، و لاح الصّدق من بنانه (60)، آیة اللّه فی العالمین جمال الحق و الحقیقة الحسن بن الشیخ المؤید فی استنباط الحکم الملی بالسداد الفطری الجبلی سدید الدین یوسف بن المطهر الحلی (61)
أحلّه اللّه فی جوار النبیّ و اله صلى اللّه علیه و اله و ألبسه من حلل رحمته و حلیّ إفضاله، فناظرهم العلّامة و أثبت علیهم بالبراهین العقلیّة، و الحجج النقلیّة، بطلان مذاهبهم العامیّة و حقیقة مذهب الإمامیّة، على وجه تمنّوا ان یکونوا جمادا أو شجرا، و بهتوا (62) کأنّهم التقموا حجرا (63)، ثم أکد ذلک بتصنیف الکتاب المستطاب، المزیل للارتیاب، الموسوم بکشف الحق و نهج الصدق و الصواب فعدل السّلطان و الأمراء و العساکر، و جمّ غفیر من العلماء و الأکابر، إلى التزام المذهب الحقّ، و زیّنوا
(و هذه صورتها)
الخطبة و السّکة (64) بسوامی (65) أسامی الأئمة المعصومین الذین هم بالخلافة أولى و أحقّ، و کان المعاصرون المناظرون للمصنّف العلّامة، خلقا کثیرا من علماء العامة کالمولى قطب الدین الشیرازی (66) و عمر الکاتبی القزوینی (67) و أحمد ابن محمد الکیشی (68)
و رکن الدین المتسید الموصلی (69) و المولى نظام الدین (70) المذکور و غیرهم من المولى و الصدور و لم یتعرّض هؤلاء الأفاضل الأنجاب لذلک الکتاب المستطاب، مع اشتماله على قدح أسلافهم و أجلّتهم، و نقض ما اعتمدوا علیه من أدلتهم حذرا عن ظهور زیادة لجاجهم و اعوجاجهم، و حیاء عن إطّلاع النّاقدین على قصور عیار احتجاجهم.
ثّم لما وصل ذلک الکتاب الذی لا ریب فیه (71) إلى نظر الفضول السّفیه، المعدود فی خفافیش ظلمة العمى و خوافیه، فضل بن روزبهان (72) الذی یخرج فضلته من فیه
(73) خلع العذار (74) و لم یتأسّ (خ ل یتأسّن) بحیاء إمامه قتیل الدّار (75)، فطوى الکشح عن الحیاء، و نهى النّفس عن الوقاء (76)، و استهدف نفسه لسهام الملام، بجسارته و جرأته على المصنّف العلّامة الإمام، و تزییف کلامه بالشّتم و رکیک الکلام، کأنه قد نزل علیه نزول الضّیف على أقوام لئام، فعاملوه بغیر ما یلیق به من الإجلال و الإکرام، و کأنه أشار المولوی الأولوی (77) إلى مثل هذا الخفّاش (78) المحروم عن رؤیة الأنوار، المرجوم الظالم المظلوم (79) المحبوس فی ظلام الجهل و الاستکبار فی مقابلته لنیّر براهین العلّامة الذی کان فی عالم العلوم کالشّمس فی نصف النّهار بقوله فی المثنوی المعنوی (80):
از همه محروم تر خفّاش (81) بود
کو عدوى آفتاب فاش بود
نى تواند در مصافش زخم خورد
نى بنفرین تاندش مهجور کرد
دشمن ار گیرى بحد خویش گیر
تا بود ممکن که گردانى اسیر
قطره با قلزم چه استیزه کند
ابلهست او ریش (82) خود بر میکند
با عدوى آفتاب این بد عتاب
اى عدوى آفتاب (83) آفتاب
و کأنّی أسمع من لسان حال ذلک العلم العلّامة إلى هذا الجاهل الجالب على نفسه الملامة السّالب للعافیة و السّلامة، شعر:
اى مگس عرصه سیمرغ نه جولانگه تو است
عرض خود میبرى و زحمت ما میدارى
هیهات هیهات أین هو من المبارزة مع فرسان الکلام، و المعارضة مع البدر التّمام، أین الثّریا من الثّرى، و النّعامة من الکرى أطرق (84) کرى أطرق کرى، إنّ النّعامة
فی القرى، فهو فیما قرن به کلام المصنّف من النّقض و القدح، و ذیّل من الشّرح المقصور على الکلم (85) و الجرح، قد قرن الظلمة بالنّور، و عقّب نغم الزّبور (86) بدویّ (87) الزّنبور، أو قابل (88) شوهاء بحسناء، و نظر إلى حوراء بعین عوراء، بل نظم خرزة فی سلک اللئال، و دفع عن جمال المصنّف (89) عین الکمال، و لعلّه جعل هذا النّقض و الإبرام، و الجرح و الإیلام، انتقاما لما جرى على أصحابه فی أصفهان من القتل العام (90) عند طلوع صبح السّلطنة العلیّة، و ظهور نیّر الدّولة المؤیّدة (91) الصّفویّة الموسویّة، أنار اللّه براهینهم الجلیّة فاستولى علیه الحقد النّاشی عن مصیبة الأهل (92) و الأصحاب، و عاق عین بصیرته عن رؤیة الحقّ و الصّواب، حتّى نظر
فی شمایل کلام المصنّف بعین غیر صحیحة، و ارتاب فی مقدّمات حقّة صریحة، کما قیل:
إذا لم تکن للمرء عین صحیحة
فلا غرو أن یرتاب و الصبح مسفر
وها أنا بتوفیق اللّه تعالى انبّه على بطلان ما أورده على المصنّف العلّامة، من القدح و الملامة، و ابیّن أنّه من الجهل فی بحر عمیق، و بدوام الحریق حقیق، و أنّ شبهاته أضعف من إحتجاجه على حقیّة الجبت و الطاغوت، و أدلته أوهن من بیت العنکبوت (93) و تأویلات ملاحدة (94) ألموت، و أوضح أنّه فیما أتى به تعصّبا و غلوّا و استکبارا أو علوّا، جدیر بأن یتّخذ عدوّا، و یلعن آصالا و غدوّا، و لعمری أنّ قصور باعه و کساد متاعه غیر خاف على من له أدنى مناسبة بحقائق هذا المذهب الشّریف، فلم یکن لنا حاجة إلى تلقّى شرحه الکثیف بالرّد و التزییف لکن لمّا صار ذلک الشّرح المنحرف عن النّهج المثیر للرّهج (95) غبارا على مرایا صفحات الکتاب، و مزایا خطابه المستطاب، و أورث التباس الحق على ذهن القاصر المرتاب، رأیت إزالة ذلک علىّ من الفرض، و حرّمت على جنبی القرار على الأرض، حتّى أزلت بتوفیقه سبحانه ذلک الغبار و أوضحت نهج الحق کضوء النّهار، فأفضحت الشّارح الجارح الذی آل إلى شفا جرف هار (96) و بال فی بئر زمزم للاشتهار (97)
و أفصحت عمّا وقع له من الخبط و العوار، و عار نصبه (98) و نصبه فی تقلید کلّ عجل جسد له خوار (99) و سمّیت ما جهّزته لنصرة جند الحقّ من الجیوش الهواطل (100) و أحرزته لجهاد حزب الباطل، من کلّ نصل قاتل، و درع ماطل (101) باحقاق الحق و إزهاق الباطل، منادیا على أولیاء الشّارح الذین مرقوا عن الدّین مروقا، و ملئوا من تعصّب الباطل عصبا و عروقا، فاتّخذوا خفض النّصب (102) لأنفسهم علوا و شهوقا، و قد جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ کانَ زَهُوقاً (103) حامدا للّه تعالى ثانیا، و للصّلاة على النبیّ صلى اللّه علیه و اله عنان العزیمة ثانیا،
قائلا: الحمد للّه الذی نصر عبده، و أعزّ جنده، و هزم الأحزاب وحده(104) و الصّلاة على من لا نبیّ بعده، و اله المعصومین الذین أنجز اللّه فیهم وعده، و صبّ على أعدائهم برقه و رعده ثمّ لمّا ضمّن الشّارح الجارح النّاصب خفضه اللّه تعالى خطبة شرحه الإشارة إلى حقیّة مذهب أصحابه، المتّسمین بأهل السنّة و الجماعة، و بطلان مذهب غیرهم، رأینا تقدیم نقلها، و استیصال(105) بقلها، فنقول: إنه افتتح على شاکلة
الحامدین الشّاکرین مع ظهور کفرانه و کونه من الماکرین فقال: الحمد للّه المتعزّز بالکبریاء و الرّفعة و المناعة، المتفرّد بإبداع الکون فی أکمل نظام و أجمل بداعة، المتکلّم بکلام أبکم کلّ منطیق من قروم (106) أهل البراعة، فانخزلوا (107) آخرا فی حجر العجز و إن بذلوا الوسع و الاستطاعة، أحمده على ما تفضّل بمنح (108) کرائم الأجور على أهل الطاعة، و فضّل على فرق الإسلام، الفرقة النّاجیة من أهل السنّة و الجماعة، حتّى کشف نقاب الارتیاب عن وجوه مناقبهم صاحب المقام المحمود و العظمى من الشفاعة
بقوله صلى اللّه علیه و سلم (109) لا یزال طائفة من امّتى منصورین لا یضرّهم من خذلهم حتّى تقوم السّاعة
، صلى اللّه علیه و سلّم و بارک على سیّدنا و نبیّنا محمّد الذی فرض اللّه على کافّة النّاس اتباعه، و جعل شیعة الحقّ و أئمّة الهدى أشیاعه، و هدى إلى انتقاد نهج الحقّ و إیضاح کشف الصّدق اتباعه، ثمّ السّلام و التحیة و الرّضوان على عترته و أهل بیته و کرام (110) صحبه أرباب النّجدة و الجود و الشّجاعة، الذین جعل اللّه موالاتهم فی سوق الآخرة خیر البضاعة، ما دام ذبّ الباطل عن حریم الحق أفضل عمل و خیر صناعة.
1) إیماء الى قوله تعالى: وَ إِنَّ مِنْ شِیعَتِهِ لَإِبْراهِیمَ الصافات. الآیة 88 و قد ورد تفسیره بذلک فی الخبر.
2) علیا من العلو.
3) المجاعة من الجوع أى زمان الجوع کما فی مقدمة شرح البخاری «فتح الباری» لابن حجر، و یقال: أرض بنى فلان سنة إذا کانت غیر مجدبة منه «ره» أقول: و قد تجعل السنة بکسر السین و هی مقدمة النوم، و لا یخفى لطف الجمع بین کلمتی السنة و المجاعة، و الجمع بین الرفض و السنة فیه براعة الاستهلال.
4) انما قال: المتسمین، لان هذه التسمیة لا تلیق الا بالشیعة المجبولین على حب النبی صلى اللّه علیه و اله و أهل البیت علیهم السلام، فإنهم المحافظون للسنة و جماعة النبی صلى اللّه علیه و اله، کما یدل علیهالحدیث الطویل الذی ذکره صاحب الکشاف و فخر الدین الرازی فی تفسیر قوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى، حیث رویا عن النبی صلى اللّه علیه و اله أنه قال: من مات على حب آمل محمد مات شهیدا الى قوله صلى اللّه علیه و اله. ألا و من مات على حب آل محمد مات على السنة و الجماعة.فان هذا یدل على أن السنة هی المتلقاة من آل محمد صلى اللّه علیه و اله، و أن الجماعة جماعتهم و أما المتسمین بأهل السنة فهم یدینون ببغض الال علیهم السلام کما أظهر ذلک قاضیهم (ابن خلکان فی کتاب وفیات الأعیان) عند ذکر أحوال على بن جهم القرشی الناصبی الباغض لال النبی صلى اللّه علیه و اله حیث قال: ما حاصله أنه کان معذورا فی ذلک لان حب على لا یجتمع مع التسنن انتهى. منه «قده» أقول و نقل الثعلبی فی التفسیر و الواحدی فی الوسیط و غیرهما هذه الجمل المنقولة عنه صلى اللّه علیه و اله.
5) فیه لطف و إیماء الى کتاب المصنف آیة اللّه العلامة «قده».
6) أرید بها الاتباع.
7) من الهوا جس و الشوائب و الرذائل.
8) من جنى بمعنى اقتطف و منه قول الشاعر:هذا جنای و خیاره فیهو کل جان یده الى فیه.
9) فی الصلوات الیومیة و غیرها.
10) إیماء الى قوله تعالى فی سورة مریم. الآیة 42: فَاتَّبِعْنِی أَهْدِکَ صِراطاً سَوِیًّا.
11) إشارة الى ما فی خطبة الزهراء علیها الصلاة و السلام فی المسجد بمعشر من المسلمین.
12) إیماء الى قوله تعالى فی سورة مریم. الآیة 51: وَ قَرَّبْناهُ نَجِیًّا.
13) بنصرته فی الغزوات و وفاء دینه و أداء ما حمله من وصیته.
14) الظاهر أن یکون علیا فی هذا الترکیب علما، و وجه حالیته مع کونه غیر مشتق کونه کالبسر فی قولهم: هذا بسرا أطیب منه رطبا، لأنه یدل على صفة هی العلو، کما أشار الیه الفاضل التفتازانی فی شرح التلخیص عند التمثیل لا یراد المسند الیه علما لتعظیم أو اهانة بقوله: رکب على و هرب معاویة فان علیا یدل على العلو و معاویة على عوى الکلب. و یحتمل أن یکون صفة بمعنى العالی و الرفیع و ح لا إشکال فی الحالیة و یتضمن إشارة لطیفة الى ماروى من أن النبی صلى اللّه علیه و اله عند ما قال فی شأن امیر المؤمنین علیه السلام قوله: من کنت مولاه فعلى مولاه، أخذ بضبعه و رفعه حتى ظهر بیاض إبطیهما، فیکون معنى الکلامقائلا: من کنت مولاه فمولاه هذاحال کونه رفیعا عالیا بیدی من وجه الأرض، و لفظ على مرفوعا فی اصل الحدیث یحتمل ذلک ایضا فتأمل منه «قده».(10 مکرر) ارتکب جعل علیا حالا بالتأویل اى بتأویل المسمى به رعایة للسجع فافهم منه «قده».
15) روى من الماء و اللبن کرضى و ریاه. منه «قده».
16) من الحیازة بمعنى الجمع. منه «قده».
17) إشارة الى ما رواه عدة من مشاهیر القوم، کالثعلبى و الواحدی و الزمخشرىّ فی تفاسیرهم من قوله صلى اللّه علیه و اله فی حجة الوداع: ألا من مات على حب آل محمد دخل الجنة و علیه حلة.
18) إشارة الى قوله تعالى: فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ الحاقة. الآیة 21.
19) الفترة: الانکسار و الضعف، و قد فتر الحر و غیره یفتر فتورا، و فترة، و الفترة الزمان بین الرسولین.
20) الشتات: التفرق.
21) رجل نشوان: سکران بین النشوة. منه «قده».
22) اکثر هذه الجمل مقتبسه من کلمات درة صدف الرسالة و مشکاة الوحى و السفارة، سیدتنا و مولاتنا الزهراء البتول، فی خطبتها الغراء التی ألقتها بمسجد المدینة، و قد خاطبت بها المهاجرین و الأنصار من أصحاب الرسول صلى اللّه علیه و اله، و تصدى لشرحها فطاحل العلم و الأدب، و أظهر کل شارح عجزه عن أداء حقها فی الختام.
23) إشارة الى قوله تعالى فی سورة المائدة. الآیة 89: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَیْسِرُ وَ الْأَنْصابُ.الآیة. و قال فی شمس العلوم: النصب ما ینصب فیعبد من دون اللّه تعالى من حجر و غیره.
24) الزلم واحد الأزلام و هی السهام التی کانوا فی الجاهلیة یستهمون بها. منه «قده».
25) یقال: رفل فی ثیابه یرفل. إذا أطالها و جرها متبخترا منه «قده».
26) الاعجاب من العجب بالضم و هو أن یظن الشخص بنفسه بعض الظنون. منه «قده».
27) الصدق فی المقال و الصواب فی المعتقدات، و لکن الظاهر فی المقام کون العطف تفسیریا.
28) إیماء الى اسم کتاب المصنف «قده».
29) فیه إشارة الى ماروى عن امیر المؤمنین علیه الصلاة و السلام فی نهج البلاغة، انه قال فی خطته لأصحابه فی حرب الصفین: و الذی خلق الخلق و برء النسمة انهم ما أسلموا قط، و لکن استسلموا و أسروا الکفر فلما وجدوا أعوانا علیه أظهروه.
30) و فی بعض النسخ الأحبار جمع الحبر و علیه فکلمة من غیر بیانیة.
31) اقتباس من قوله تعالى فی سورة الفتح. الآیة 28: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِینَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْکُفَّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ الآیة.
32) لا یخفى على العارف بأسالیب الکلام العربی ما من اللطائف و الدقایق و التشبیه و الاستعارة فی التعبیر بالتوشح و الترشح.
33) لا یخفى ما فی اسناد التبسم الى الثغر من اللطف فی هذا المقام.
34) إشارة الى قوله تعالى فی سورة النمل الآیة 73: وَ إِنَّ رَبَّکَ لَیَعْلَمُ ما تُکِنُّ صُدُورُهُمْ الآیة.
35) فیه إشارة الى قوله تعالى فی شأن خلافة أمیر المؤمنین علیه السلام: الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی الآیة. منه «قده».
36) إشارة الى قوله تعالى فی سورة الدهر. الآیة 17 و 18: عَیْناً فِیها تُسَمَّى سَلْسَبِیلًا الآیة.
37) اى قصد السیر. منه «ره».
38) من هذه النشأة الى الآخرة.
39) قول عمر یوم الغدیر: بخ بخ لک یا ابن أبى طالب لقد أصبحت مولای و مولى کل مؤمن و مؤمنة.روى فی ینابیع المودة (ص 239 ط اسلامبول) عن البراء بن عازب رضى اللّه عنه فی قوله تعالى: یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ، أى بلغ من فضائل على ما نزلت فی غدیر خم، فخطب رسول اللّه (صلعم) قال: من کنت مولاه فهذا على مولاهفقال عمر رضى اللّه عنه: بخ بخ لک یا على أصبحت مولای و مولى کل مؤمن و مؤمنة، رواه أبو نعیم و ذکر أیضا الثعلبی فی کتابه، انتهى ما ذکره، أقول:و فی ذخائر العقبى (المطبوع بمصر بدرب السعادة تحت اشراف مکتبة حسام الدین القدسی ص 67) ما هذا لفظه: عن البراء بن عازب رضى اللّه عنهما، قال: کنا عند النبی صلى اللّه علیه و سلم فی سفر، فنزلنا بغدیر خم فنودی، فینا: الصلاة جامعة و کسح لرسول اللّه صلى اللّه علیه و سلم تحت شجرة فصلى الظهر و أخذ بید على و قال: ألستم تعلمون أنى اولى بالمؤمنین من أنفسهم قالوا: بلى، فأخذ بید على، و قال: اللهم من کنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه،قال: فلقیه عمر بعد ذلک فقال: هنیئا لک یا ابن أبی طالب أصبحت و أمسیت مولى کل مؤمن و مؤمنة؛ أخرجه احمد فی مسنده، و أخرجه فی المناقب من حدیث عمر إلخ.
40) من إضافة الصفة الى موصوفها کجرد قطیفة؟، فالمعنى عهدهم الجدید، و لا یخفى ما فی التعبیر عن بیعتهم بالعهد الجدید من الإیماء و لطف الاشارة.
41) إشارة الى مارواه البخاری (الجزء الثامن فی باب الحوض ص 119 ط الامیریة) بقوله و حدثنی عمرو بن على، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن المغیرة، قال سمعت أبا وائل، عن عبد اللّه بن مسعود رضى اللّه عنه، عن النبی صلى اللّه علیه و سلم، انه قال: أنا فرطکم على الحوض و لیرفعن معى رجال منکم ثم لیختلجن دونی فأقول: یا رب أصحابى، فیقال: انک لا تدرى ما أحدثوا بعدک. و روى مسلم بن الحجاج فی صحیحه (الجزء السابع فی باب الحوض ص 65 ط مصر) عدة روایات بهذا المضمون و الحمیدی فی کتابه الجمع بین صحیحى المسلم و البخاری. و کذا احمد بن حنبل فی مسنده (الجزء 5 ص 333 ط مصر). و ایضا فی الجزء الخامس ص 388 بإسناده عن حذیفة.و لبعض علماء الجمهور:قد اوتى المصطفى له عظممن خیر ما قد آتاه اللّه للرسللا شک فیه کما صح الحدیث بهعن صدق وعد فیسقی کل ذى عملأصفى بیاضا من الألبان أجمعهامن أعذب الماء بل أحلى من العسلیذاد عنه أناس لا خلاق لهمقد قابلوا الدین بالتغییر و البدل.
42) إیماء الى مجیئهم الى باب بیت النبوة و معدن الرسالة و کسرهم ضلع الزهراء البتول علیها السلام و شدهم کتفی وصى الرسول صلى اللّه علیه و اله، و جعل الحبل او نجاد السیف فی عنقه و هذه السیئات مذکورة فی کتاب سلیم بن قیس و بعض کتب اهل السنة المخطوطة و کذا المطبوعات القدیمة منها، و اما المطبوعات الحدیثة فلا اعتماد علیها و لا قیمة، إذ اللجنة الخائنة تدس فیها و تحذف ما تفصح عن سوء صنیع أسلافهم بآل الرسول و تکشف المخبیات، و لو ساعدتنى سواعد التوفیق لجمعت تلک المحذوفات فی کتاب و سمیته (بخیانة الأقلام) او جنایة اللجنة.
43) الحاصلة من مساوی الأخلاق و رذائل الصفات.
44) اقتباس من قوله تعالى فی سورة آل عمران الآیة 187: وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا فَبِئْسَ ما یَشْتَرُونَ.
45) القائل هو العباس بن عتبة بن أبى لهب بن عبد المطلب، وام عتبة ام جمیل و هی حمالة الحطب بنت حرب بن أمیة بن عبد شمس، و فیها یقول الأحوص:ما ذات حبل یراها الناس کلهموسط الجحیم و لا یخفى على احدکل الحبال حبال الناس من شعرو حبلها وسط اهل النار من مسد.
46) و فی بعض کتب السیر نسبة هذه الأبیات الى الفضل بن العباس الشاعر المشهور.
47) من الأمثال الدائرة السائرة بین الناس.
48) رواه فی مجمع الزوائد (ج 7 ص 261 ط مصر) عن عبد اللّه بن مسعود، عن رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله. و یقرب منه ما رواه الحاکم فی المستدرک (ج 1 ص 129 ط حیدرآباد) عن على بن حمشاذ: حدثنا العدل، حدثنا اسماعیل بن إسحاق القاضی و العباس بن فضل الاسفاطى، قالا حدثنا اسماعیل بن أبى اویس، حدثنی کثیر بن عبد اللّه بن عمرو بن عوف بن زید، عن أبیه، عن جده قال: کنا قعودا حول رسول اللّه صلى اللّه علیه و سلم فی مسجده فقال:لتسلکن سنن من قبلکم حذو النعل بالنعل، و لتأخذن مثل أخذهم، ان شبرا فشبر، و ان ذراعا فذراع، و ان باعا فباع حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتم فیه الا ان بنى إسرائیل افترقت على موسى على إحدى و سبعین فرقة، کلها ضالة الا فرقة واحدة، الإسلام و جماعتهم، و انها افترقت على عیسى بن مریم على إحدى و سبعین فرقة کلها ضالة إلا فرقة واحدة، الإسلام و جماعتهم، ثم انهم یکونون على اثنتین و سبعین فرقة کلها ضالة إلا فرقة واحدة الإسلام و جماعتهم، و بهذا المضمون عدة روایات بأسانید مختلفة، منها روایتا عبد اللّه بن عمر، و أبی هریرة و غیرهما عن النبی صلى اللّه علیه و اله، أورد بعضها الحاکم فی المستدرک و غیره فی غیره فلیراجع.
49) لا یخفى لطف تقابل لفظی المسافة و مس الافة.
50) قال الجزری فی النهایة: فی الحدیث فجائه رجل جلف جاف. الجلف: الأحمق، و أصله من الجلف، و هی الشاة المسلوخة التی قطع رأسها و قوائمها، و یقال للدن ایضا.جلف، شبه الأحمق بهما لضعف عقله. و قال: فی الحدیث، من بدا جفا بالدال المهملة، أى من سکن بالبادیة غلظ طبعه لقلة مخالطة الناس، و الجفاء غلظ الطبع منه «قده».
51) لا یخفى ما فی العدول عن لفظی الخلافة و الوصایة الى السلطنة و الایالة من الإیماء الى کونهم متقمصین من غیر أهلیة لذلک، و أن سلطتهم على المسلمین لیست من باب الخلافة.
52) التعبیر بهذه الکلمة وقع اقتباسا و اتباعا منقوله صلى اللّه علیه و اله: ستفترق أمتى على اثنین و سبعین کلها هالکة، و واحدة منها ناجیة،و قد ذکر علامة الجمهور فی عصره السید ابراهیم الراوی البغدادی من مشایخنا فی روایة صحاحهم ذات یوم فی مجلس درسه للبخاری: أن حدیث افتراق الامة على العدد المذکور مما رواه اعلام القوم انتهى، و کان الراوی من أجلائهم فی الإحاطة و التتبع حضرت حلقة دروسه فی ثلاثیات البخاری و التفسیر و غیرها فی بغداد بجامع السلطان على روما لتحصیل الإجازة منه فی روایة مرویاتهم و کتب لی إجازة مبسوطة ذکر فیها مشایخه الى أرباب الصحاح.
53) الاضغان و الضغائن: ما یضمر من السوء و یتربص به إمکان الفرصة. و الجملة مشیرة الى مضمون بعض الاخبار المرویة فی کتب أصحابنا الامامیة رضوان اللّه علیهم من اعمال القوم و اظهارهم أحقاد بدر و حنین.
54) إیماء الى تمییزه الحق عن الباطل و تشرفه بالتشیع، و کان «ره» من أعدل الملوک و أرأفهم و أعبدهم، توفى حدود سنة 726 و قبره فی سلطانیة قریبة من بلدة زنجان و هو معروف الى الآن، و تعد بقعته من الآثار الخالدة و الابنیة الإسلامیة العجیبة. و بجنبه قریة فیها سادة اجلاء و بیدهم مصحف منسوب الى الأئمة علیهم السلام و تحکى امور و کرامات عن ذلک المصحف.
55) إیماء الى کتاب المصنف العلامة «قده».
56) و لعل کلمة نقل مبنیة للمفعول عبر بها لان انتقاله من باطل الى باطل کان باغواء الغیر، و أما تشرفه بالتشیع کان بإرادته و اختیاره، و لذا عبر فیما سیأتی بقوله و اختاره.
57) و ذلک لاخذ الشافعی عن جماعة من أهل البیت و بنى السبطین مضافا الى انتهاء نسب الشافعی الى آباء النبی الأکرم و کونه من قریش، و ارتضاعه من ثدی کانت موالیة لآل الرسول صلى اللّه علیه و اله، و من هذا الباب تراه من المتفادین للعترة فی ولائه، و قریبا لهم فی الفقه و الفروع، فکم له من منظومات فی مدیحهم و الثناء علیهم أوردها الثقاة فی کتبهم و ممن نقل ذلک العلامة السید ابو بکر بن الشهاب العلوی الحضرمی فی کتابه رشف الصادی فی فضائل بنى النبی الهادی الشبلنجی المصری فی النور. و صاحب الاسعاف. و مؤلف المطالب و غیرهم من اعلام القوم.
58) هو صدر الشریعة عبید اللّه بن مسعود بن تاج الشریعة الحنفی البخاری المتوفى 750 شارح الوقایة فی الفقه الحنفی و مصنف کتاب تنقیح الأصول فی اصول الفقه و غیرهما من الکتب و الزبر.
59) هو المولى الفاضل نظام الدین عبد الملک الشافعی المراغی نسبة الى (مراغة) آذربایجان (لا مراغة مصر) و کان المترجم من أعیان عصره فی الفضل و العلم و من أجلة الشافعیة فی عصره و له تآلیف و تصانیف کثیرة منها (التوضیح تصدى فیه لشرح کتاب الام للشافعی لم یتمه) (و کتاب المشیخة) ذکر فیه طرقه و أسانیده و جرت بینه و بین صدر جهان البخاری الحنفی مناظرات و کان البخاری شدید العصبیة لأبی حنیفة و على الشافعی و المراغی بالعکس فذکر کل منهما مثالب امام الآخر و الفتاوى الغریبة التی تستمجها الطباع المعتدلة من فتیا الإمامین و کان هذا الباعث على انزجار طبع السلطان من مذهب الرجلین فلما آل الأمر الى هنا امر الملک بإحضار علماء سائر فرق المسلمین من المالکیة و الحنابلة و الزیدیة و الشیعة الامامیة، فأشخص من الحنابلة (الشیخ مجد الدین الدمشقی و حماته) و من المالکیة (الشیخ تاج الدین المصری و حماته) و من الزیدیة (السید محمد أبی المجد و غیره) و من الامامیة مولانا (الشیخ جمال الدین العلامة الحلی) و جرى البحث بین کل فریق و بین الآخر و کان السلطان محمد خدا بنده رجلا فاضلا ناقدا بصیرا حاذقا ذا قریحة و قادة فاستشعر بفساد المذاهب کلها الا مذهب شیعة أهل بیت رسول اللّه صلى اللّه علیه و اله و اختار ذلک و تشیع و أمر بذکر أسماء أئمة الهدى و مصابیح الدجى فی الخطبة و ضرب السکة مزینة بأسامیهم علیهم السلام کما ترى صورتها الفوتوغرافیة التی أخذناها عن عددین من تلک السکک المضروبة عثرت علیهما فی النقیبات الحفریة بین مسجد الکوفة و بین مسجد السهلة زمن إقامتی فی الغرى الشریف و هما من الفضة، و فی متحف بلدة قم المشرفة الکائن فی صحن الست الجلیلة کریمة أهل البیت فاطمة المعصومة سلام اللّه علیها یوجد عدد واحد من تلک السکک، و فی متحف طهران توجد أعداد منها. و بالجملة صنیع السلطان و أمره بضرب السکة کذلک مما لا شک فی وقوعه بنص المورخین و وجود هذه الدراهم و شهادة بعض الآثار و الابنیة الباقیة من ذلک الزمان فی بلاد ایران و قراها و على اللّه الاتکال.
60) فی بعض النسخ المخطوطة بیانه بدل بنانه.
61) هو الشیخ الامام، قدوة علماء الإسلام: صاحب التألیف الکثیرة فی الفنون الإسلامیة، ولد سنة 648 توفى سنة 726 و قبره فی النجف الأشرف فی حجرة ملاصقة لباب الحضرة الشریفة و من سعاداته بعد موته کونه مع مولانا المقدس الأردبیلی بمنزلة البواب للحرم الشریف العلوی إذ قبر مولانا العلامة على یمین الداخل الى الروضة المنورة و قبر مولانا الاردبیلی على یساره طوبى لهما و حسن مآب.
62) إیماء الى قوله تعالى فی سورة البقرة الآیة 257: فَبُهِتَ الَّذِی کَفَرَ.
63) إیماء الى کتاب القام الحجر للسید العلامة القاضی الشهید «قده» صاحب الکتاب فی الرد على ابن حجر، و لا یخفى لطف التعبیر بالتقام الحجر. و هو کتاب نفیس تصدى فیه مولانا القاضی لرد بعض کلمات ابن حجر بأبلغ وجه و أحسن طریقة و أرجو من فضله تعالى أن یقیظ الهمم فی نشره و اشاعته. و العجب من بعض المثرین حیث انصرف من طبعه بعد ما کان عازما على ذلک مع أنه یعد من أهل الفضل.
64) و عندنا شیء من تلک السکک و الضروب، و قد نقشت اسماء المعصومین متصلة بمحیط الدائرة الکائنة على السکة، و فی وسطها اسم السلطان خدا بنده.
65) من إضافة الصفة الى موصوفها.
66) هو الشیخ المحقق فی الریاضیات و المنطق و الفلسفة قطب الدین محمود بن مسعود ابن مصلح الشیرازی من تلامیذ المحقق الطوسی «قده» و من شرکائه فی رصد مراغة توفى 24 رمضان سنة 710 و قیل 716 له تصانیف، منها شرح قانون الشیخ الرئیس، و دفن بجنب قبر القاضی البیضاوی فی مقبرة چرنداب من مقابر بلدة تبریز. و للمترجم ید طولى فی الطب أیضا.
67) هو أبو الحسن القزوینی المشهور بالکاتبى، العلامة فی الریاضیات و المنطق و الجدل و الکلام، و کان من تلامیذ المحقق الطوسی «قده» و من شرکائه فی رصد مراغة له تصانیف، منها الرسالة الشمسیة فی المنطق و شرحها العلامة قطب الدین الرازی من أصحابنا و هو الشرح الدائر السائر بین المحصلین الکرام و یعبر عن هذا الشرح بالقطبیة لیمتاز عن شرح المحقق التفتازانی الذی یعبر عنه بالسعدیة ثم من أشهر تصانیف الکاتبی کتاب حکمة العین و کم له من شروح توفى المترجم سنة 675.
68) نسبة الى کیش من الجزائر الواقعة فی (خلیج فارس) و کان الرجل من نوابغ عصره و له حاشیة على الشفاء و غیره. و فی بعض المجامیع ان المناظر لمولانا العلامة قده هو احمد بن محمد الکبسى بالباء الموحدة بعد الکاف ثم السین المهملة و فی نسخة من الاحقاق أحمد بن محمد الکشنى بالشین المعجمة بعد الکاف ثم النون و کل نسبة الى مکان فالکیشى کما ذکرناه، و الظاهر أنه الصحیح المراد هنا نسبة الى تلک الجزیرة و الکبسى نسبة الى محل بالیمن و آخر فی الشام و آخر فی مصر، و الکشنی نسبة الى کشن محل بما وراء النهر قریب من بلدة کش التی هی من أعمال سمرقند، و منه شیخنا الکشی الرجالی الشهیر الذی من بتألیفه علینا و کتابه المعروف بالمختار من رجال الکشی من أمهات کتب الرجال التی علیها التعویل و الاعتماد ثم ان بما وراء النهر بلد آخر سمى (کش) بضم الکاف و الیه تنسب جماعة فلا تغفل.
69) هو رکن الدین الحسینی العبیدلی الأعرجی من ذریة نقباء الموصل العبیدلیین و کان ذا فضل و قریحة له تصانیف و تآلیف و کان یدرس فی بغداد مدة، و فی الموصل ثم اتصل بالسلطان شاه خدا بنده و صار فی علماء دولته السنیة و جرت بینه و بین مولانا العلامة مناظرات و کانت الغلبة للعلامة و الرجل کان من المتعصبین فی المذهب و له حاشیة على الکشاف ثم لیعلم انه غیر السید رکن الدین الجرجانی نزیل الموصل فانه کان شیعیا و غیر السید رکن الدین الشیرازی الحسنى الحنفی صاحب رسالة المنطق و غیر السید رکن الدین البغدادی نزیل الموصل الحنبلی المذهب فلا تغفل.
70) قد مرت ترجمته فلاحظ.
71) اقتباس من قوله تعالى فی سورة البقرة الآیة 2: ذلِکَ الْکِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ.
72) بکسر الباء الموحدة. و قد مرت ترجمة الفضل فی المقدمة.
73) و کان الحرى ترک هذه التعبیرات، و لکن الذی حمل القاضی «قده» على ذلک ارتکاب ابن روزبهان أسوأ من ذلک بالنسبة الى مولانا العلامة «قده» المشتهر فی الآفاق (کما تدین تدان، لا تهتک فتهتک).
74) خلع عذاره و هو خلیع العذار اى اتبع هواه و انهمک فی الغی و صار یقول و یفعل و ما یبالى کالدابة بلا رسن.
75) المراد به عثمان بن عفان، و عدم تأسى الفضل به من جهة انه لما حوصر فی الدار أظهر الندم فیما فعله ببیت المال و تسلیطه بنى أمیة على رقاب المسلمین.
76) فی قبال قوله تعالى: وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى.
77) شاعت أمثال هذه الکلمات کالجمالى و الکمالی و الملکی فی أواخر المائة الخامسة بالحاق حرف الیاء أواخر الألقاب و الصفات، بل الاعلام و المولوى هو الشیخ جلال الدین محمد العارف الرومی صاحب کتاب المثنوى المتوفى سنة 672 و المدفون ببلدة قونیة.
78) الخفاش کرمان طائر معروف ولود تحیض و ترضع.
79) الظالم لنفسه و لغیره و المظلوم باغواء غیره إیاه و غلبة جهله.
80) فی الدفتر الثالث.
81) الخفاش بضم الخاء ثم الفاء المشددة کرمان: الوطواط و هو الطائر المعروف الولود التی تحیض و ترضع و لا تبصر فی النهار.
82) ریش أصله ریشه، خفف و رخم لضرورة الشعر، و یجوز فی الشعر ما لا یجوز فی النثر.
83) مثله مثل قول العرب ظل ظلیل و داهیة دهیاء و لیل ألیل و بهیم أبهم، و یمکن جعل المورد من باب قاعدة التجرید فی البدیع کما لا یخفى على من ذاق حلاوة علوم البلاغة و ارتضع من درها.
84) اطرق اى غض، من اطراق العین و هو خفض النظر. و الکرى هو الکروان بفتح الکاف و الراء؛ و جمعه الکروان بکسر الکاف و سکون الراء؛ و هو طائر صغیر شبهوا به الذلیل؛ و شبهوا الاجلاء بالنعام. و الجملة تضرب مثلا للرجل الحقیر إذا تکلم فی الموضوع الجلیل بما لا یتکلم فیه أمثاله و نعم ما قیل:جائى که عقاب پر بریزداز پشه لاغرى چه خیزدثم ان بعض أهل الأدب ذکر أن قولهم: اطرق کرى إلخ کان بمنزلة رقیة عند العرب لتسخیر الکروان و اصطیاده؛ کما نص علیه بعض الأفاضل فی تعلیقته على شرح الجامى.
85) کلمه کلما: جرحه؛ فالعطف تفسیری.
86) إشارة الى ألحان داود النبی (ع) صاحب الزبور.
87) دوى الرعد إذا سمع له دوى اى صوت؛ و کذا دوى النحل و غیرهما، شمس العلوم.
88) مثل معروف لدى العرب.
89) إشارة الى لقب مولانا العلامة المصنف «قده» و هو جمال الدین.
90) و العلة فی تلک القضیة کما فی بعض مجامیع المخطوطة الانتقام و المکافأة من طرف السلاطین الصفویة، و ذلک لأنه افتى جماعة من علماء العامة القاطنین فی أصبهان باباحة دماء الشیعة فقتل بسببها جمع کثیر من الامامیة؛ فلما تسلط السلطان المؤید؛ الشاه اسماعیل الماضی الصفوی قتل منهم مقتلة عظیما انتقاما و تشفیا، و کان ممن هرب من القتل الرجل الناصب.
91) إشارة الى روایة ملاحم مولانا الأمیر علیه السلام التی طبقها جمع من المحدثین و منهم مولانا صاحب البحار على ظهور السلطان المؤید شاه اسماعیل الماضی الصفوی، و یؤیدها کلمات المورخین فی بیان غزوات السلطان المذکور و فتوحاته، فلیراجع.
92) بل یقال ان ابن روزبهان کان ممن أصیب فی تلک الواقعة بماله و جاهه و حاله و منا له فلهفه و نعیره من کبد حراء و هو ممن توسل فی مضمار الانتقام بالبنان و اللسان بدل السیف و السنان.
93) إشارة الى قوله تعالى فی سورة العنکبوت الآیة 40: وَ إِنَّ أَوْهَنَ الْبُیُوتِ لَبَیْتُ الْعَنْکَبُوتِ.
94) و هم فرقة من الاسماعیلیة تأمروا مدة فی حصن ألموت و هی من اعمال قزوین و الدیلم و توابعهما، و لهم أقاصیص و اخبار ذکرها المؤرخون. فلیراجع الباحث الى روضة الصفا و حبیب السیر و الملوک الاسماعیلیة و سیرة الحسن الصباح.
95) الرهج: الغبار المثار.
96) اقتباس من قوله تعالى فی سورة التوبة الآیة 108: أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْیانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَیْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْیانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ.
97) مثل یضرب به لمن ارتکب شنیعا فی غایة الشناعة لأجل ان یعرف و یشتهر.
98) النصب بفتح النون و سکون الصاد المهملة: بغض على علیه السلام و تقدیم غیره علیه کذا ذکره ابن حجر فی مقدمة شرح صحیح البخاری، و غیره فی غیره. و النصب بفتح النون و الصاد هو التعب و الکلفة و المشقة. منه «قده».
99) اقتباس من قوله تعالى فی سورة طه الآیة 87: فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ.
100) الهواطل: جمع هاطلة، و هو المطر الکثیر.
101) من مطل الحدید إذا ضربه و مده لیطول.
102) لا یخفى ما فی تقابل الخفض بالنصب من اللطف.
103) اقتباس من قوله تعالى فی سورة الإسراء آیة 80: قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ.
104) اقتباس منقوله (ع) فی الدعاء: لا اله الا اللّه وحده وحده أنجز وعده و نصر عبده و أعز جندهإلخ.
105) إشارة الى المثل العربی الذی یضرب فی من غلب على خصمه و استأصله بالکلیة.
106) القروم: جمع القرم بفتح القاف و سکون الراء بمعنى السید العظیم.
107) الانخزال: الانعزال و الانقطاع.
108) المنح: جمع المنحة بکسر المیم اى العطیة.
109) رواه فی مجمع الزوائد (ج 7 ص 312 ط مصر) و یقرب منه ما رواه البخاری (فی کتاب الاعتصام الجزء التاسع ص 101 ط الامیریة): عن عبید اللّه بن موسى، عن اسماعیل، عن قیس، عن المغیرة بن شعبة، عن النبی صلى اللّه علیه و سلم، قال: لا یزال طائفة من أمتی ظاهرین حتى یأتیهم أمر اللّه و هم ظاهرون.
110) لا یخفى أن من یرى کل صحابى عادلا جلیلا ثقة و رعا لا یسوغ له هذا التعبیر، الا ان یجعل الکلام من باب جرد قطیفة، و یرید من الصحب المضاف الى الضمیر العموم.