جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

و منها أنّه یلزم مخالفة الکتاب العزیز

زمان مطالعه: 2 دقیقه

قال المصنّف رفع اللّه درجته‏

و منها أنّه یلزم مخالفة الکتاب العزیز، لأنّ اللّه تعالى قد نصّ نصّا صریحا فی عدّة مواضع من القرآن: أنّه یفعل لغرض و غایة لا عبثا و لعبا، قال اللّه تعالى وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما لاعِبِینَ (1) و قال اللّه تعالى:

أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً (2) و قال اللّه تعالى وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ (3) و هذا الکلام نصّ صریح فی الغرض و الغایة، و قال اللّه تعالى: فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِینَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَیْهِمْ طَیِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَ بِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ (4) و قال اللّه تعالى: لُعِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ عَلى‏ لِسانِ داوُدَ وَ عِیسَى ابْنِ مَرْیَمَ ذلِکَ بِما عَصَوْا وَ کانُوا یَعْتَدُونَ (5) و قال اللّه تعالى: وَ نَبْلُوَا أَخْبارَکُمْ (6) و الآیات الدالة على الغرض و الغایة فی أفعال اللّه تعالى أکثر من أن تحصى، فلیتّق اللّه المقلّد فی نفسه و یخشى عقاب ربّه و ینظر فیمن یقلّده، هل یستحق التقلید أم لا؟ و لینظر إلى ما قال، و لا ینظر إلى من قال، و لیستعد لجواب ربّ العالمین، حیث قال: أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْکُمْ ما یَتَذَکَّرُ فِیهِ مَنْ تَذَکَّرَ وَ جاءَکُمُ النَّذِیرُ (7) فهذا کلام اللّه تعالى على لسان النذیر، و هاتیک الأدلة العقلیة المستندة إلى العقل الذی جعله اللّه تعالى حجة على بریته، و لیدخل فی زمرة الذین قال اللّه تعالى عنهم: فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ، فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِکَ الَّذِینَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِکَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (8) و لا یدخل نفسه فی زمرة الذین قال اللّه عنهم: قالوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِیَکُونا مِنَ الْأَسْفَلِینَ (9) و لا یعذر بقصر

العمر، فهو به طویل على الفکر (10) لوضوح الأدلة و ظهورها، و لا بعدم المرشدین، فالرّسل متواترة، و الأئمّة متتابعة، و العلماء متظافرة «انتهى».

قال النّاصب خفضه اللّه‏

أقول: قد ذکرنا فیما سبق: أنّ ما ورد من الظواهر الدالة على تعلیل أفعاله تعالى فهو محمول على الغایة و المنفعة دون الغرض و العلّة، فقوله تعالى: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ، فالمراد منه أنّ غایة خلق الجن و الانس و الحکمة و المصلحة فیه، کانت هی العبادة، لا أنّ العبادة کانت باعثا لنا على الفعل کما فی أرباب الإرادة الناقصة الحادثة، و کذا غیره من نصوص الآیات، فانّها محمولة على الغایة و الحکمة لا على الغرض «انتهى».

أقول: [القاضى نور اللّه‏]

قد بیّنا فیما سبق: أنّ ما توهّموه من استلزام إثبات الغرض للنقص، مردود لا یصلح باعثا لتأویل النّصوص، فالصّواب إبقاؤها على ظواهرها.


1) الأنبیاء. الآیة 16.

2) المؤمنون. الآیة 115.

3) الذاریات. الآیة 56.

4) النساء. الآیة 160.

5) المائدة الآیة 78.

6) محمد (ص). الآیة 31.

7) فاطر. الآیة 37.

8) الزمر. الآیة 17.

9) فصلت. الآیة 29.

10) أى العمر و ان قصر فهو طویل عند الفکر، لأنه لا یقتضى زمانا طویلا لتحقیق الحق لوضوح الأدلة. منه «قده».