جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

من هو المخلد فی النار؟ (2)

زمان مطالعه: 2 دقیقه

اختلفت کلمة المتکلّمین فی المخلَّدین فی النار، فذهب جمهور المسلمین إلى أنّ الخلود یختصّ بالکافر دون المسلم و إن کان فاسقاً، و ذهبت الخوارج و المعتزلة إلى خلود مرتکبی الکبائر إذا ماتوا بلا توبة. (1)

قال المحقّق البحرانی:

المکلّف العاصی إمّا أن یکون کافراً أو لیس بکافر، أمّا الکافر فأکثر الأُمّة على أنّه مخلّد فی النار، و أمّا من لیس بکافر، فإن کانت معصیته کبیرة فمن الأُمّة من قطع بعدم عقابه و هم المرجئة الخالصة، و منهم من قطع بعقابه و هم المعتزلة و الخوارج، و منهم من لم یقطع بعقابه إمّا لأنّ معصیته لم یستحقّ بها العقاب و هو قول الأشعریة، و إمّا لأنّه یستحق بها عقاباً إلّا أنّ اللّه تعالى یجوز أن یعفو عنه، و هذا هو المختار. (2)

و استدلّ المحقّق الطوسی على انقطاع عذاب مرتکب الکبیرة بوجهین حیث قال:

و عذاب صاحب الکبیرة ینقطع لاستحقاقه الثواب بإیمانه و لقبحه عند العقلاء.

توضیحه: إنّ صاحب الکبیرة یستحقّ الثواب و الجنّة لإیمانه، فإذا استحقّ العقاب بالمعصیة، فإمّا أن یقدّم الثواب على العقاب، و هو باطل، لأنّ الإثابة لا تکون إلّا بدخول الجنّة و الداخل فیها مخلّد بنصّ الکتاب المجید و علیه إجماع الأُمّة، أو بالعکس و هو المطلوب.

أضف إلى ذلک أنّ لازم عدم الانقطاع أن یکون من عبد اللّه تعالى مدّة عمره بأنواع القربات إلى اللّه، ثمّ عصى فی آخر عمره معصیة واحدة مع‏

حفظ إیمانه، مخلّداً فی النار، و یکون نظیر من أشرک باللّه تعالى مدّة عمره و هو قبیح عقلًا محال على اللّه سبحانه. (3)

و استدلّت المعتزلة على خلود الفاسق فی النّار بإطلاق الآیات الواردة فی الخلود، و لکنّ المتأمّل فی الآیات یقف على قرائن تمنع من الأخذ بإطلاقها و لا نرى ضرورة فی التعرّض لها. (4)


1) أوائل المقالات: 53.

2) قواعد المرام: 160.

3) لاحظ: کشف المراد، المقصد 6، المسألة، 8.

4) راجع فی ذلک: الإلهیات: 2 / 906- 911 الطبعة الأُولى؛ و منشور جاوید: ج 9، فصل 26، و هو تفسیر موضوعی للقرآن الکریم لشیخنا الأُستاذ- دام ظلّه- (فارسی).