إذا کان للإمام الغائب، ظهور بعد غیبة طویلة، فلا بدّ من أن یکون لظهوره علائم و أشراط، تخبر عن ظهوره، فما هی هذه العلائم؟
الجواب: إنّ ما جاء فی کتب الأحادیث من الحوادث الواقعة قبل ظهور المهدی المنتظر عبارة عن عدّة أمور، منها:
1. النداء فی السّماء، ینادی مناد من السّماء باسم المهدی فیسمع من بالمشرق و المغرب، و المنادی هو جبرائیل روح الأمین. (1)
2. الخسوف و الکسوف فی غیر مواقعهما، الکسوف فی النصف من
شهر رمضان و الخسوف فی آخره و القاعدة العکس. (2)
3. الشقاق و النفاق فی المجتمع.
4. ذیوع الجور و الظلم و الهرج و المرج فی الأُمّة.
5. ابتلاء الإنسان بالموت الأحمر و الأبیض، أمّا الموت الأحمر فالسیف، و أمّا الموت الأبیض فالطاعون. (3)
6. قتل النفس الزکیة، من أولاد النبیّ الأکرم صلى الله علیه و آله.
7. خروج الدجّال.
8. خروج السّفیانی، و هو عثمان بن عنبسة من أولاد یزید بن معاویة.
و غیر ذلک ممّا جاء فی الأحادیث الإسلامیة. (4)
هذه هی علامات ظهوره، و لکن هناک أُموراً تمهّد لظهوره، و تسهّل تحقیق أهدافه نشیر إلى أبرزها:
1. الاستعداد العالمی: و المراد منه أن المجتمع الإنسانى- بسبب شیوع الفساد- یصل إلى حدّ، یقنط معه من تحقّق الإصلاح بید البشر، و عن طریق المنظّمات العالمیة الّتی تحمل عناوین مختلفة، و أنّ ضغط الظلم و الجور على الإنسان یحمله على أن یذعن و یقرَّ بأنّ الإصلاح لا یتحقّق إلّا
بظهور إعجاز إلهی و حضور قوَّة غیبیة، تدمِّر کلّ تلک التکتّلات البشریة الفاسدة، الّتی قیّدت بأسلاکها أعناق البشر.
2. تکامل الصناعات: إنّ الحکومة العالمیة الموحّدة لا تتحقّق إلّا بتکامل الصّناعات البشریة، بحیث یسمع العالم کلّه صوته و نداءه، و تعالیمه و قوانینه فی یوم واحد، و زمن واحد.
قال الإمام الصادق علیه السلام: «إنّ المؤمن فی زمان القائم، و هو بالمشرق، یرى أخاه الّذی فی المغرب، و کذا الّذی فی المغرب یرى أخاه الّذی بالمشرق». (5)
3. الجیش الثوری العالمی: إنّ حکومة الإمام المهدی علیه السلام و إن کانت قائمة على تکامل العقول، و لکنّ الحکومة لا تستغنی عن جیش فدائی ثائر و فعّال، یمهّد الطریق للإمام علیه السلام، و یواکبه بعد الظهور إلى تحقّق أهدافه و غایاته المتوخّاة.
1) المهدی: 195.
2) نفس المصدر: 196، 305.
3) نفس المصدر: 198.
4) لاحظ: فی الوقوف على هذه العلائم، بحار الأنوار: 52 / 181- 308، الباب 25؛ کتاب المهدی، للسید صدر الدین الصدر؛ و منتخب الأثر للطف اللّه الصافی: 424- 462.
5) منتخب الأثر: 483.