جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

فى تفرد الامامیة و متابعیهم بعدم اضلاله تعالین احدا من عباده عن الدین‏

زمان مطالعه: 9 دقیقه

قال المصنّف رفع اللّه درجته‏

و قالت الإمامیّة: ما أضلّ اللّه تعالى أحدا من عباده عن الدّین، و لم یرسل رسولا إلا بالحکمة و الموعظة الحسنة، و قالت الأشاعرة: قد أضلّ اللّه کثیرا من عباده عن الدّین، و لبّس علیهم و أغواهم، و أنّه یجوز أن یرسل رسولا إلى قوم و لا یأمرهم إلّا بسبه و مدح إبلیس، فیکون من سبّ (1) اللّه و مدح (2) الشّیطان و اعتقد

التثلیث (3) و الإلحاد (4) و أنواع الشّرک مستحقا للثّواب و التّعظیم، و یکون من مدح اللّه طول عمره و عبده بمقتضى أوامره و ذمّ إبلیس دائما فی العقاب المخلّد و اللّعن المؤبّد، و جوّزوا أن یکون فیمن سلف من الأنبیاء من لم یبلغنا خبره، و من لم یکن شریعته إلّا هذا.

قال النّاصب خفضه اللّه‏

أقول: مذهب الأشاعرة أنّ اللّه تعالى خالِقُ کُلِّ شَیْ‏ءٍ، و لا یجری فی ملکه إلّا ما یشاء و لا یجوّزون وجود الآلهة فی الخلق کالمجوس، بل یقولون: هو الهادی و هو المضلّ کما نصّ علیه فی کتابه المجید یُضِلُّ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ (5) و هو تعالى یرسل الرّسل و یأمرهم بإرشاد الخلائق، و ما ذکره الرّجل الطاماتی من جواز إرسال الرّسل بغیر هذه الهدایة فقد علمت معنى هذا التجویز، و أنّ المراد من هذا التّجویز نفى وجوب شی‏ء علیه، و هذه الطامات الممیلة لقلوب العوام لا ینفع ذلک الرّجل، و کلّ ما بثّه من الطامات افتراء، بل هم أهل السّنة و الجماعة و الهدایة «انتهى».

أقول: [القاضى نور اللّه‏]

لا یذهب علیک أنّ قوله: ان الله تعالى خالِقُ کُلِّ شَیْ‏ءٍ إشارة إلى مضمون الآیة الموهمة لما قصده النّاصب من العموم، و قد مرّ أنّ عمومها مخصوص بقوله تعالى: فَتَبارَکَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ، و بغیره من أدلة العقل و النقل، و أما قوله لا یجرى فی ملکه إلّا ما یشاء فهو لیس بقرآن و لا حدیث کما توهمه بعضهم، و إنما هو کلام ذکره أبو إسحاق (6) الإسفرائنی الأشعری عند مخاطبة القاضی‏

عبد الجبّار المعتزلی، ثمّ اشتهر و التبس بالحدیث فلا یعبأ به، و أمّا قوله: و لا یجوّزون وجود الآلهة فی الخلق کالمجوس، ففیه أنّ أهل العدل و التّوحید لم یقولوا: بقدم الخلق، و لا بعدم کونهم مخلوقین للّه تعالى حتّى یلزمهم القول: بتعدّد الآلهة کالمجوس و إنما یلزم مشابهة المجوس و النّصارى لأهل السّنة القائلین:

بقدم الصّفات الزّائدة و عدم خلق اللّه تعالى إیّاها: فلیفهم النّاصب ذلک و لیعلم أنّ من کان (7) بیته من الزّجاجة لا یرجم النّاس بالحجر، و من کان (8) ثوبه من الکاغذ یحترز عن المطر، و أما ما استدل به على أنه تعالى هو الهادی و المضلّ من قوله تعالى: یُضِلُّ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ، فهو مدفوع بما فصّله الأصحاب فی تحقیق معنى الهدایة و الضّلالة، و حاصله أنّ الهدى یستعمل فی اللّغة بمعنى الدّلالة و الإرشاد، نحو: إِنَّ عَلَیْنا لَلْهُدى(9) و بمعنى التّوفیق نحو وَ الَّذِینَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً (10) و بمعنى الثّواب نحو سَیَهْدِیهِمْ وَ یُصْلِحُ بالَهُمْ (11) فی قصّة المقتولین، و نحو إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ یَهْدِیهِمْ رَبُّهُمْ بِإِیمانِهِمْ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ (12) و بمعنى الفوز و النّجاة، نحو لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَیْناکُمْ (13) أى لو أنجانا لأنجیناکم لأنکم أتباع لنا، فلو نجّانا لنجوتم و نحو

وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْکافِرِینَ (14) أى لا ینجیهم، و بمعنى الحکم و التّسمیة، نحو فَما لَکُمْ فِی الْمُنافِقِینَ فِئَتَیْنِ إلى قوله: أَ تُرِیدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ (15) المعنى ما لکم مختلفین فیه، فبعضکم یسمیهم مهتدین و بعضکم یسمیهم بخلاف ذلک، أ تریدون أن تسموا مهتدیا من سمّاه اللّه ضالا؟ و حکم بذلک علیه و منه قول الشّاعر:

ما زال یهدی قومه و یضلّنا

جهلا و ینسبنا إلى الکفّار

و أمّا الضّلال ففیه لفظتان: ضلّ و أضلّ، أما لفظة ضلّ فقد یکون لازمة نحو ضلّ الشی‏ء أى ضاع و هلک، و منه قوله تعالى: قالُوا ضَلُّوا عَنَّا (16) اى ضاعوا، و قوله تعالى ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِیَّاهُ (17) اى ضاع و بطل، و قد تکون متعدّیة نحو ضلّ فلان الطریق و الدّار و ضلّ عنهما إذا جهل مکانهما، و منه قوله تعالى فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِیلِ (18)، و أما لفظة أضلّ فیأتی على وجوه: أحدها أن یکون بمعنى ضلّ المتعدّیة و تکون الهمزة للفرق بین ما یفارق مکانه و ما لا یفارقه، قال أبو زید (19) یقال: ضلّ الطریق و لا یقال أضلّها لما کانت لا تفارق مکانها، و یقال أضلّ بعیره و لا

یقال ضلّ عن بعیره لما کان البعیر یفارق مکانه، اللّهم إلّا أن لا یکون البعیر یفارق مکانه بأن یکون مربوطا أو محبوسا، فیکون کالطریق یقال فیه: ضلّ عن طریقه و لا یقال أضلّه، و ثانیها أن یکون من ضلّ اللازمة التی بمعنى ضاع و بطل، فترد الهمزة للتّعدیة إلى واحد، فیقال أضلّه أى أضاعه و أبطله، و منه قوله تعالى:

أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (20) أى أبطلها، و ثالثها بمعنى الحکم و التّسمیة، یقال: أضلّ فلان فلانا أى حکم علیه بذلک و سمّاه به کقوله: ما زال یهدی قومه و یضلنا «إلخ» و کقول الکمیت (21) فی مدح أهل البیت علیهم السّلام‏

و طائفة قد أکفرونی بحبکم

و طائفة قالوا مسی‏ء و مذنب‏

و منه قوله تعالى: أَ تُرِیدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ (22) و رابعها بمعنى الوجدان و المصادفة یقال: أضللت فلانا أى وجدته ضالا کما یقال: أخببته (23) و أنجلته (24) أى وجدته کذلک، و علیه حمل قوله تعالى: وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى‏ عِلْمٍ (25) أى وجده، و قد حمل أیضا على معنى الحکم و التّسمیة، و على معنى العذاب. و خامسها أن یفعل ما عنده (26) یضلّ و یضیفه إلى نفسه مجازا لأجل ذلک کقوله تعالى:

یُضِلُّ بِهِ کَثِیراً (27) أى یضلّ عنده کثیر (28) و إن جاز أن تحمل هذه الآیة على معنى‏

یحکم فیه بضلالة کثیر، و على ما ذهب إلیه النّاصبة یجوز أن یجعل اللّه هذا القرآن إضلالا لخلقه و أنّ الحقّ فی خلاف ما جاء به تعالى عمّا یقول الکافرون علوا کبیرا.

و سادسها أن یکون من ضلّ المتعدیة و ترد الهمزة للتّعدیة إلى مفعول ثان و تصیر متعدّیة إلى اثنین نحو أضلّه الطریق، و منه قوله تعالى: فَأَضَلُّونَا السَّبِیلَا (29) و قوله تعالى: لِیُضِلَّ عَنْ سَبِیلِهِ (30) بالضّم و إِنْ کادَ لَیُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا (31) و نحو ذلک، و هذا هو الإضلال بمعنى الإغواء (32) و هو محلّ الخلاف بیننا و بین النّاصب و أصحابه، و لیس فی القرآن و لا فی السّنة شی‏ء یضاف إلى اللّه تعالى بهذا المعنى، فلا یکون لهم فی ذلک شبهة قطّ کما عرفت. و اعلم أنّ قول النّاصبة: إنّ اللّه تعالى هو المغوی عن الدّین، المضلّ عن الرّشد، المانع عن سواء السّبیل و إنّ کلّ‏

ضلالة هو فاعله باطل مضمحلّ، و لا دلیل لهم علیه، و أمّا نحن فدلیلنا اللّغة و المعنى (33) و العقل و السّمع، أمّا اللّغة فلم یرد لفظ أضلّ بمعنى خلق الضّلال، و لا لفظة هدى بمعنى خلق الاهتداء، مع أنّ من حمل غیره على سلوک طریق جبرا لا یقال هداه إلیها، و کذلک من صرف غیره من طریق جبرا لا یقال: أضلّه عنها، (34) و أما المعنى فهو أنّه لا خلاف بیننا و بین النّاصبة أنّ التکلیف لا یصح إلا مع البیان، و الإضلال و الإغواء هو التلبیس، فلا یصحّ أن تجامع التکلیف لا یصح إلا مع البیان، و الإضلال و الإغواء هو التلبیس، فلا یصحّ أن تجامع التکلیف، و أیضا فلو کان اللّه أضلّهم عن الهدى لما أمکن الاحتجاج علیهم بالکتب و الرّسل. و لکان لا معنى للتّرغیب و التّرهیب و الوعد و الوعید و التّوبیخ فی نحو قوله تعالى: فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْکِرَةِ مُعْرِضِینَ (35) وَ ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ یُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى‏ (36) و نحو ذلک، و أیضا فالإضلال و الإغواء الوارد على سبیل التّلبیس إنّما یصدر ممّن یعجز عن المنع، و القهر کالشّیطان و هو ظاهر، و اما العقل فهو ما ثبت من أنّ اللّه تعالى عدل حکیم لا یکلّف العباد ما لا یطیقون، و لا یؤاخذهم بما لا یذنبون، إذ ذلک یؤدّی إلى إبطال الکتب و الرّسل و التّکلیف، و یرفع فائدة الأمر و النّهى و نحو ذلک، و أیضا فکیف ینهى عن الإضلال و الإغواء و یفعله، و الطارف (37) من العقلاء ینزه نفسه عن أن یفعل ما نهى عنه، و لهذا قال شعیب علیه السّلام:

وَ ما أُرِیدُ أَنْ أُخالِفَکُمْ إِلى‏ ما أَنْهاکُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِیدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ (38) و قال تعالى: أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَکُمْ (39)

و فی الأخبار (40) أنّه نزل بقوم موسى علیه السّلام بلاء فسأل ربّه عن سبب ذلک، فقال: فیکم رجل نمام، فقال موسى: أخبرنا به یا ربّ لنقتله، فقال تعالى: کیف أعیب خصلة ثم أفعلها؟

و قال الشّاعر:

لا تنه عن خلق و تأتی مثله

عار علیک إذا فعلت عظیم‏

و بالجملة فلو نسبت إلى بعض المخالفین مثل ذلک فقلت: کلّ فساد أو ضلال منک، و أنت أغویت على عبیدی و أضللتهم عن الرّشد، لواثبک مواثبة مضطر إلى أنک نسبت إلیه صفات النّقص، فکیف یضاف إلى أحکم الحاکمین و أرحم الرّاحمین؟! و أما السمع فلنا فیه طریقان: أحدهما فی أنّه تعالى هدى جمیع الخلق و أرشدهم، و الثانی فی أنّه لم یضلّ أحدا بالمعنى المختلف فیه، أمّا الطریق الأوّل فقال تعالى، إِنَّ عَلَیْنا لَلْهُدى‏ (9) فبیّن أنّ علیه أن یهدى النّاس و قال تعالى: هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَیِّناتٍ (41) و قال: وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَیْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى‏ عَلَى الْهُدى‏ (42) و قال: فَإِمَّا یَأْتِیَنَّکُمْ مِنِّی هُدىً (43) و قال:

قَدْ جاءَکُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّکُمْ (44) و قال: وَ عَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِیلِ (45) و قال: أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ (46) و قال: أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِی (47) و قال: وَ ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ یُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى‏، و أمثال هذه کثیرة؛ و أمّا الطریق الثّانى فدلیله أنّه تعالى أضاف الإضلال بالمعنى المختلف فیه إلى غیره فقال:

وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ (48)، إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ (49) وَ لَأُضِلَّنَّهُمْ وَ لَأُمَنِّیَنَّهُمْ (50) لِیُضِلَّ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ (51) قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا کَثِیراً (52) فَأَضَلُّونَا السَّبِیلَا (29) فَأَزَلَّهُمَا الشَّیْطانُ عَنْها (53) وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّیاطِینُ (54) وَ زَیَّنَ لَهُمُ الشَّیْطانُ (55) لا یَفْتِنَنَّکُمُ الشَّیْطانُ کَما أَخْرَجَ أَبَوَیْکُمْ (56) رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا (57) رَبَّنا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ (58) وَ ما کانَ اللَّهُ‏

لِیُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ (59) و أمثال ذلک کثیر و أمّا إحالته لما أراد به من معنى تجویز إرسال الرّسل بغیر هذه الهدایة على ما ذکره سابقا، فقد سبق مرارا منّا أنّه کلام مظلم (60) لا هدایة فیه فتذکر، و لا تتّبع الهوى فیضلّک عن سبیله (61)


1) کبعض البراهمة.

2) کالزیدیة أتباع الشیخ عدى بن مسافر الأموی.

3) کالنصارى القائلین بالأقانیم.

4) کاللادینیة.

5) النحل. الآیة 93.

6) قد مرت ترجمته و أن کلامه مما اشتهر و تلبس بالحدیث.

7) إشارة الى مثل معروف یضرب به فی حق من یرمى الأقویاء بمفتریات و الحال أنه ضعیف فی الغایة.

8) و هذا ایضا مثل یضرب به فی ذلک المورد، و لفظ کاغذ دخیل.

9) اللیل. الآیة 12.

10) محمد «ص». الآیة 17.

11) محمد «ص». الآیة 5.

12) یونس. الآیة 9.

13) ابراهیم. الآیة 21.

14) البقرة. الآیة 264.

15) النساء: الآیة 88.

16) غافر. الآیة 74.

17) الاسراء. الآیة 67.

18) المائدة. الآیة 12.

19) هو أبو زید سعید بن أوس بن ثابت بن زید الخزرجی البصری الحبر الخبیر فی علمی النحو و اللغة، قال السیوطی: أخذ عنه الأصمعی و غیره، توفى سنة 215، له کتب، منها کتاب فی المیاه و آخر فی المطر و آخر فی الوحوش و آخر فی المصادر و آخر فی غریب الأسماء.

20) محمد «ص». الآیة 8 و 1.

21) هو کمیت بن زید ابو المستهل الکوفی الأسدی الشاعر البلیغ الشهیر من أصحاب الصادقین علیهما السلام‏ قال ابن شهرآشوب فی معالم العلماء (ص 139 طبع طهران) ما لفظه و روى انه اى الباقر علیه السلام رفع یده و قال اللهم اغفر للکمیت اللهم اغفر للکمیت‏ انتهى. توفى فی حیاة الصادق علیه السلام، و فی رجال الکشی ما لفظه عن حمدویه عن محمد بن عیسى عن حسان بن عبید بن زرارة عن أبیه عن ابى جعفر علیه السلام انه قال لکمیت لا تزال مؤیدا بروح القدس ما دمت تقول فینا، و فی المناقب ان الکمیت لما انشد الباقر (من لقلب متیم مستهام) الى آخر القصیدة فتوجه علیه السلام و قال اللهم ارحم الکمیت و اغفر له، ثلاث مرات‏ الى غیر ذلک من الاخبار الواردة فی جلالته و عظم شأنه و خطره لدى آل الرسول صلى اللّه علیه و اله و اما أدبه فلا تسئل عنه قال ابو عبیدة لو لم یکن لبنى أسد منقبة الا الکمیت لکفاهم قال النابلسى فی حقه: انه کان شاعر زمانه، مقدما عالما بلغات العرب، خبیرا بأیامها فصیحا من شعراء مضر لسنا خطیبا فقیها حافظ القرآن حسن الخط نسابة جدلا رامیا فارسا شجاعا سخیا دینا عالما بالمثالب و المفاخر، ولد سنة 60 من الهجرة حدث محمد بن أنس السلاحى الأسدی قال: سئل معاذ الهراء من أشعر الناس قال: من الجاهلیین ام من الاسلامیین؟ قالوا: بل من الجاهلیین، قال: امرؤ القیس و زهیر و عبید بن الأبرص، قالوا: فمن الاسلامیین قال الفرزدق و جریر و الراعی و الأخطل، فقیل له: یا أبا محمد ما رأیناک ذکرت الکمیت فیمن ذکرت؟! قال ذاک أشعر الأولین و الآخرین «انتهى» توفى الکمیت سنة 126 فی سلطنة مروان بن محمد، و من شعره السائر فی الأقطار القصائد الهاشمیات التی اشتهرت اشتهار الشمس و علیها شروح من نوابغ أهل الأدب، و البیت الذی نقله القاضی الشهید «قده» من قصیدته التی أولها:طربت و ما شوقا الى البیض أطربو لا لعبا منى و ذو الشیب یلعب!.

22) النساء. الآیة 88.

23) اخببته: وجدته ذا خبب و خدعة.

24) انجلته: وجدته ذا عیب.

25) الجاثیة. الآیة 23.

26) أى عند فعله تعالى یضل العبد.

27) البقرة: الآیة 26.

28) و الحاصل ان الکفار یکذبون بالقرآن و ینکرون و یقولون: لیس هو من عند اللّه تعالى فیضلون بسببه و إذا حصل الضلال بسببه أضیف الیه و قوله: و یهدى کثیرا یعنى الذین آمنوا به و صدقوه و قال فی موضعه: فلما حصلت الهدایة بسببه أضیف الیه فمعنى الإضلال على هذا هو تشدید الامتحان الذی یکون عنده الضلال و ذلک بان ضرب لهم الأمثال لان المحنة إذا اشتدت على الممتحن فاضل عندها سمیت اضلالا و إذا سهلت فاهتدى‏ عندها سمیت هدایة فالمعنى ان اللّه تعالى یمتحن بهذه الأمثال عباده فیضل بها قوم کثیر من تفسیر الطبری. منه «قده».

29) الأحزاب. الآیة 67.

30) الزمر. الآیة 8.

31) الفرقان. الآیة 42.

32) لأنه هو المعنى الأصلی فی اللغة کما اعترف به فخر الدین الرازی فی تفسیره لکنه أنکر کون النزاع فی هذا المعنى لتنبهه على قبحه فقال: ان الامة مجمعة على ان الإضلال بهذا المعنى لا یجوز على اللّه تعالى لأنه ما دعى الى الکفر و ما رغب فیه بل نهى عنه فافتقروا الى التأویل فحملوا أهل الجبر على انه تعالى خالق الضلال و الکفر فیهم و سدهم عن الایمان و حال بینه و بینهم. «انتهى» و فیه ان المعنى الأصلی هو الدعوة، و الإغواء بمنزلة المعد أو العلة البعیدة و نحوهما، و خلق الضلال بمنزلة العلة القریبة بل العلة التامة، فالفرار عن الاول الى الثانی فرار من المطر الى المیزاب کما لا یخفى على اولى الألباب. منه «قده».

33) و قد اعترف فخر الدین الرازی بهذا فی أوائل تفسیره لسورة البقرة منه «قده».

34) بل یقال منعه و صرفه و انما یقال انه أضل إذا لبس علیه و أورد من الشبهة ما یلبس علیه الطریق فلا یهتدى له. منه قدس سره.

35) المدثر. الآیة 49.

36) الاسراء. الآیة 94.

37) الطارف: المال المستحدث و یقال لکل مستحدث جدید انه طارف و منه طارف العقل.

38) هود. الآیة 88 معناه ما أرید ان أسبقکم الى شهواتکم التی نهیتکم عنها لاستبد بها دونکم. من تفسیر الطبری.

39) البقرة. الآیة 44.

40) رواه فی الوسائل (ج 2 ص 241 باب تحریم النمیمة حدیث 13 ط الأمیر بهادر.

41) البقرة. الآیة 185.

42) فصلت. الآیة 17.

43) البقرة. الآیة 38.

44) الانعام. الآیة 104.

45) النحل. الآیة 9.

46) یونس. الآیة 35.

47) الزمر. الآیة 57.

48) طه. الآیة 79.

49) ص. الآیة 26.

50) النساء. الآیة 119.

51) لقمان. الآیة 6 الحج. الآیة 9.

52) المائدة. الآیة 77.

53) البقرة. الآیة 36.

54) البقرة. الآیة 102.

55) النمل. الآیة 24.

56) الأعراف. الآیة 27.

57) الأعراف. الآیة 38.

58) فصلت. الآیة 29.

59) التوبة. الآیة 115.

60) اى غیر متضح المراد، و توصیف الکلام بالظلمة من باب الاستعارة و التشبیه و لطفه غیر خفى على اهل الفن.

61) اقتباس من قوله تعالى فی سورة ص. الآیة 26.