القرآن الکریم یبحث عن أسرار الجبال و فوائدها فی آیات شتّى، منها أنّها حافظة لقطعات القشرة الأرضیة، تقیها من التفرّق و التبعثر، کما أنّ الأوتاد و المسامیر تمنع القطعات الخشبیة عن الانفصال، یقول سبحانه:
«وَ أَلْقى فِی الْأَرْضِ رَواسِیَ أَنْ تَمِیدَ بِکُمْ وَ أَنْهاراً وَ سُبُلًا لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ» (1)
إلى غیر ذلک من الآیات، هذا و أساتذة الفیزیاء و التضاریس الأرضیة یفسّرون کون الجبال أوتاداً للأرض بشکل علمی خاصّ، لا یقف علیه إلّا المتخصّص فی تلک العلوم و المطّلع على قواعدها. (2)
و فی الختام نؤکّد على ما أشرنا إلیه فی صدر البحث من أنّ المقصود الأعلى للقرآن هو الهدایة و التزکیة و لیس من شأنه تبیین قضایا العلوم الطبیعیة و نحوها و إنّما یتعرّض لذلک أحیاناً لأجل الاهتداء إلى المعارف الإلهیة، و على ذلک فلا یصحّ لنا الإکثار فی هذا النوع من الإعجاز و تطبیق الآیات القرآنیة على معطیات العلوم حتى و إن لم یکن ظاهراً فیها، بل یجب أن یعتمد فی تفسیرها على نفس الکتاب أو الأثر المعتبر من صاحب الشریعة و من جعلهم قرناء الکتاب و أعداله- صلوات اللّه علیه و علیهم أجمعین-.
1) النحل: 15.
2) راجع فی ذلک: تفسیر سورة الرعد لشیخنا الأستاذ- دام ظلّه- «قرآن و أسرار آفرینش» (فارسی).