جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

دلائل المثبتین و النافین‏ (2)

زمان مطالعه: 2 دقیقه

أ. دلائل المثبتین: استدلّ القائلون بالتحسین و التقبیح العقلیین بوجوه عدیدة نکتفى بذکر وجهین منها:

الدلیل الاوّل: و هو ما أشار إلیه المحقّق الطوسی بقوله: «و لانتفائهما مطلقاً لو ثبتا شرعاً». (1)

توضیحه: أنّ الحسن و القبح لو کانا بحکم العقل، بحیث کان العقل مستقلًا فی إدراک حسن الصدق و قبح الکذب فلا اشکال فی أنّ ما أخبر الشارع عن حسنه حسن، و ما أخبر عن قبحه قبیح، لحکم العقل بأنّ الکذب قبیح و الشارع منزّه عن ارتکاب القبیح.

و أمّا لو لم یستقلّ العقل بذلک، فلو أخبر الشارع بحسن فعل أو قبحه فلا یمکن لنا الجزم بکونه صادقاً فی کلامه حتى نعتقد بمضمون أخباره و نستکشف منه حسن الفعل أو قبحه، و ذلک لاحتمال عدم صدق الشارع فی أخباره، فإنّ الکذب حسب الفرض لم یثبت قبحه بعدُ و إثبات قبح الکذب بإخبار الشارع عن قبحه مستلزم للدور.

الدلیل الثانی: و هو ما ذکره العلّامة الحلّی بقوله:

لو کان الحسن و القبح باعتبار السمع لا غیر لما قبح من اللّه تعالى شی‏ء (2) و لو کان کذلک لما قبح منه تعالى إظهار المعجزات على ید الکاذبین، و تجویز ذلک یسدّ باب معرفة النبوّة، فإنّ أیّ نبیّ أظهر المعجزة عقیب إدّعاء النبوّة لا یمکن تصدیقه مع تجویز إظهار المعجزة على ید الکاذب فی دعوى النبوّة (3)

و العجب أنّ الفضل بن روزبهان الأشعری حاول الإجابة عن هذا الدلیل بقوله:

عدم إظهار المعجزة على ید الکذّابین لیس لکونه قبیحاً عقلًا بل لعدم جریان عادة اللّه الجاری مجرى المحال العادی بذلک‏ (4)

فعند ذلک لا ینسدّ باب معرفة النبوة لأنّ العلم العادی حاکم باستحالة هذا الإظهار.

یلاحظ علیه: أنّه من أین وقف على تلک العادة و أنّ اللّه لا یجرى الإعجاز على ید الکاذب؟ و لو کان التصدیق متوقّفاً على إحرازها لزم أن یکون المکذّبون بنبوّة نوح أو من قبله و من بعده معذورین فی إنکارهم لنبوّة الأنبیاء، إذ لم تثبت عندهم تلک العادة، لأنّ العلم بها إنّما یحصل من تکرّر رؤیة المعجزة على ید الصادقین دون الکاذبین.


1) کشف المراد: 418.

2) لما تقدّم فی الدلیل الأوّل من عدم إثبات حسن فعل أو قبحه مطلقاً.

3) نهج الحق و کشف الصدق: 84.

4) دلائل الصدق: 1 / 369، ثمّ إنّ هناک أدلّة أخرى لإثبات عقلیة الحسن و القبح طوینا الکلام عنها لرعایة الاختصار، للطالب أن یراجع الإلهیات: 1 / 246.