جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

حکمة البلایا فی حیاة الأولیاء (2)

زمان مطالعه: 2 دقیقه

یظهر من القرآن الکریم و الأحادیث المتضافرة أنّ البلایا و المحن ألطاف إلهیّة فی حیاة الأولیاء و الصالحین من عباد اللّه و شرط لوصولهم إلى المقامات العالیة فی الآخرة.

قال سبحانه:

«أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا یَأْتِکُمْ مَثَلُ الَّذِینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِکُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا حَتَّى یَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى‏ نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِیبٌ». (1)

و قال أیضاً:

«وَ لَنَبْلُوَنَّکُمْ بِشَیْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِینَ – الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ – أُولئِکَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ». (2)

و روى هشام بن سالم عن أبی عبد اللّه علیه السلام أنّه قال: «إنّ أشدّ الناس بلاءً الأنبیاء، ثمّ الّذین یلونهم، ثمّ الأمثل فالأمثل». (3)

و روى سلیمان بن خالد عنه علیه السلام أنّه قال: «و إنّه لیکون للعبد منزلة عند اللّه فما ینالها إلّا بإحدى خصلتین، إمّا بذهاب ماله أو ببلیّة فی جسده». (4)

و قد شکا عبد اللّه بن أبی یعفور إلى أبی عبد اللّه الصادق علیه السلام ممّا أصابته من الأوجاع- و کان مسقاماً- فقال علیه السلام: «یا عبد اللّه لو یعلم المؤمن ما له من الأجر فی المصائب لتمنّى أنّه قرّض بالمقاریض». (5)

حاصل المقال:

إنّ المصائب على قسمین: فردیة و نوعیة، و إن شئت فقل: محدودة و مطلقة، و لأعمال الإنسان دور فی وقوع المصائب و البلایا، و هی جمیعاً موافقة للحکمة و غایة الخلقة، فإنّ الغرض من خلقة الإنسان وصوله إلى‏

الکمالات المعنویة الخالدة، و تلک المصائب جرس الإنذار للغافلین و کفّارة لذنوب المذنبین و أسباب الارتقاء و التعالی للصالحین.

هذا فی جانب الغرض الأُخروی، و أمّا فی ناحیة الحیاة الدنیویة فیجب إلفات النظر إلى أمرین:

1. ملاحظة منافع نوع البشر المتوطّنین فی نواحی العالم، بلا قصر النظر إلى منافع الفرد أو طائفة من الناس.

2. ملاحظة ما یتوصّل إلیه الإنسان عند مواجهته للمشاکل و الشدائد من الاختراعات و الاکتشافات الجدیدة المؤدّیة إلى صلاح الإنسان فی حیاته المادیة.


1) البقرة: 214.

2) البقرة: 155- 157.

3) الکافی: ج 2، باب شدّة ابتلاء المؤمن، الحدیث 1.

4) نفس المصدر: الحدیث 23.

5) نفس المصدر: الحدیث 15.