جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

حقیقة الإمامة عند الشیعة و أهل السنة (2)

زمان مطالعه: 2 دقیقه

الإمام فی اللّغة هو الّذی یؤتمُّ به إنساناً کان أو کتاباً أو غیر ذلک، محقّاً کان أو مبطلًا و جمعه أئمّة. (1) و قوله تعالى:

«یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ» أی بالّذی یقتدون به، و قیل بکتابهم. (2)

و عرّف المتکلّمون الإمامة بوجوه:

1. الإمامة رئاسة عامّة فی أُمور الدین و الدنیا؛

2. الإمامة خلافة الرسول فی إقامة الدین، بحیث یجب اتّباعه على کافّة الأمّة؛ (3)

3. الإمامة خلافة عن صاحب الشرع فی حراسة الدین و سیاسة الدنیا؛ (4)

4. الإمامة رئاسة عامّة دینیة مشتملة على ترغیب عموم الناس فی حفظ مصالحهم الدینیة و الدنیاویة، و زجرهم عمّا یضرّهم بحسبها. (5)

و اتّفقت کلمة أهل السنّة، أو أکثرهم، على أنّ الإمامة من فروع الدین.

قال الغزالى: «اعلم أنّ النظر فی الإمامة لیس من فنّ المعقولات، بل من الفقهیّات». (6)

و قال الآمدی: «و اعلم أنّ الکلام فی الإمامة لیس من أصول الدیانات». (7)

و قال الإیجی: «و مباحثها عندنا من الفروع، و إنّما ذکرناها فی علم الکلام تأسّیاً بمن قبلنا». (8)

و قال ابن خلدون: «و قصارى أمر الإمامة إنّها قضیة مصلحیة إجماعیة و لا تلحق بالعقائد». (9)

و قال التفتازانی: «لا نزاع فی أن مباحث الإمامة بعلم الفروع ألیق …». (10)

و أمّا الشیعة الإمامیة، فینظرون إلى الإمامة کمسألة أصولیة کلامیّة، وزانها وزان النبوّة، سوى تلقّی الوحی التشریعی و الإتیان بالشریعة، فإنّها

مختومة بارتحال النبیّ الأکرم صلى الله علیه و آله، فمسألة الإمامة تکون من المسائل الجذریة الأصلیّة. (11)


1) أصله أَءْممِة وزان أمثلة فادغمت المیم فی المیم بعد نقل حرکتها إلى الهمزة و بعض النّحاة یبدّلها یاء للتخفیف.

2) راجع: المفردات للراغب، کتاب الألف، مادة أُمّ.

3) هذان التعریفان ذکرهما عضد الدین الإیجى فی کتاب المواقف. انظر: شرح المواقف: 8 / 345.

4) اختاره ابن خلدون فی المقدمة: 191.

5) اختاره المحقق الطوسی فی قواعد العقائد: 108.

6) الاقتصاد فی الاعتقاد: 234.

7) غایة المرام فی علم الکلام: 363.

8) شرح المواقف: 8 / 344.

9) مقدمة ابن خلدون: 465.

10) شرح المقاصد: 5 / 232.

11) أقول: الفارق بین المسألة الکلامیّة و الفقهیّة هو موضوعها، فموضوع المسألة الکلامیة هو وجود اللّه تعالى أو صفاته و أفعاله، و موضوع المسألة الفقهیة هو أفعال المکلفین من البشر، و نصب الإمام عند الإمامیة فعل اللّه تعالى، و أما عند أهل السنّة فتعیین الإمام وظیفة المسلمین.