الإمام فی اللّغة هو الّذی یؤتمُّ به إنساناً کان أو کتاباً أو غیر ذلک، محقّاً کان أو مبطلًا و جمعه أئمّة. (1) و قوله تعالى:
«یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ» أی بالّذی یقتدون به، و قیل بکتابهم. (2)
و عرّف المتکلّمون الإمامة بوجوه:
1. الإمامة رئاسة عامّة فی أُمور الدین و الدنیا؛
2. الإمامة خلافة الرسول فی إقامة الدین، بحیث یجب اتّباعه على کافّة الأمّة؛ (3)
3. الإمامة خلافة عن صاحب الشرع فی حراسة الدین و سیاسة الدنیا؛ (4)
4. الإمامة رئاسة عامّة دینیة مشتملة على ترغیب عموم الناس فی حفظ مصالحهم الدینیة و الدنیاویة، و زجرهم عمّا یضرّهم بحسبها. (5)
و اتّفقت کلمة أهل السنّة، أو أکثرهم، على أنّ الإمامة من فروع الدین.
قال الغزالى: «اعلم أنّ النظر فی الإمامة لیس من فنّ المعقولات، بل من الفقهیّات». (6)
و قال الآمدی: «و اعلم أنّ الکلام فی الإمامة لیس من أصول الدیانات». (7)
و قال الإیجی: «و مباحثها عندنا من الفروع، و إنّما ذکرناها فی علم الکلام تأسّیاً بمن قبلنا». (8)
و قال ابن خلدون: «و قصارى أمر الإمامة إنّها قضیة مصلحیة إجماعیة و لا تلحق بالعقائد». (9)
و قال التفتازانی: «لا نزاع فی أن مباحث الإمامة بعلم الفروع ألیق …». (10)
و أمّا الشیعة الإمامیة، فینظرون إلى الإمامة کمسألة أصولیة کلامیّة، وزانها وزان النبوّة، سوى تلقّی الوحی التشریعی و الإتیان بالشریعة، فإنّها
مختومة بارتحال النبیّ الأکرم صلى الله علیه و آله، فمسألة الإمامة تکون من المسائل الجذریة الأصلیّة. (11)
1) أصله أَءْممِة وزان أمثلة فادغمت المیم فی المیم بعد نقل حرکتها إلى الهمزة و بعض النّحاة یبدّلها یاء للتخفیف.
2) راجع: المفردات للراغب، کتاب الألف، مادة أُمّ.
3) هذان التعریفان ذکرهما عضد الدین الإیجى فی کتاب المواقف. انظر: شرح المواقف: 8 / 345.
4) اختاره ابن خلدون فی المقدمة: 191.
5) اختاره المحقق الطوسی فی قواعد العقائد: 108.
6) الاقتصاد فی الاعتقاد: 234.
7) غایة المرام فی علم الکلام: 363.
8) شرح المواقف: 8 / 344.
9) مقدمة ابن خلدون: 465.
10) شرح المقاصد: 5 / 232.
11) أقول: الفارق بین المسألة الکلامیّة و الفقهیّة هو موضوعها، فموضوع المسألة الکلامیة هو وجود اللّه تعالى أو صفاته و أفعاله، و موضوع المسألة الفقهیة هو أفعال المکلفین من البشر، و نصب الإمام عند الإمامیة فعل اللّه تعالى، و أما عند أهل السنّة فتعیین الإمام وظیفة المسلمین.