یشیر القرآن إلى حرکة الأرض بقوله تعالى: «وَ تَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَ هِیَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِی أَتْقَنَ کُلَّ شَیْءٍ إِنَّهُ خَبِیرٌ بِما تَفْعَلُونَ». (1)
و قد خصّ بعض المفسّرین الآیة بیوم القیامة، لأنّ الآیة السابقة علیها راجعة إلیها، غیر أنّ هناک قرائن تدلّ على أنّ الآیة ناظرة إلى نظام الدنیا و هی أنّ القیامة یوم کشف الحقائق و حصول الاذعان و الیقین فلا یناسب قوله:
«تَحْسَبُها جامِدَةً».
و أیضاً إنّ الأرض فی القیامة تبدّل غیر الأرض، و الآیة ناظرة إلى الوضع الموجود فی الجبال، و یشعر بذلک کلمة الصنع فی قوله:
«صُنْعَ اللَّهِ الَّذِی أَتْقَنَ کُلَّ شَیْءٍ».
و أیضاً إنّ الظاهر من قوله: «إِنَّهُ خَبِیرٌ بِما تَفْعَلُونَ». هو ما یفعله الإنسان فی حیاته الدنیا، فوحدة السّیاق فی الأفعال المستعملة فی الآیة أعنى «ترى» و «تحسبها» و «تمر» و «تفعلون» قرینة على أنّ المقصود حرکة الجبال فی هذا النظام الموجود، و بما أنّ الجبال راسخة فی الأرض فحرکتها تلازم حرکة الأرض، و تخصیصها بالذکر لبیان عظمة قدرته تعالى على حرکة هذه الأشیاء العظیمة الثقیلة کالسحاب، و تشبیه حرکتها بالسحاب لبیان أنّ حرکة الأرض دائمة أوّلًا، و أنّها متحقّقة بهدوء و طمأنینة ثانیاً.
1) النمل: 88.