أثبت العلم بوضوح أنّ هناک انتقالًا حراریّاً مستمرّاً من الأجسام الحارّة إلى الأجسام الباردة، و لا تتحقّق فی عالم الطبیعة عملیة طبیعیة معاکسةً لذلک، و معنى ذلک أنّ الکون یتّجه إلى درجة تتساوى فیها جمیع الأجسام من حیث الحرارة و عند ذلک لن تتحقّق عملیات کیمیائیّة أو طبیعیّة، و یستنتج من ذلک: أنّ الحیاة فی عالم المادّة أمر حادث و لها بدایة، إذ لو کانت موجوداً أزلیاً و بلا ابتداء لزم استهلاک طاقات المادّة، و انضباب ظاهرة الحیاة المادّیة منذ زمن بعید. و إلى ما ذکرنا أشار «فرانک آلن» أستاذ علم الفیزیاء بقوله:
قانون «ترمودینامیا» أثبت أنّ العالم لا یزال یتّجه إلى نقطة تتساوى فیها درجة حرارة جمیع الأجسام، و لا توجد هناک طاقة مؤثِّرة لعملیّة الحیاة، فلو لم یکن للعالم بدایة و کان موجوداً من الأزل لزم أن یقضى للحیاة أجلها منذ أمدٍ بعیدٍ، فالشَّمس المشرقة و النجوم و الأرض الملیئة من الظواهر الحیویّة و عملیاتها أصدق شاهد على أنّ العالم حدث فی زمان معیَّن، فلیس العالم إلّا مخلوقاً حادثاً. (1)
1) إثبات وجود خدا (فارسی): 21. یحتوی الکتاب على مقالات من أربعین من المتمهرین فی العلوم المختلفة، جمعها العالم المسیحی «جان کلور مونسما». اصل الکتاب باللّغة الإنجلیزیة ترجمه الى الفارسیة أحمد آرام و قد ترجم باللّغة العربیة تحت عنوان «اللّه یتجلّى فی عصر العلم».