جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

تعریف الحکمة (2)

زمان مطالعه: 2 دقیقه

أصل الحکمة الحکم و هو المنع، قال ابن فارس:

الحاء و الکاف و المیم اصل واحد و هو المنع و اوّل ذلک الحکم و هو المنع من الظّلم و سمّیت حکمة الدابّة لأنّها تمنعها، یقال: حکمت الدابّة و أحکمتها، و یقال: حکمت السّفیه و أحکمته، إذا أخذت على یدیه و الحکمة هذا قیاسها، لأنّها تمنع من الجهل و تقول: حکّمت فلاناً تحکیماً: منعته عمّا یرید. (1)

و قد أطلقت الحکمة على العدل، و العلم و الحلم، و النبوّة و ما یمنع من الجهل، و کل کلام موافق للحقّ، و وضع الشی‏ء فی موضعه و صواب الأمر و سداده. (2)

و قد عرّف الراغب الأصفهانى الحکمة ب «إصابة الحقّ بالعلم و العقل» ثمّ قال:

فالحکمة من اللّه تعالى معرفة الأشیاء و إیجادها على غایة الإحکام، و من الإنسان معرفة الموجودات و فعل الخیرات. (3)

ثمّ إنّ الحکمة فی اصطلاح المتکلّمین قد تکون وصفاً للعلم و قد تکون وصفاً للفعل، و یفسّر الأوّل بأفضل العلم و أکمله، و یفسّر الثانی بإتقان الفعل و تنزّهه عمّا لا ینبغی. قال الرازی‏ (4):

فی الحکیم وجوه: الأوّل: إنّه فعیل بمعنى مفعل کألیم بمعنى مؤلم. و معنى الإحکام فی حقّ اللّه تعالى فی خلق الأشیاء هو إتقان التدبیر فیها، و حسن التقدیر لها، قال تعالى: «الَّذِی أَحْسَنَ کُلَّ شَیْ‏ءٍ خَلَقَهُ». (5)

لیس المراد الحسن الرائق فی المنظر و إنما المراد منه حسن التدبیر فی وضع کلّ شی‏ء موضعه بحسب المصلحة، و هو المراد بقوله:

«وَ خَلَقَ کُلَّ شَیْ‏ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِیراً» (6)

الثانی: إنّ الحکمة عبارة عن معرفة أفضل المعلومات بأفضل العلوم، فالحکیم بمعنى العلیم.

الثالث: الحکمة عبارة عن کونه مقدّساً عن فعل ما لا ینبغی.

قال تعالى: «أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً» (7)

و الحاصل: أنّ الحکمة إما وصف للعلم و إمّا وصف للفعل. فالأوّل هو الحکمة العلمیة، و الثانی الحکمة العملیة أو الفعلیة، و الحکمة العلمیة راجعة إلى علمه تعالى بذاته و بفعله و هی من الصفات الثبوتیة الذاتیة، و قد تقدّم الکلام فیها من الباب الأوّل. و الّذی یراد بالبحث فی هذا الباب الحکمة الفعلیة بمعنییه و هما: الإحکام فی خلق العالم و تدبیره و تنزّه أفعاله تعالى عمّا لا ینبغی من الجهالة و السفاهة.


1) معجم المقاییس فی اللغة: 277.

2) اقرب الموارد: 1 / 219.

3) المفردات فی غریب القرآن: 127.

4) شرح أسماء اللّه الحسنى: 279- 280.

5) السجدة: 7.

6) الفرقان: 2.

7) المؤمنون: 115؛ لاحظ: شرح أسماء اللّه الحسنى: 279- 280.