جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

بعض الأُمة الإسلامیة (2)

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

یقول سبحانه: «وَ کَذلِکَ جَعَلْناکُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَکُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَ یَکُونَ الرَّسُولُ عَلَیْکُمْ شَهِیداً» (1)

و الخطاب فی الآیة و إن کان للأمّة الإسلامیة، لکنّ المراد بعضهم، نظیر قوله تعالى: «وَ جَعَلَکُمْ مُلُوکاً» مخاطباً لبنی إسرائیل، و المراد بعضهم، و الدلیل على أنّ المراد بعض الأُمّة، هو أنّ أکثر أبنائها لیس لهم معرفة بالأعمال إلّا بصورها إذا کانوا فی محضر المشهود علیهم، و هو لا یفی فی مقام الشهادة، لأنّ المراد منها هو الشهادة على حقائق الأعمال و المعانی النفسانیة من الکفر و الإیمان، و على کلّ ما خفی عن الحسّ و مستبطن عن الإنسان ممّا تکسبه القلوب الّذی یدور علیه حساب ربّ العالمین یقول سبحانه: «وَ لکِنْ یُؤاخِذُکُمْ بِما کَسَبَتْ قُلُوبُکُمْ» (2)

و لیس ذلک فی وسع الإنسان العادی إذا کان حاضراً عند المشهود علیه، فضلًا عن کونه غائباً، و هذا یدلّنا على أنّ المراد رجال من الأُمّة لهم‏

تلک القابلیّة بعنایةٍ من اللّه تعالى، فیقفون على حقائق أعمال الناس المشهود علیهم.

أضف إلى ذلک أنّ أقلّ ما یعتبر فی الشهود هو العدالة و التقوى، و الصدق و الأمانة، و الأکثریة الساحقة من الأُمّة یفقدون ذلک و هم لا تقبل شهادتهم على صاع من تمرٍ أو باقة من بقل، فکیف تقبل شهادتهم یوم القیامة؟!

و إلى هذا تشیر روایة الزبیری عن الإمام الصادق علیه السلام، قال: «أ فَتَرى أنّ من لا تجوّز شهادته فی الدنیا على صاع من تمر، یطلب اللّه شهادته یوم القیامة و یقبلها منه بحضرة جمیع الأُمم الماضیة؟! کلّا، لم یعن اللّه مثل هذا من خلقه». (3)


1) البقرة: 143.

2) البقرة: 225.

3) نور الثقلین: 1 / 113، الحدیث 409.