إنّ الذکر الحکیم یردّ التفویض بحماس و وضوح:
1. یقول سبحانه: «یا أَیُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ» (1)
2. و یقول سبحانه: «وَ ما هُمْ بِضارِّینَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ» (2)
3. و یقول تعالى: «کَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِیلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً کَثِیرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ» (3)
4. و یقول سبحانه: «وَ ما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ» (4)
إلى غیر ذلک من الآیات الّتی تقیّد فعل الإنسان بإذنه تعالى، و المراد منه الإذن التکوینی و مشیئته المطلقة.
و أمّا السنّة، فقد تضافرت الروایات على نقد نظریة التفویض فیما أثر من أئمّة أهل البیت علیهم السلام و کان المعتزلة مدافعین عن تلک النظریّة فی عصرهم، مروّجین لها.
1. روى الصدوق فی «الأمالى» عن هشام، قال: قال أبو عبد اللّه علیه السلام: «إنّا لا نقول جبراً و لا تفویضاً». (5)
2. و فی «الاحتجاج» عن أبی حمزة الثمالی أنّه قال: قال أبو جعفر علیه السلام للحسن البصری: «إیّاک أن تقول بالتفویض فإنّ اللّه عزّ و جلّ لم یفوّض الأمر إلى خلقه وهناً منه و ضعفاً، و لا أجبرهم على معاصیه ظلماً». (6)
3. و فی «العیون» عن الرضا علیه السلام أنّه قال: «مساکین القدریة، (7) أرادوا أن یصفوا اللّه عزّ و جلّ بعدله فأخرجوه من قدرته و سلطانه». (8)
1) فاطر: 15.
2) البقرة: 102.
3) البقرة: 249.
4) یونس: 100.
5) بحار الأنوار: 5 / 4، کتاب العدل و المعاد، الحدیث 1.
6) المصدر السابق: 17، الحدیث 26.
7) القدریّة أسلاف المعتزلة و هم الّذین أنکروا القدر الإلهی السابق المتعلق بأفعال العباد الاختیاریة.
8) بحار الأنوار: 5 / 54؛ کتاب العدل و المعاد، الحدیث 93.