زمان مطالعه: < 1 دقیقه
الأمر الثالث: الدور ممتنع، و هو عبارة عن کون الشیء موجداً لثان و فی الوقت نفسه یکون الشیء الثانی موجداً لذاک الشیء الأوّل.
وجه امتناعه أنّ مقتضى کون الأوّل علّة للثانی، تقدّمه علیه و تأخّر الثانی عنه، و مقتضى کون الثانی علّة للأوّل تقدّم الثانی علیه، فینتج کون الشیء الواحد، فی حالة واحدة و بالنسبة إلى شیء واحد، متقدّماً و غیر متقدّم و متأخّراً و غیر متأخّر و هذا هو الجمع بین النقیضین.
إنّ امتناع الدور وجدانی و لتوضیح الحال نأتی بمثال: إذا اتّفق صدیقان على إمضاء وثیقة و اشترط کلّ واحد منهما لإمضائها، إمضاء الآخر فتکون النتیجة توقّف إمضاء کلٍّ على إمضاء الآخر، و عند ذلک لن تکون تلک الورقة ممضاة إلى یوم القیامة، و هذا ممّا یدرکه الإنسان بالوجدان وراء درکه بالبرهان.