من الأبحاث الکلامیة الهامّة، البحث عن کیفیة صدور أفعال العباد، و أنّهم مختارون فی أفعالهم أو مجبورون، مضطرّون علیها؟ و المسألة ذات صلة وثیقة بمسألة العدل الإلهی، فإنّ العقل البدیهی حاکم على قبح تکلیف المجبور و مؤاخذته علیه، و أنّ اللّه سبحانه منزَّه عن کلّ فعل قبیح.
ثمّ إنّ هذه المسألة من المسائل الفکریة الّتی یتطلّع کلّ إنسان إلى حلّها، سواء أقدر علیه أم لا، و لأجل هذه الخصیصة لا یمکن تحدید زمن تکوّنها فی البیئات البشریة، و مع ذلک فهی کانت مطروحة فی الفلسفة الإغریقیة، ثمّ انطرحت فی الأوساط الإسلامیة و بحث عنها المتکلّمون و الفلاسفة الإسلامیون، کما وقع البحث حولها فی المجتمعات الغربیة الحدیثة، و المذاهب و الآراء المطروحة فی هذا المجال فی الکلام الإسلامی أربعة:
1. مذهب الجبر المحض؛
2. مذهب الکسب؛
3. مذهب التفویض؛
4. مذهب الأمر بین الأمرین.
فلنبحث عنها واحداً تلو الآخر.