التوحید فی العبادة هو الهدف و الغایة الأسنى من بعث الأنبیاء و المرسلین، قال سبحانه:
«وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِی کُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ» (1)
و ناهیک فی أهمیّة ذلک أنّ الإسلام قرّره شعاراً للمسلمین یؤکّدون علیه فی صلواتهم الواجبة و المندوبة بقولهم:
«إِیَّاکَ نَعْبُدُ وَ إِیَّاکَ نَسْتَعِینُ» (2)
کما أنّ مکافحة النبیّ صلى الله علیه و آله بل و سائر الانبیاء للوثنیین تترکّز على هذه النقطة غالباً کما هو ظاهر لمن راجع القرآن الکریم.
و لا تجد مسلماً ینکر هذا الأصل أو یشکّ فیه و إنّما الکلام فی حقیقة العبادة و مصادیقها، فترى أنّ أتباع الوهّابیّة یرمون غیرهم بالشّرک فی العبادة
بالتبرّک بآثار الأنبیاء و التوسّل بهم إلى اللّه سبحانه و نحو ذلک، فتمییز العبادة عن غیرها هی المشکلة الوحیدة فی هذا المجال، فیجب قبل کلّ شیء دراسة حقیقة العبادة على ضوء العقل و الکتاب و السنّة فنقول:
1) النحل: 36.
2) الفاتحة: 5.