جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

التوحید فی الخالقیة و قبائح الأفعال‏ (2)

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

ربّما یقال: الالتزام بعمومیة خالقیته تعالى لکلّ شی‏ء یستلزم إسناد قبائح الأفعال إلیه تعالى، و هذا ینافی تنزُّهه سبحانه من کلّ قبح و شین.

و الجواب: أنّ للأفعال جهتین، جهة الثبوت و الوجود، وجهة استنادها إلى فواعلها بالمباشرة، فعنوان الطّاعة و المعصیة ینتزع من الجهة الثانیة، و ما یستند إلى اللّه تعالى هی الجهة الاولى، و الأفعال بهذا اللحاظ متّصفة بالحسن و الجمال، أی الحسن التکوینی.

و بعبارة أخرى: عنوان الحسن و القبح المنطبق على الأفعال الصادرة عن فاعل شاعر مختار، هو الّذی یدرکه العقل العملی بلحاظ مطابقة الأفعال لأحکام العقل و الشرع و عدمها، و هذا الحسن و القبح یرجع إلى الفاعل المباشر للفعل.

نعم أصل وجود الفعل- مع قطع النظر عن مقایسته إلى حکم العقل أو الشرع- یستند إلى اللّه تعالى و ینتهی إلى إرادته سبحانه، و الفعل بهذا الاعتبار لا یتّصف بالقبح، فإنّه وجود و الوجود خیر و حسن فی حدّ ذاته.

قال سبحانه: «الَّذِی أَحْسَنَ کُلَّ شَیْ‏ءٍ خَلَقَهُ» (1)

و قال: «اللَّهُ خالِقُ کُلِّ شَیْ‏ءٍ» (2)

فکلّ شی‏ء کما أنّه مخلوق، حسن، فالخلقة و الحسن متصاحبان لا ینفکّ احدهما عن الآخر اصلًا.

و أمّا الإجابة عن شبهة الجبر على القول بعموم الخالقیة فسیوافیک بیانها فی الفصل المختصّ بذلک.


1) السجدة: 7.

2) الزمر: 62.