جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

التوحید الذاتی فی القرآن و الحدیث‏ (2)

زمان مطالعه: 2 دقیقه

إنّ القرآن الکریم عند ما یصف اللّه تعالى بالوحدانیة، یصفه ب «القهّاریّة» و یقول:

«هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ» (1)

و بهذا المضمون آیات متعدّدة أُخرى‏ فی الکتاب المجید، و ما ذلک إلّا لأنّ الموجود المحدود المتناهی مقهور للحدود و القیود الحاکمة علیه، فإذا کان قاهراً من کل الجهات لم تتحکّم فیه الحدود، فاللّامحدودیة تلازم وصف القاهریة.

و من هنا یتضح أنّ وحدته تعالى لیست وحدة عددیة و لا مفهومیة، قال العلّامة الطباطبائى قدس سره:

إنّ کلًا من الوحدة العددیة کالفرد الواحد من النوع، و الوحدة النوعیة کالإنسان الّذی هو نوع واحد فی مقابل الانواع الکثیرة، مقهور بالحدّ الّذی یمیّز الفرد عن الآخر و النوع عن مثله، فإذا کان تعالى لا یقهره شی‏ء و هو القاهر فوق کل شی‏ء، فلیس بمحدود فی شی‏ء، فهو موجود لا یشوبه عدم، و حقّ لا یعرضه باطل، فللّه من کلّ کمال محضه‏ (2)

ثمّ إنّ إمام الموحّدین علیّاً علیه السلام عند ما سئل عن وحدانیّته تعالى، ذکر للوحدة أربعة معان، اثنان منها لا یلیقان بساحته تعالى و اثنان منها ثابتان له.

أمّا اللّذان لا یلیقان بساحته تعالى، فهما: الوحدة العددیة و الوحدة المفهومیة حیث قال:

«فأمّا اللّذان لا یجوزان علیه، فقول القائل واحد یقصد به باب الأعداد، فهذا ما لا یجوز، لأنّ ما لا ثانی له لا یدخل فی باب الاعداد، أ ما ترى انّه کفر من قال إنّه ثالث ثلاثة، و قول القائل هو واحد من الناس یرید به النوع من الجنس، فهذا ما لا یجوز، لأنّه تشبیه و جلّ ربُّنا و تعالى عن ذلک».

و أمّا اللذان ثابتان له تعالى، فهما: بساطة ذاته، و عدم المثل و النظیر له، حیث قال:

«و أمّا الوجهان اللّذان یثبتان فیه، فقول القائل: هو واحد لیس له فی الأشیاء شبه … و أنّه عزّ و جلّ أحدیّ المعنى …. لا ینقسم فی وجود و لا عقل و لا وهم …» (3)


1) الزمر: 4.

2) المیزان: 6 / 88- 89 بتلخیص.

3) التوحید للصدوق: الباب 3، الحدیث 3.