ربما یقال: «لو کان التناسخ ممتنعاً فکیف وقع المسخ فی الأُمم السّالفة، کما صرّح به الذکر الحکیم؟» (1)
و الجواب: أنّ محذور التناسخ المحال، أمران:
أحدهما: اجتماع نفسین فی بدن واحد.
ثانیهما: تراجع النفس الإنسانیة من کمالها إلى الحدّ الّذی یناسب بدنها المتعلّقة به.
و المحذوران منتفیان فی المقام، فإنّ حقیقة مسخ الأُمّة المغضوبة و الملعونة هی تلبّس نفوسهم الخبیثة لباس الخنزیر و القرد، لا تبدّل نفوسهم الانسانیة إلى نفوس القردة و الخنازیر، قال التفتازانی:
إنّ المتنازع هو أنّ النفوس بعد مفارقتها الأبدان، تتعلّق فی الدنیا بأبدان أخر للتدبیر و التصرّف و الاکتساب لا أن تتبدّل صور الأبدان کما فی المسخ … (2)
و قال العلّامة الطباطبائی: «الممسوخ من الإنسان، إنسان ممسوخ لا أنّه ممسوخ فاقد للإنسانیة». (3)
1) لاحظ: الأسفار: 9 / 10.
2) شرح المقاصد: 3 / 327.
3) المیزان: 1 / 209.