جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

التأویل‏ (2)

زمان مطالعه: 2 دقیقه

قد استوفی شیخنا الاستاذ- دام ظلّه- الکلام فی أقسام التأویل فی مقدمة الجزء الخامس من موسوعته القرآنیة «مفاهیم القرآن»: 12- 16.

إنّ العدلیّة من المتکلّمین هم المشهورون بهذه النظریّة حیث یفسّرون الید بالنعمة و القدرة، و الاستواء بالاستیلاء و إظهار القدرة و تبعهم فی ذلک جماعة من الأشاعرة و غیرهم.

أقول: إنّ الظاهر على قسمین: الظاهر الحرفی و الظاهر الجملی، فإنّ الید مثلًا مفردة ظاهرة فی العضو الخاص، و لیست کذلک فیما إذا حفّت بها القرائن، فإنّ قول القائل فی مدح انسان انّه «باسط الید»، أو فی ذمّه «قابض‏

الید» لیس ظاهراً فی الید العضویة الّتی أسمیناها بالمعنى الحرفی، بل ظاهر فی البذل و العطاء أو فی البخل و الإقتار و ربما یکون مقطوع الید، و حمل الجملة على غیر ذلک المعنى، حمل على غیر ظاهرها.

و على ذلک یجب ملاحظة کلام المؤوِّلة، فان کانت تأویلهم على غرار ما بیّنّاه فهؤلاء لیسوا بمؤوِّلة بل هم مقتفون لظاهر الکتاب و السنة، و لا یکون تفسیر الکتاب العزیز- على ضوء القرائن الموجودة فیه- تأویلًا و إنما هو اتّباع للنصوص و الظواهر، و ان کان تأویلهم باختراع معان للآیات من دون أن تکون فی الآیات قرائن متصلة أو منفصلة دالّة علیها فلیس التأویل- بهذا المعنى- بأقلّ خطراً من الإثبات المنتهی إمّا إلى التجسیم أو إلى التعقید و الإبهام.

و على ضوء ما قرّرنا من الضابطة و المیزان، تقدر على تفسیر ما ورد فی التنزیل من الوجه‏ (1) و العین‏ (2) و الجنب‏ (3) و الإتیان‏ (4) و الفوقیة (5) و العرش‏ (6) و الاستواء (7) و ما یشابهها، من دون أن تمسّ کرامة التنزیه، و من دون أن تخرج عن ظواهر الآیات بالتأویلات الباردة غیر الصحیحة.


1) «کُلُّ شَیْ‏ءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ» (القصص: 88).

2) «وَ اصْنَعِ الْفُلْکَ بِأَعْیُنِنا وَ وَحْیِنا» (هود: 37).

3) «أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتى‏ عَلى‏ ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ» (الزمر: 56).

4) «وَ جاءَ رَبُّکَ وَ الْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا» (الفجر: 22) «فَأَتَى اللَّهُ بُنْیانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ» (الزمر: 56).

5) «یَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ» (الفتح: 10).

6) «إِذاً لَابْتَغَوْا إِلى‏ ذِی الْعَرْشِ سَبِیلًا» (الاسراء: 42).

7) «الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏» (طه: 5).