اعلم أنّ الترکیب على أقسام:
1. الترکیب من الأجزاء العقلیة فقط کالجنس و الفصل.
2. الترکیب منها و من الأجزاء الخارجیة کالمادّة و الصورة و الأجزاء العنصریة.
3. الترکیب من الأجزاء المقداریة کأجزاء الخط و السطح.
و المدّعى أنّ ذاته تعالى بسیط لیس بمرکب من الأجزاء مطلقاً.
و الدلیل على أنّه لیس مرکّباً من الأجزاء الخارجیة و المقداریّة أنّه سبحانه منزّه عن الجسم و المادّة کما سیوافیک البحث عنه فی الصفات السلبیة.
و البرهان على عدم کونه مرکّباً من الأجزاء العقلیة هو أنّ واجب الوجود بالذات لا ماهیة له، و ما لا ماهیة له لیس له الأجزاء العقلیّة الّتی هی الجنس و الفصل (1)
و الوجه فی انتفاء الماهیّة عنه تعالى بهذا المعنى هو أنّ الماهیّة من حیث هی هى، مع قطع النظر عن غیرها، متساویة النسبة إلى الوجود و العدم، فکلّ ماهیّة من حیث هی، تکون ممکنة، فما لیس بممکن، لا ماهیّة له و اللّه تعالى بما أنّه واجب الوجود بالذات، لا یکون ممکناً بالذات فلا ماهیّة له.
1) انّ الماهیة تطلق على معنیین: أحدهما ما یقال فی جواب «ما» الحقیقیة و یعبَّر عنها بالذات و الحقیقة أیضاً، و ثانیهما ما یکون به الشیء هو هو بالفعل، أی الهویّة، و المراد من نفی الماهیة عنه سبحانه هو المعنى الأوّل.