زمان مطالعه: < 1 دقیقه
قد استشکل على القول بانتهاء الممکنات إلى علّة أزلیّة لیست بمعلول، بأنّه یستلزم تخصیص القاعدة العقلیة، فإنّ العقل یحکم بأنّ الشیء لا یتحقّق بلا علّة.
و الجواب: انّ القاعدة العقلیّة تختص بالموجودات الإمکانیة الّتی لا تقتضی فی ذاتها وجوداً و لا عدماً، إذ الحاجة إلى العلّة، لیست من خصائص الموجود بما هو موجود، بل هی من خصائص الموجود الممکن، فإنّه حیث لا یقتضی فی حدِّ ذاته الوجود و لا العدم، لا بدَّ له من علّة توجده، و یجب انتهاء أمر الإیجاد إلى ما یکون الوجود عین ذاته و لا یحتاج إلى غیره، لما تقدّم من إقامة البرهان على امتناع التسلسل، فالاشتباه نشأ من الغفلة عن وجه الحاجة إلى العلّة و هو الإمکان لا الوجود.